فيديو.. لاعب رجبي يحارب كورونا بسيارة إسعاف
الإيطالي ماكسيم مباندا يضرب مثالا للعالم أجمع بأن الإنسانية والوعي المجتمعي يمكنهما حل الأزمة الصحية التي تسبب فيها كورونا.. التفاصيل.
من قلب الصعاب يولد الحلم والأمل في قلوب الجميع من أجل تخطي أي أزمة تواجه البشرية، الإيطالي ماكسيم مباندا يضرب مثالا للعالم أجمع بأن الإنسانية والوعي المجتمعي يمكنهما حل الأزمة الصحية التي خلّفها انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19".
ماكسيم مباندا صاحب الـ27 عاما لاعب بالخط الثالث بصفوف نادي بارما الإيطالي لرياضة الرجبي، حاله كحال الرياضيين في العالم، الذين توقفت أعمالهم في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا، وبقي في منزله بانتظار أي جديد يحدث خلال الأيام المقبلة.
مباندا كان يتابع ما يحدث في بلده إيطاليا، حالات عديدة تعاني في المستشفيات من آثار الفيروس القاتل، وتزايد الإصابات والوفيات بشكل كبير، حتى باتت البلد الأكثر تضررا في العالم، ليمثل ذلك النقطة الفاصلة في تفكيره.
صاحب الـ27 عاما قرر خلع ملابسه الرياضية وارتداء الزي والقناع الطبي، وغادر منزله لمرافقة أطقم الإسعاف إلى جانب متطوعي "الصليب الأصفر" في مدينة بارما بإقليم إيمليا شمال إيطاليا، وقيادة سيارة إسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات.
استشعار المسؤولية الاجتماعية
وعن سبب قيام ماكسيم مباندا بذلك الأمر، قال: "عندما ألغيت منافسات الرجبي، سألت نفسي كيف يمكنني تقديم المساعدة من دون كفاءة طبية؟ وجدت أن انضمامي لمنظمة الصليب الأصفر سيكون أمرا جيدا من أجل توفير خدمة الأدوية والغذاء للمسنين".
وأضاف: "بعد يوم كامل في توزيع الأقنعة والوجبات الغذائية والمساعدات الطبية، رأى البعض أن البنية الجسدية القوية التي أتمتع بها يمكن الاستفادة منها في مكان آخر".
بعد ذلك وجد مباندا نفسه يقوم بنقل المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس من مستشفى إلى آخر، عبر حملهم على المحفة الطبية أو حتى نقلهم على مقاعد متحركة، أو حمل قوارير الأكسجين التي تُسهم في التنفس الصناعي.
من المؤكد أن اللاعب الإيطالي لا يتمتع بأي خبرة في المجال الطبي، ولكنه يتلقى الدعم من قِبل والده الذي يعمل طبيب جراح في مدينة ميلانو.
الالتزام سبيل العبور
ويكمل مباندا حديثه قائلا: "95% من أقسام المستشفيات مخصصة للمصابين بفيروس كورونا، إذا رأى الناس ما شاهدته في المستشفيات، فلن يقف أحد في الصف أمام المتاجر، سيفكرون مرتين وربما 3 أو 4 قبل الخروج من منازلهم".
وتابع: "ما أراه هو أشخاص من كل الأعمار يضعون أجهزة التنفس، أطباء وممرضون يعملون بين 20 و22 ساعة، لا ينامون ولو لدقيقة واحدة طيلة اليوم، أرغب في أن أقول إن الوضع بلغ مداه الأقصى، لكنني أخشى أننا لم نصل إلى ذلك بعد".
وأشار ماكسيم إلى أن الوضع صعب للغاية بالنسبة للمصابين: "عندما ترى نظراتهم، حتى وإن كانوا لا يقوون على الكلام فهم يتواصلون بالنظرات، ويقولون لك أمورا لا يمكنك تخيلها، يسمعون صافرات الإنذار والأطباء والممرضين يركضون من قسم إلى آخر".
الخوف طبيعي
وعما سيقوم به خلال الفترة المقبلة قال: "في كل مرة تساعد شخصا، عليك أن تعقم يديك فورا، بدأت في المساعدة منذ 8 أيام دون يوم راحة، وتبلغ مدة فترات المناوبة بين 12 أو 13 ساعة، لا يمكنني التراجع الآن، سأستمر فيما أقوم به، هذا واجبي".
وأنهى حديثه قائلا: "اعتدت على مواجهة خصوم أقوياء في رياضة الرجبي، ولذلك لن أستسلم في مواجهة العالم أمام فيروس كورونا، لدي قدرة كبيرة من أجل الاستمرار، سأبقى هنا طالما هناك حالة طوارئ".