فوز مكارثي المفخخ.. قبضة ضعيفة على أغلبية جامحة
أظهر عمل النائب كيفن مكارثي الشاق نحو رئاسة مجلس النواب الأمريكي؛ أنه يجب الاستعداد لاحتمال فوضى بالكونغرس على مدار العامين المقبلين.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن وصفة إعداد الفوضى موجودة بالفعل، والمتمثلة في مزيج سام من أغلبية حاكمة ضئيلة للجمهوريين، وجناح يميني متطرف لا يتزحزح، ويزدري العمليات العادية للحكومة ورئيس لمجلس النواب كثيرا ما انصاع لتلك الجبهة في سعيه وراء السلطة.
لكن رؤيتها تتكرر على أرضية مجلس النواب، حيث حاول مكارثي وفشل مرارا وتكرارا للفوز برئاسة الكونغرس قبل انتزاعها في النهاية، لم تترك شكوكا تذكر في أن الكونغرس ككيان سيعاني حتى للقيام بمهامه الأساسية خلال العامين المقبلين، مثل تمويل الحكومة، بما في ذلك الجيش، أو تجنب التخلف عن سداد الديون الفيدرالية الكارثية.
ودفعت معركة رئاسة مجلس النواب به إلى طريق مسدود حتى قبل أن يبدأ، مما جعل الكيان مهددا بفقدان جدواه من الأساس.
ووعد مكارثي، من أجل الفوز بالأصوات، بتقديم تنازلات للمجموعة اليمينية المتشددة، وهو الأمر الذي سيضعف بشكل كبير رئاسة مجلس النواب، حيث سيعطيهم أدوات جديدة لعرقلة الأعمال في المجلس، والقدرة على جعله رهينة مطالبهم.
وقال النائب روبن غاليغو، الديمقراطي من أريزونا: "سيكون أضعف رئيس لمجلس النواب.. المشكلة أنه أضعف المؤسسة أيضا بوجه عام، وكل ذلك لأنه أراد اللقب العبثي، رئيس مجلس النواب، لكن دون السلطة أو المسؤولية المحتملة".
وقبل أول تصويت على رئاسة المجلس، قدّم مكارثي بعض التنازلات الرئيسية، بما في ذلك العودة إلى قاعدة من شأنها أن تتيح للمشرعين العاديين إجراء تصويت مفاجئ على الإطاحة برئيس المجلس.
ويوم الأربعاء، وافقت لجنة عمل سياسية رئيسية متحالفة مع مكارثي على الحد من دورها في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الدوائر الجمهورية الآمنة، وهو مطلب آخر للمحافظين الذين عارضوا جهوده لإبعاد مرشحي اليمين المتطرفين لصالح آخرين يتبنون نهجا سائدا أكثر.
ويوم الخميس، وافق مكارثي سرا على مزيد من التنازلات التي قد تعرقل العمليات الطبيعية لمجلس النواب وستحد من قدرته على السيطرة عليه، متبنيا إجراءات كان قد رفضها في السابق تأييدها.
ويمكن لمشرع واحد التحرك نحو الإطاحة برئيس مجلس النواب، بدلا من مقترح الخمسة الذي عرضه مكارثي في البداية كحل وسط، بحسب مصادر مطلعة على المفاوضات.
وسيحصل اليمين المتشدد على سلطة الموافقة على بعض مهام اللجان، بما في ذلك ثلث الأعضاء بلجنة القواعد القوية، والتي تتحكم في التشريعات التي تصل إلى أرضية المجلس وشكلها.
وقال النائب ديفيد فالادو، الجمهوري من كاليفورنيا وحليف مكارثي، هذا الأسبوع، إن مزيدا من الأعضاء المعتدلين من المؤتمر الجمهوري بمجلس النواب يشعرون بقلق متزايد حول أن الاتفاقات التي يتم التوصل إليها ستعطي قدرا كبيرا من النفوذ لليمين المتطرف.
ورفض مكارثي الفكرة القائلة إن ما يفعله يلحق الضرر بالمنصب أو قدرة مجلس النواب على العمل.
وتأتي بعض من تغييرات القواعد المقترحة ردا على المخاوف واسعة النطاق حيال الطريقة التي يعمل بها الكونغرس. ولطالما شعر الجمهوريون بخيبة أمل إزاء الوضع الحالي المتعلق بمشروعات قوانين الإنفاق.
وكثيرا ما أجبر المشرعون على التصويت على إجراءات ضخمة، تصل إلى آلاف الصفحات ومئات مليارات الدولارات، مع وجود ساعات فقط على مراجعة فحواها.
لكن مع إعطاء مكارثي مساحة أكبر لجماعة اليمين المتطرف، أصبح واضحا أنه سيكون من الصعب عليه السيطرة على المجلس.
ومع تمكين مشرعي اليمين المتشدد لعرقلة مشروعات قوانين الإنفاق أو الدعوة إلى الإطاحة برئيس المجلس في أي لحظة، يقلق البعض من أن المجلس سيعاني خللا وشللا من البداية، وفق التقرير ذاته.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA=
جزيرة ام اند امز