خبراء موريتانيون: الدور السعودي بأفريقيا ضروري لكبح تدخل إيران
الخبراء تحدثوا خلال ندوة نظمها مركز "الأفق" للأبحاث والدراسات الاستراتيجية في موريتانيا، وحضرها لفيف من الساسة والدبلوماسيين.
أشاد مفكرون وساسة موريتانيون بالدور التاريخي للمملكة العربية السعودية في أفريقيا، وحرصها على مد جسور التواصل، مؤكدين أهمية الدور السعودي لمواجهة التدخل الإيراني بالقارة السمراء.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها مركز "الأفق" للأبحاث والدراسات الاستراتيجية في موريتانيا، وحضرها لفيف من الساسة والدبلوماسيين الموريتانيين والعرب بينهم السفير السعودي في موريتانيا هزاع بن زبن بن ضاوي المطيري، والسفير الموريتاني المعين حديثاً في الرياض الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ، بالإضافة إلى دبلوماسيين سابقين ونواب.
وشملت عروض الندوة تقديم محاضرات تناولت واقع العلاقات السعودية الأفريقية وسبل تعزيزها، وكذا تاريخ هذه العلاقات وجذور نشأتها.
التصدي للتدخلات الإيرانية
واعتبر الدكتور محمد ولد لمرابط، الأستاذ والباحث في جامعة "لعيون" الإسلامية في موريتانيا، أن المملكة أصبحت تولي اليوم أهمية كبرى لعلاقاتها مع القارة الأفريقية، تعزيزاً وتعظيماً لذلك الدور التاريخي الذي بدأ مع عهد الآباء المؤسسين للسعودية.
وأشار إلى أن التوافد الملاحظ للعديد من قادة ووفود الدول الأفريقية على المملكة، خلال السنوات الأخيرة، يعكس الاهتمام والحرص المتبادل لتعزيز هذه العلاقات بين السعودية والدول الأفريقية.
وأكد أهمية إطار منظمة التعاون الإسلامي كحضن لتطوير العلاقات السعودية الأفريقية، نظراً لوزن أفريقيا ضمن هذه المنظمة من جهة والدور الريادي للمملكة في تأسيس ورعاية هذا الإطار الجامع من جهة أخرى.
ولفت إلى الدور السعودي القائم على تطوير وتنمية علاقات السعودية بأفريقيا لصد محاولة إيران استغلال أوضاع بلدان القارة للتدخل في شؤونها ونشر أفكارها المتطرفة التخريبية الداعمة للإرهاب.
وشدد على ضرورة استمرار السعودية في لعب دورها الريادي في أفريقيا خدمة لشعوب تواجه شبح التدخلات الإيرانية الخبيثة لنشر أفكارها المتطرفة، مطالباً في نفس الوقت بالتفاف المفكرين والقادة والنخب بشكل عام وراء هذا الدور السعودي لمقاومة التدخلات الإيرانية.
العلاقات السعودية الأفريقية
بدوره، قدم بون عمر لي، وهو عالم دين وباحث، شغل سابقاً عضو المجلس الإسلامي الأعلى في موريتانيا، عرضاً خلال الندوة عن العلاقات السعودية الأفريقية من مختلف أبعادها، مستهلاً بالبعد الروحي لهذه العلاقات الذي يعود إلى المكانة العربية للسعودية كمكان حاضن للأماكن المقدسة.
كما تطرق عمر إلى جهود السعودية لتحقيق التضامن الإسلامي، مذكراً بأن هذه الجهود ارتكزت على المجال الأفريقي بوصف القارة تمثل أكثر من نصف بلدان منظمة العالم الإسلامي.
واستعرض نماذج من قوة العلاقات بين المملكة وأفريقيا، مذكراً في البداية بالزيارات التاريخية التي قام بها ملوك السعودية لبلدان أفريقيا.
وتناول في عرضه كذلك العلاقات الموريتانية السعودية كنموذج لعلاقات المملكة مع أفريقيا، مشيراً إلى أن العلاقات بين نواكشوط والرياض تاريخية منذ الرحلات الأولى "للشناقطة"(الاسم الأصلي للموريتانيين)، إلى بلاد الحجاز.
وأوضح عمر لي أن المملكة ظلت دوماً مواكبة لحركة البناء والتعمير في موريتانيا، منذ استقلال البلاد عام 1960 وحتى اليوم، مبيناً أن تلك العلاقات تعمقت أكثر على يد قيادتي البلدين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز.
وكان رئيس مركز "الأفق" للأبحاث والدراسات الاستراتيجية عيسى اليدالي قد أوضح في كلمته الافتتاحية للندوة أن هدفها هو تسليط الضوء على جوانب حيوية كالمجال الدبلوماسي لدولة من أهم دول العالم الإسلامي.
وأشار رئيس المركز إلى أن أهمية تنظيم الندوة ترتبط كذلك بتزامنها مع جولة ولي العهد السعودي الخارجية التي تشمل عدداً من البلدان الأفريقية، معبراً عن الترحيب بهذا الزيارة لما يعلق عليها من آمال تخدم تطوير هذه العلاقات والرقي بها نحو آفاق أرحب.
وأضاف أن العلاقات الموريتانية السعودية محورية وقادرة على تطوير وتعزيز علاقات السعودية بأفريقيا، نظراً لموقع موريتانيا كبوابة غربية للوطن العربي وهمزة وصل بين كل من العالم العربي، وبلدان القارة السمراء.