وفاة ماري إليس.. الريفية قائدة الـ1000 طائرة حربية
ماري إليس إحدى رائدات قيادة الطائرات في بريطانيا شاركت في الحرب العالمية الثانية وتوفيت عن عمر يناهز 101 عام
فقدت بريطانيا إحدى رائدات قيادة الطائرات في تاريخها، بوفاة ماري إليس، عن عمر يناهز 101 عام في 25 يوليو/تموز الجاري، والتي كانت من أوائل النساء اللاتي قدن الطائرات المقاتلة الثقيلة خلال الحرب العالمية الثانية.
وأشرفت إليس على توظيف مدنيين لقيادة الطائرات من مصانعها إلى المطارات خلال الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك لم تكن مساهمتها في المجهود الحربي موضع تقدير دائماً.
وفي بداياتها، عندما هبطت في إحدى القواعد الجوية للطيران الملكي، لم يصدق العاملون في المطار أنها هي الكابتن التي قادت طائرة "ويلينغتون" التي هبطت للتو، فقاموا بتفتيش الطائرة حينها.
ولدت "ماري ويلكنز" في أسرة تعمل في الزراعة، في مدينة ليوفيلد بمقاطعة "أوكسفوردشاير" البريطانية، وترعرعت بالقرب من القواعد الجوية للطيران الملكي في "بيسيستر وبورت ميدو".
وتحدثت عن طفولتها قائلة: "أخذني في إحدى المرات والدي في رحلة جوية ممتعة، أدركت لاحقاً أن تلك الرحلة رسمت مصيري إلى الأبد".
دفعها "شغفها بالجو والسماء" في سن المراهقة إلى أخذ دروس في الطيران في مطار مجاور.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، استطاعت بإجازتها في قيادة الطائرة وخبرتها أن تعمل في شركة النقل الجوي التي كانت تعمل في صيانة المعدات الحربية والطائرات، الأمر الذي سمح للسيدات المؤهلات للانضمام إليها كطيارات في عام 1940، وفق ما نقلته "بي بي سي".
وكانت مجلة "الطائرة" قد قالت في مقال افتتاحي عام 1940: "على النساء الراغبات في خدمة بلدهن، أن يمارسن أعمالاً تتناسب مع جنسهن بدلاً من السيطرة على أعمال الرجال".
رغم تلك العقلية السائدة، وعدم تلقي الدعم من أمها، فإنها تقدمت بطلب للعمل في شركة النقل الجوي والتي أعلنت عنها عبر راديو بي بي سي عام 1941، وقُبلت وقتها وعملت على الفور معهم.
وسرعان ما بدأت بالطيران في أجواء البلاد، تقود الطائرات الهجومية وقاذفات القنابل السريعة في جميع أنحاء البلاد".
وحسب شركة النقل الجوي التي عملت فيها، فقد قادت إليس نحو ألف طائرة خلال الحرب، بما في ذلك 76 طرازاً.
تعرضت إليس عدة مرات في حياتها لخطر الموت، منها ما كان عن طريق الخطأ بنيران صديقة، أو حوادث نجت منها، وكان أخطرها عندما كانت تهبط بطائرتها بينما كانت طائرة أخرى تتجه نحوها وسط الضباب وكادت أن تصطدم بها.
ثم نجت من حادث آخر عندما اضطرت إلى الهبوط الاضطراري بسبب ارتفاع حرارة محرك الطائرة التي كانت تقودها وتحطم وقتها الجزء السفلي من الطائرة.
وفي عام 1951، دخلت سباق السيارات السريعة، وفازت بمهرجانات السيارات الرياضية، ثم أصبحت مديرة مطار سانداون في جزيرة وايت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
كرمت أمام أفراد العائلة المالكة في مهرجان الذكرى السنوية لضحايا القوات المسلحة البريطانية في "رويال ألبرتهول" في لندن عام 2016.
وكانت كلماتها الأخيرة: "إنه لأمر رائع أن تكون طيارًا في شركة النقل الجوي، ولولا الحرب لفعلتها ثانية بكل سرور".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز