مبابي نجم الحاضر.. ماذا يخبئ له المستقبل؟
في سن مبكرة، حفر الفرنسي الشاب كيليان مبابي اسمه كنجم لامع في سماء كرة القدم، ومن المنتظر أن يستمر توهجه لسنوات طويلة مقبلة.
المتابعون والنقاد ينظرون إلى مبابي، مهاجم باريس سان جيرمان، كأحد الورثة الشرعيين للأسطورتين كريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس، وليونيل ميسي، قائد برشلونة، الذي تشهد الملاعب أيامهما الأخيرة حاليا، بحكم التقدم في السن.
مبابي أحد النجوم البارزين حاليا، إن لم يكن أبرزهم، يخطب كبار القوم في أوروبا وده، رغم أنه يعد اللاعب الأغلى من ناحية القيمة السوقية (180 مليون يورو)، وهو لا يزال في سن الـ22 عاما.
وإذا كان مبابي، بطل العالم في 2018 مع منتخب فرنسا، هو نجم الحاضر، فماذا قد يخبئ له المستقبل؟
عصر جديد
ومع اقتراب رواية ثنائية رونالدو-ميسي الأسطورية من نهايتها، تنتظر الملاعب قصة مشابهة جديدة، سيكون مبابي أحد طرفيها، وفي الجانب الآخر النرويجي إيرلينج هالاند، نجم بروسيا دورتموند صاحب الـ20 عاما.
أندية النخبة في أوروبا، التي يعاني معظمها حاليا من تراجع المستوى، تلهث خلف مبابي وهالاند، ومن غير المستبعد أن نراهما في صفوف فريقين غريمين بنفس الدوري، خاصة في إسبانيا أو إنجلترا.
في صيف عام 2022، ينتهي عقد مبابي الحالي مع باريس سان جيرمان، وفي نفس الفترة، ستكون الأندية قادرة أيضا على تفعيل بند شراء هالاند من دورتموند مقابل 75 مليون يورو (65 مليون جنيه إسترليني).
هالاند، النرويجي قليل الكلام كثير الأهداف، يبلغ معدل تسجيله 0.97 هدفا لكل مباراة بدون ركلات جزاء، وهي نسبة مرتفعة للغاية وغير مسبوقة بالنسبة للاعب أقل من 22 عاما.
في الوقت نفسه يبلغ معدل أهداف مبابي 0.82 للمباراة، متفوقا على كل من ميسي (0.68)، ورونالدو (0.64)، حين كان الأخيرين في نفس عمره.
صدام وشيك
بعيدا عن الأرقام والإحصائيات، فإن ظروف مبابي تختلف عن هالاند، فإذا كان دورتموند قد اكتسب سمعة باعتباره آخر نقطة انطلاق إلى ناد أكبر، فإن باريس سان جيرمان يعتبر نفسه وجهة نهائية تخطف النجوم لا تصنعها.
كان من الممكن أن يغادر مبابي موناكو متجها إلى ريال مدريد في عام 2017، لكنه فضّل الانتقال حينها إلى سان جيرمان، وعلى الأرجح كان يرى أنه ليس مستعدا في ذلك الوقت للعب بقميص عملاق بحجم النادي الإسباني، لكن وجهة نظر اللاعب تختلف قليلا عن ناديه، الذي يرى بالفعل أنه لا يقل شأنا عن العملاق المدريدي.
جائحة كورونا عززت مكانة باريس سان جيرمان، وذلك لأن الأندية الراغبة في ضم نجومه، وعلى رأسه مبابي، لا تتوفر لديها السيولة الكافية من أجل إبرام صفقات قوية، وهو ما يمنح النادي الباريسي أفضلية من أجل الحفاظ على عناصره المهمة.
في الوقت نفسه فإن رغبة اللاعب سيكون لها كلمة الفصل في تحديد مصيره، وخاصة في حالة مبابي الذي ينتهي عقده في 2022، فإذا تمسك بالرحيل، سواء إلى ريال مدريد أو غيره، لن يكون المال مشكلة كبرى، بل على العكس قد يتحول إلى نقطة قوة لصالح اللاعب وناديه الجديد، حيث يمكنه الانتظار والرحيل مجانا، والحصول على مبلغ أقل من الذي كان سيتم دفعه لباريس من أجل إتمام الصفقة، وبهذا يخرج الجميع منتصرا، باستثناء سان جيرمان.
لمَ الرحيل؟
رحيل مبابي عن باريس سان جيرمان لن يكون أمرا عاديا يتم بسلاسة، فإما يتكبد ناديه الجديد مبلغا خرافيا وحتى ديونا ضخما من أجل إتمام الصفقة، ما يضع ضغطا أكبر على اللاعب، أو يضطر النجم الشاب للرحيل بالطريقة الصعبة (على باريس) السابق ذكرها.
ويبرز السؤال الأهم، لم قد يضطر مبابي للرحيل عن سان جيرمان في الأصل؟ خاصة في ظل قدرته على تحقيق نجاحات مالية ورياضية كبيرة، والحفاظ على مكانه كأسطورة فرنسية.
الحديث عن مبابي بدأ حين كان بعمر 17 عاما وربما أقل، وإعجاب الناس به بدأ في التزايد منذ ذلك الحين حتى تحول إلى نجم وبطل شعبي بمجرد بداية مسيرته، لكن كم عدد الأشخاص الذين يشاهدونه في غير مباريات دوري أبطال أوروبا أو منتخب فرنسا؟، وخارج نطاق كرة القدم، هل يمكن القول بثقة إنه أحد أكثر الأشخاص شهرة على هذا الكوكب؟
إجابة هذا السؤال تحددها خيارات مبابي نفسه وتفضيلاته، فهل سيكتفي باللعب في الدوري الفرنسي في ظل قدرته على المنافسة في مسابقة أفضل سواء في إنجلترا أو إسبانيا؟ وهل يؤمن بقدرة سان جيرمان على تحقيق أمجاد أوروبية بعد الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي؟، وهل سيكون تحقيق هذا المجد القاري مع باريس كافيا لإرضاء طموحه؟
أخيرا نشر موقع "أثليتيك" البريطاني تقريرا عن مستقبل مبابي، تضمن تصريحا لأحد وكلاء اللاعبين المتمرسين، الذي أصر على أن "ملفه الشخصي يبعد أميالا عن المكان الذي يجب أن يكون فيه"، وهو ما يعني أن مغادرته للدوري الفرنسي إلى مكان أفضل تجاريا ورياضيا يعد ضرورة حتمية.
قرار واحد من مبابي بخصوص مستقبله سيتحدد عليه العديد من الأمور، فإذا أراد أن يكون رمزا عالميا، مثل ميسي ورونالدو، فعليه مواصلة التحرك والخروج من "المنطقة الآمنة" مع سان جيرمان، وإذا فضل الاستقرار فعليه التخلي عن بعض الشهرة.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTMuMTAyIA== جزيرة ام اند امز