اكتشاف معماري فريد يكشف رؤية المايا للكون قبل آلاف السنين

كشف فريق بحثي في المكسيك عن هيكل أثري ضخم يعود إلى حضارة المايا، صُمم وفق تصور هندسي يُعتقد أنه يمثل خريطة كونية عمرها نحو ثلاثة آلاف عام، وذلك وفق ما ذكرته مجلة "Science Focus".

وتشير الدراسات الأولية إلى أن هذا التكوين كان يُستخدم لرصد السماء وفهم بنية الكون من منظور شعائري وعلمي لدى المجتمعات المبكرة في أمريكا الوسطى.

وجاء الكشف بعد دراسات أجراها باحثون من جامعة أريزونا لمجمع "أغوادا فينيكس"، الذي تم تحديد معالمه باستخدام تقنيات التصوير بالليزر. وأظهرت النتائج أن الخندق الرئيسي، الذي بدأ على هيئة صليب واسع، يرتبط بتكوينات متعددة تتصل بقنوات تمتد على مساحة كبيرة، فيما يصل الحجم الإجمالي للمنشأة إلى نحو 3.8 مليون متر مكعب، أي ما يعادل مرة ونصف حجم هرم خوفو المصري.

وخلال الحفريات، عثر العلماء على مجموعة من الأصباغ مرتبة بدقة وفق الاتجاهات الأربعة، وهي المرة الأولى التي يُكتشف فيها هذا النوع من التنظيم الرمزي في أمريكا الوسطى. فقد ارتبط اللون الأزرق اللازوردي بالشمال، والأصفر بالجنوب، والأخضر بالشرق، بينما خُصصت أصداف عرق اللؤلؤ للغرب، إلى جانب وجود صبغة حمراء تعد جزءاً من الاستخدام الأصلي في الموقع.

وأوضح الباحث جيمس دويل أن هذا التخطيط المتقاطع وما يحمله من رموز لونية يعكس تصور المجتمعات المبكرة للفضاء الأرضي وصلته بالمياه، سواء في الحياة اليومية أو في الطقوس الدينية. وأضاف أن طبيعة البناء تشير إلى مشاركة جماعية واسعة، من دون أن تعكس وجود طبقة حاكمة مسيطرة، ما يرجح أن الموقع كان مركزاً للتبادل التجاري والأنشطة الشعائرية.

كما تم العثور على تماثيل صغيرة مصنوعة من اليشم، معظمها على شكل حيوانات، بالإضافة إلى تمثال يُرجح أنه يجسد امرأة في حالة المخاض.

ويرى دويل أن الدراسات المقبلة قد تساعد في تحديد الدور الذي مثّله هذا التمثال داخل مجتمع "أغوادا فينيكس"، بما قد يسهم في مراجعة النظرة التقليدية لطبيعة التنظيم الاجتماعي وموازين النفوذ في هذه المرحلة المبكرة من تاريخ المايا.