ماي تنتصر مبكرا بفوز المحافظين في انتخابات بريطانيا
المحافظون برئاسة ماي حققوا، الخميس، فوزا كبيرا في الانتخابات المحلية البريطانية.
حقق المحافظون فوزاً كبيراً في الانتخابات المحلية البريطانية، ما يصب في صالح رئيسة الحكومة تيريزا ماي قبل الانتخابات التشريعية المبكرة، التي دعت إلى إجرائها في الثامن من يونيو/ حزيران المقبل.
وأظهرت النتائج حصول الحزب المصنف على أنه يميني وسطي على غالبية الأصوات في أنحاء البلاد، مستفيداً من سوء أداء المعارضة العمالية.
وفاز المحافظون بالغالبية في 28 من أصل 88 مجلساً شملتها الانتخابات، وحصلوا على 1900 مقعد بزيادة 558 مقارنة مع الانتخابات السابقة، فيما نال العمال 1151 مقعداً، أي أقل بـ320 عن الانتخابات السابقة، كما انخفض عدد مقاعد الحزب الليبرالي الديمقراطي المؤيد للاتحاد الأوروبي بـ37 وأصبح لديه 441 مقعداً فقط. أما حزب استقلال بريطانيا فلم يفز إلا بمقعد واحد، خاسرا بذلك 114 مقعداً.
وفي اسكتلندا، فاز حزب رئيسة الحكومة هناك نيكولا ستورجون، الحزب الوطني الذي يحاول الضغط لإجراء استفتاء جديد بشأن الاستقلال، بـ431 مقعداً، أي أكثر بـ31 عن الانتخابات السابقة. ولكن الفوز الأكبر في اسكتلندا كان من نصيب الحزب المحافظ الذي زاد عدد مقاعده 164 فبلغ 276 مقعداً.
ومن ناحيته، أقر زعيم حزب العمال جيريمي كوربن، بأن حزبه يواجه حالياً تحدياً "تاريخياً" إن كان ينوي الفوز في انتخابات الثامن من يونيو/ حزيران. وقال "أنا مصاب بخيبة أمل من كل هزيمة عمالية في الانتخابات المحلية. لقد فقد العديد من رؤساء المجالس البلدية الذين عملوا بكد من أجل مجتمعاتهم كراسيهم".
وأضاف "لدينا خمسة أسابيع للفوز في الانتخابات العامة، لنتمكن من تحويل بريطانيا بشكل جذري. ندرك بأنها مهمة ليست بصغيرة وهو تحد على مستوى تاريخي".
وتهدف الانتخابات المحلية التي جرت، الخميس، إلى اختيار خمسة آلاف عضو في المجالس البلدية في أنحاء البلاد، باستثناء رؤساء بلديات العاصمة لندن ومدن كبرى مثل مانشستر وليفربول.
وتأمل ماي بأن يساعدها الفوز في الانتخابات المقبلة على تقوية موقعها التفاوضي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وجاءت الانتخابات المحلية بعد هجوم مانشستر الذى أودى بحياة 22 شخصاً، ما أثار اتهامات من جانب بعض الأحزاب تجاه حكومة ماي.
وقالت سوزان إيفانز، نائبة زعيم حزب استقلال بريطانيا، الخميس، أن ماي "يجب أن تتحمل بعض المسؤولية" عن الاعتداء في مدينة مانشستر، الإثنين الماضي، بسبب خفضها ميزانية الشرطة.
وكانت ماي تولت وزارة الداخلية لمدة ست سنوات قبل أن تتولى رئاسة الوزراء العام الماضي بعد استقالة ديفيد كاميرون عقب الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وصرحت ماي أن منفذ الهجوم الليبي الأصل سلمان العبيدي (22 عاماً) كان معروفاً لدى أجهزة الأمن البريطانية، وأصبحت مسألة عدم تمكن السلطات من الحيلولة دون وقوع الاعتداء قضية رئيسية في الفترة التي تسبق الانتخابات المقررة في يونيو/ حزيران.
وكتبت صحيفة "ديلي تلجراف" أن السلطات البريطانية "تواجه أسئلة حول التحذيرات العديدة بشأن منفذ هجوم مانشستر وسبب عدم فشلها في التحرك".
وفي السياق نفسه، أشار مصدر بالحكومة إلى أن أجهزة الأمن البريطانية أحبطت 18 مخططاً في المملكة المتحدة منذ 2013، منها خمسة عقب هجوم في وسط لندن في مارس/ أذار الماضي.
وأوضح المصدر أن جهاز المخابرات الداخلية البريطاني "إم.آي 5" يدير حوالى 50 تحقيقاً نشطاً تتضمن حوالى ثلاثة آلاف عنصر موضع اهتمام في وقت واحد.
وأكد المصدر أن سلمان عابدي منفذ التفجير الانتحاري في مانشستر كان على لائحته للمراقبة، وأن الخطر الذي يمثله كان لا يزال قيد المراجعة من الجهاز.
وعلى جانب التحقيقات المستمرة في الهجوم، ذكرت الشرطة البريطانية، الخميس، أنها داهمت منزلاً في ويجان بشمال إنجلترا يجري الآن تفتيشه فيما يتصل بالتفجير الانتحاري. كما أعلنت القبض على 8 أشخاص، مؤكدة أن عمليات المطاردة ما زالت مستمرة.
واعتقلت الشرطة رجلاً في ويجان غرب مانشستر، أمس الأربعاء، وذكرت في بيان على تويتر "في أعقاب هذا الاعتقال تمت مداهمة منزل في ويجان هذا الصباح ويجري تفتيشه في الوقت الراهن".
من جهتها، التقت ملكة بريطانيا اليزابيث مع بعض من ضحايا الهجوم في مستشفى رويال مانشستر للأطفال، إضافة إلى بعض الأطباء والممرضات بخدمة الطوارئ الذين تعاملوا مع الهجوم، حيث أصيب أكثر من مائة بجروح.
وذكرت السلطات الصحية أن ثمانية مستشفيات داخل مانشستر وحولها عالجت 116 جريحاً من مصابي الهجوم، ومازال 23 منهم في وحدات رعاية الحالات حرجة.