هل للرجل إجبار زوجته على الصلاة والحجاب؟ مظهر شاهين يجيب (خاص)
علّق مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، على الجدل الدائر حول حق الزوج في إجبار زوجته على ارتداء الحجاب.
وقال شاهين لـ"العين الإخبارية" إن الله سبحانه وتعالى أمر الزوج بالصبر على زوجته في حالة عدم أدائها للصلاة وليس ارتداء الحجاب فقط، فهو ليس من حقه إجبارها على الصلاة لأن الصلاة علاقة بين العبد وربه.
واستند شاهين في حديثه إلى قوله تعالى: "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا"، مؤكداً بذلك أن الله لم يأمر بمعاقبة الزوجة أو مفارقتها في حالة تركها للصلاة.
وتطرق للحديث عن الحجاب قائلاً: "بعض الناس يظنون أن ارتداء الحجاب أهم عند الله من أداء الصلاة وهو اعتقاد خاطئ، فالصلاة ركن من أركان الإسلام، ولكن الحجاب حق الله تعالى على المرأة، وكلاهما من الفروض الواجب اتباعها".
وتابع: "الله سبحانه وتعالى طالب الزوج بالصبر على زوجته في حالة تركها الصلاة وهي الأهم، فعليه أيضاً أن يتحلى بالصبر في معاملته لها عند تركها المهم".
وقدّم شاهين نصيحة للأزواج في كيفية التعامل مع زوجاتهن في حالة ترك الصلاة أو الحجاب قائلاً: "يجب عليه أن ينصحها ويرشدها للثواب باللين واللطف، ويبتعد عن الإيذاء البدني والنفسي والإجبار، ففي حالة استجابتها له فكان له مثل ثوابها، وفي حالة رفضها سقط عنه الوزر".
وعند سؤاله عن قول الرسول الكريم في الحديث الشريف "كلكم راع"، أجاب قائلاً: "هذا لا يعني فرض وصايته عليها، أو أن يتولى مسؤولية عقابها ومحاسبتها إن تركت الصلاة أو الحجاب، فحسابها عند الله سبحانه وتعالى، والمعنى المقصود من الحديث هو قيام الزوج بمسؤولياته تجاه زوجته وأولاده دون التدخل فيما بينها وبين الله تعالى".
واستند أيضاً في رأيه إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ".
وأكد مظهر شاهين أن تفسير هذه الآية يعني تقديم النصح والإرشاد لهن ليتم وقايتهن من عذاب الله تعالى، مضيفاً: "ليس في الآية الشريفة أي تصريح أو تلميح بأن للزوج الحق في إجبار زوجته على ارتداء الحجاب أو القيام بأي طاعة لله تعالي، لأن الطاعات علاقة بين العبد وبين الله لا وصاية لأحد على أحد فيها"
وأشار إلى أن الإرشاد والنصح في الدعوة والالتزام بها، وتقديم الطاعة وترك المعصية يكون وفق منهج الإسلام في الدعوة وليس بهجر الزوجة أو معاقبتها أو إيذائها نفسيا أو بدنيا، كما جاء في كتاب الله العزيز: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".
وأضاف: "نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، لم يجبر أحد على الطاعة، بل كان دوره يقتصر على التعليم والنصح والإرشاد والوعظ"، مؤكداً رأيه بقول الله تعالى: "أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"، وقوله تعالى: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ".
وأردف: "دور النبي محمد كان التذكرة دون الإكراه، فالله تعالى هو المحاسب على الكفر، فهل يعطى الله للأزواج سلطة على زوجاتهن في طاعته لم يعطها لأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم".
واختتم شاهين حديثه قائلاً: "الحجاب فرض وحق لله على المرأة، ولكن ليس من حق أحد أن يفرض فرضًا على أحد أو أن يجبره على طاعة".
وطالب الأزواج بأن يعاملوا بعضهم البعض معاملة حسنة، ويجعلوا الحياة بينهم قائمة على أساس من الرحمة والمودة واللين ويبتعدوا عن الإيذاء والقهر والإجبار، حتى يرضى عنهم الله تعالى.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg
جزيرة ام اند امز