سامي أبو دياك.. أسير فلسطيني ينتظر الموت ويتمنى لقاء أمه
الأسير أبو دياك من سكان بلدة سيلة الظهر في جنين جنوب الضفة الغربية ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسّجن المؤبد لثلاث مرات و30 عاماً
"أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة.. لا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".. بهذه الكلمات وجه الأسير الفلسطيني المريض سامي أبو دياك رسالة ربما تكون الأخيرة، مع تزايد تدهور حالته الصحية.
ويواجه الأسير أبو دياك، خطر الموت في أي لحظة بعد التدهور الخطير على حالته الصحية نتيجة الإصابة بالسرطان والإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفق تقديرات فلسطينية رسمية.
"أريد أن أفارق الحياة في حضن والدتي"
وفي رسالة مؤثرة قال الأسير أبو دياك قبل أيام: "إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي".
وأضاف "أريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانهم، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".
وأعادت سلطات الاحتلال، الأحد، الأسير المريض أبو دياك من مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي الذي نقل إليه قبل يومين، إلى عيادة سجن الرملة في وضع صحي صعب وخطير.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها: "أن الأسير أبو دياك يعاني من نقصان حاد في الوزن، ووصل وزنه إلى قرابة 40 كجم"، محذرة من وفاته في أية لحظة.
وحملت الهيئة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير سامي أبو دياك، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.
- أسرى فلسطينيون يعلقون إضرابهم إثر خضوع الاحتلال لمطالبهم
- معركة الكرامة 2.. أسرى فلسطينيون جدد يدخلون الإضراب والاحتلال يعزلهم
"حققوا رغبة ابني"
من جهتها عبرت والدة الأسير أبو دياك عن قلقها الشديد على حياة ابنها، مناشدة الجميع التدخل لتحقيق رغبته وتأمين الإفراج عنه لكي يتلقى العلاج ويعيش وسط أسرته ولو آخر أيام حياته.
وقالت في حديثها لـ"العين الإخبارية": "إن السرطان انتشر في جسم سامي وبات يهدد حياته، والعائلة تنتظر استشهاده في أي لحظة".
وأضافت "من حق ابني ألا يموت مكبل اليدين، وأن يتلقى العلاج، وألا يكون مصيره في مقابر الأرقام".
من هو الأسير أبو دياك
والأسير أبو دياك (37 عامًا) من سكان بلدة سيلة الظهر في جنين جنوب الضفة الغربية، ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسّجن المؤبد لثلاث مرات و30 عاماً، وهو مصاب بالسرطان منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وأيضا بالفشل الكلوي والرئوي، وهو واحد من بين 14 أسيراً مريضاً يقبعون بشكل دائم في معتقل "عيادة الرملة"، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
وإلى جانب إصابته بالسرطان يعاني أبو دياك من الفشل الكلوي والرئوي، وخضع لثلاث عمليات جراحية.
ويخشى الفلسطينيون أن يواجه أبو دياك مصير الأسير بساح السايح الذي كان هو الآخر يعاني من السرطان وتوفي نتيجة الإهمال في سجون الاحتلال سبتمبر/أيلول الماضي.
اعتصام تضامني
واعتصم الأحد عشرات الفلسطينيين أمام مقر الصليب الأحمر بغزة تضامنًا مع الأسير أبو دياك مطالبين بالإفراج الفوري عنه.
وأكد نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى لـ"العين الإخبارية" على هامش الفعالية، أن جسد الأسير لم يعد يحتمل العلاج الكيماوي، وهنك خطر حقيقي يهدد حياته.
وأوضح أن المطلوب تدخل عاجل من المؤسسات الدولية للإفراج عن الأسير أبو دياك، وإتاحة أفضل السبل لعلاجه.
نداء عاجل
وأطلقت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي وجميع المنظمات الدولية الصحية والإنسانية، للتدخل الفوري للإفراج عن الأسير أبو دياك، وكسر الصمت أمام جريمة قتل ترتكب بشكل بطيء بحقه.
ووجهت الكيلة رسائل لجميع المنظمات الدولية الصحية والإنسانية والمجتمع الدولي، محذرة أن الأسير سامي أبو دياك يصارع الموت وحيداً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه وتحقيق أمنيته برؤية واحتضان والدته وأهله.
ورأت أن إبقاء أبو دياك داخل السجون وقد أنهكه مرض السرطان دليل على أن إسرائيل "تمارس التعذيب والإرهاب بحق أسرانا وأبناء شعبنا حتى في لحظاتهم الأخيرة"، مؤكدة أنه إذا تمت المقارنة بين ما نص عليه القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وحال الأسرى الفلسطينيين في السجون وبالأخص الأسرى المرضى فسوف نكتشف أن جرائم بشعة ترتكب بحقهم".
وأشارت وزيرة الصحة إلى أن الحالة الصحية للأسير أبو دياك حرجة، مضيفة أنها طالبت مراراً وتكراراً بالسماح لفريق طبي فلسطيني بالكشف عن حالة الأسير والأسرى المرضى الآخرين، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت جميع هذه الطلبات.
ومن بين 5700 أسير في سجون الاحتلال هناك نحو 700 أسير يعانون من أمراض خطيرة، وهم بحاجة إلى رعاية صحية حثيثة من بينهم أكثر من 200 أسير يعانون من أمراض مزمنة، من بينهم عشرة أسرى على الأقل مصابين بالسرطان، وفق معطيات فلسطينية رسمية.