سلطان بن زايد: 6 مايو من كل عام هو يوم آخر من أيام فخر دولتنا
الذكرى الحادية والأربعين لتوحيد القوات المسلحة
وجه الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة كلمة عبر مجلة "درع الوطن"، وذلك في الذكرى الحادية والأربعين لتوحيد القوات المسلحة.
فيما يلي نصها ..
"بداية يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة " حفظه الله " وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لتوحيد قواتنا المسلحة.
كما نتوجه إلى الله عز وجل في هذه المناسبة بخالص الدعاء بالرحمة والمغفرة للقادة المؤسسين لاتحاد الإمارات العربية المتحدة على ما قاموا به من جهود في سبيل تأسيس هذه الدولة الفتية ومن بينها قرارهم التاريخي في السادس من مايو سنة 1976 بتوحيد القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.. كما ندعوه عز وجل أن يتقبل شهداء الوطن الذين جادوا بأرواحهم فداء لوطنهم ودفاعا عنه وأن يجزي أمهاتهم وآباءهم وذويهم عنهم وعن الوطن خير الجزاء.
ومن نافلة القول إن يوم السادس من مايو من كل عام هو يوم آخر من أيام فخر دولتنا وعزها ليس لأنه ذكرى توحيد قواتها المسلحة فقط وإن كان ذلك في حد ذاته مدعاة للفخر ومبعثا للعزة ولكن لأنه يحمل معان نبيلة ودلالات عميقة.
فبعد أن توحدت كلمة الآباء المؤسسين رحمهم الله وطيب ثراهم وانعقدت إرادتهم على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية في الثاني من ديسمبر عام 1971 كان من الطبيعي أن تتوحد هذه الكلمة وأن تنعقد تلك العزيمة مرة أخرى على توحيد واحدة من أهم مؤسسات الدولة الحديثة وهي القوات المسلحة لتقف صفا واحدا مدافعة بقوة وثبات عن وطن واحد ولتكمل واحدا من ملامح الدولة الواحدة التي لها جيش واحد يأتمر بأمر واحد من قائد واحد وهذا حدث في حد ذاته وكما أسلفت حدث عظيم.
وهنا لا بد من الإقرار بأن عظمة ذلك الحدث كانت بعظم من صنعوه وعظم وعيهم بالظروف والمتغيرات من حولهم وعظم مقاومتهم للمصالح الشخصية والتغلب على الأهواء والأنانية وكذلك بعظم تضحياتهم بأمور زينها البعض على أنها من مظاهر القوة أو الجاه ولكنهم أدركوا زيف ذلك وتيقنوا أن أي شيء يصغر ويهون أمام أمن وطنهم الغالي الكبير.
كما كان ذلك الحدث في ذلك الوقت قفزة عظيمة فوق حواجز الفرقة التي راهن البعض على أنها من الممكن أن تعرقل مسيرة هذه الدولة وكان دلالة واضحة على أن عزيمة الرجال الذين صنعوا الحدث الكبير في الثاني من ديسمبر 1971 لن تنثني وأن إرادتهم لن تلين أمام كل ما من شأنه عرقلة هذه المسيرة التي باركها الله من بدايتها.
وفي الوقت نفسه كان قرار توحيد القوات المسلحة حدثا ذا إشارة واضحة لا تخطئها العين بأن الدولة القوية لا بد لها من جيش قوي وهل هناك بعد قوة الاتحاد قوة.. ونستطيع أن نؤكد أن هذا الحدث كان ترجمة لعقيدة شرعها الله سبحانه وتعالى وتبناها الرجال المخلصون ولخصها قول الله عز وجل: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " كما كان الاتحاد نفسه ترجمة للعقيدة نفسها والتي خلدتها الآية الكريمة: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
وإذا كنا نتذكر بالفخر والعزة المناسبة الطيبة لتوحيد قواتنا المسلحة ونتذكر معها بالفخر والعزة في آن شهداءنا الأبرار فإننا نؤكد أن إقدامهم على التضحية بأرواحهم وبذل دمائهم فداء لهذا الوطن لهو نتاج زاهر للغرس الطيب الذي غرسه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ونتيجة لما تربوا عليه في الجندية الإماراتية التي علمتهم أن كرامة الأوطان تهون أمامها الأعناق وأن الشرف كل الشرف في الذود عن أمن الوطن وحماية أراضيه.
وهنا وقفة واجبة نقدم من خلالها التحية الخالصة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " لكل ما يقدمه من دعم لجميع مؤسسات ومرافق الدولة ومن بينها القوات المسلحة وحرص سموه حفظه الله على أن تكون الدولة بشكل عام والقوات المسلحة بشكل خاص في مصاف الدول والجيوش المتقدمة التي تتمتع بالكفاءة القتالية وتتسلح بالإيمان وبالقوة المادية التي تمكنها من الحفاظ على أمن الدولة وأمان أبنائها والمقيمين على أرضها.
ولا شك أن هناك الكثير من المعاني والإشارات والدلالات الأخرى الكامنة في هذه الذكرى الطيبة ونحن عندما نستذكر بعضها فمن باب الاعتبار والعظة ومن أجل الاستفادة من هذه المعاني وتلك الدلالات ولدعوة أبنائنا إلى أن يكونوا على القدر نفسه من الوعي والمسؤولية التي كان عليها آباؤهم وعلى الدرجة نفسها من العظمة والسمو التي عليها إخوانهم وأقرانهم في القوات المسلحة وفي غيرها من مؤسسات الدولة وأن يحافظوا على اتحاد دولتهم وقوة جيشهم وأن يكونوا على استعداد دائم لتلبية نداء الوطن متسلحين بالعلم والقوة ومن قبلهما الإيمان بالله تعالى وأنه عز وجل ينصر من ينصره وإنه لقوي عزيز.