إيلون ماسك يهدد بنسف ثروة بيل غيتس بسبب «البيع على المكشوف».. ما معناه؟
تسببت سياسة "البيع على المكشوف" الاستثمارية التي يتبعها بيل غيتس تجاه أسهم تسلا، في تأجيج غضب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة، إلى الحد الذي هدد فيه بمحو ثروة الأول عن بكرة أبيها.
ويعتقد ماسك أنه يمكنه تحويل تسلا إلى شركة عملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي، تقدر قيمتها بـ30 تريليون دولار، بمجرد أن تنجح تسلا في إطلاق أسطول مربح من سيارات الأجرة الآلية والروبوتات البشرية، وفقًا لمجلة "Fortune".
ونشر ماسك تغريدة مطلع شهر يوليو/تموز الجاري قال بها "عندما تتمكن تسلا من حل تحدي القيادة الذاتية بالكامل وتبدأ في إنتاج روبوتها أوبتيموس بكميات كبيرة، سيتم محو أي شخص يراهن على انخفاض سهم الشركة.. حتى لو كان بيل غيتس".
البيع على المكشوف.. لمَ يرفضه إيلون ماسك؟
والبيع على المكشوف، أو ما يعرف بـshort selling، هو عملية تهدف إلى تحقيق أرباح من الانخفاض المتوقع في سعر سلعة أو أداة مالية أو ورقة مالية (مثل الأسهم).
ويتم ذلك من خلال اقتراض السلعة أو الورقة المالية وبيعها، أو عن طريق بيع عقد ثابت أو عقد آجل يتعهد فيه البائع بتسليمها في تاريخ لاحق بالسعر الحالي أو بسعر محدد.
وفي كلتا الحالتين، يعتمد البائع على بيع الأصل بسعر أعلى ثم شرائه بسعر أقل لاحقًا من أجل إرجاعه.
وفي أسواق رأس المال، تعرف عملية البيع على المكشوف بأنها بيع أوراق مالية تم اقتراضها، أي أن البائع لا يمتلكها فعليًا، بسعر معين ثم شرائها لاحقًا بسعر أقل وإعادتها للمقرض.
ومن خلال هذه العملية، يمكن تحقيق ربح ناتج عن شراء الأوراق المالية بأسعار أقل وبيعها بأسعار أعلى، وفقًا لما ذكرته هارفارد بيزنس ريفيو.
ويقوم المضاربون بالبيع على المكشوف عندما يتوقعون انخفاض أسعار سهم معين في البورصة، حيث يقترضون هذه الأسهم من وسيط ويبيعونها بالسعر الحالي المرتفع، ثم يعيدون شراءها عندما ينخفض سعرها لإرجاعها للوسيط. بذلك يحقق المضاربون ربحًا يساوي الفرق بين سعر البيع والشراء مطروحًا منه فائدة الوسيط الذي تم اقتراض الأوراق المالية منه.
وفي وقت سابق، انتقد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا Tesla، المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، إيلون ماسك، عمليات البيع على المكشوف ووصفها بأنها عملية احتيال.
في تغريدة سابقة له على منصة إكس، تويتر سابقا، قال إيلون ماسك "لا يمكنك بيع المنازل التي لا تملكها، ولا يمكنك بيع السيارات التي لا تملكها، ولكن يمكنك بيع الأسهم التي لا تملكها؟ هذا هو البيع على المكشوف، إنه احتيال قانوني".
منافسة تحولت لتراشق لفظي
وتحولت المنافسة بين بيل غيتس وإيلون ماسك إلى العلن بعد تسريب مراسلات في عام 2022 كشفت أن ماسك رفض دعم مشروعات خيرية لمبادرة "بيل وميليندا غيتس" بسبب رهان غيتس، مؤسس المبادرة، على هبوط سهم تسلا.
في رسائل نصية غير مؤرخة، كتب ماسك موجها انتقاداته لبيل غيتس، "لا أستطيع تصديق اهتمامك بالتغير المناخي في حين تراهن ضد تسلا، الشركة التي تعمل بجد لمعالجة هذه المسألة".
وفي الوقت الذي تسربت فيه هذه الرسائل، كان غيتس يعتذر بالفعل عن توقعاته السلبية بشأن تسلا، ولم يكن واضحًا ما إذا كان لا يزال لديه مركز في أسهم الشركة.
ومع ذلك، يُعتبر تحذير ماسك من مخاطر المراكز البيعية المفتوحة جريئًا، خاصةً أن شركته تسلا كانت الأسوأ أداءً في مؤشر S&P 500 ذلك العام.
من هم أباطرة البيع على المكشوف في العالم؟
وتتولى صناديق التحوط والمستثمرون المؤسسيون عادةً عمليات البيع على المكشوف بهدف حماية استثماراتهم من انخفاض أسعار الأسهم أو للمراهنة على ارتفاعها الكبير.
وفي المقابل، تقوم شركات مثل "هيندبرغ" بإجراء أبحاث مالية على الشركات لاكتشاف الأهداف التي يُعتقد أنها تمارس أعمالاً مخالفة أو تتبع ممارسات محاسبية مشبوهة.
وتنشر هذه الشركات ما توصلت إليه من مخالفات، وأحياناً دون الكشف عن هويتها، على أمل أن تؤدي هذه المعلومات إلى انخفاض أسعار أسهم تلك الشركات.
وعلى الرغم من أن شركات الأبحاث المالية تقوم منذ عقود بالكشف عن أخطاء الشركات ونشرها، إلا أن عددها ازداد بشكل كبير مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لنشر النظريات والتحليلات.
متى ظهرت سياسة البيع على المكشوف؟
يعود تاريخ ظهور سياسة البيع على المكشوف إلى القرن السابع عشر، عندما كان التجار الهولنديون يمارسونها، خاصة خلال فترات مثل فقاعة التوليب، حيث ارتفع الطلب على زهرة التوليب بشدة مما أدى إلى ارتفاع سعرها قبل أن ينهار فجأة.
وإمتلك إمبراطور فرنسا الشهير نابليون بونابرت نفس وجهة نظر إيلون ماسك تجاه هذه السياسة، حيث وصف نابليون بونابرت بائعي الأوراق المالية الحكومية على المكشوف بأنهم "خائنون".
وعلى عكس زهور التوليب، يشكل بيع الأسهم على المكشوف تحدياً كبيراً لأن أسواق الأسهم تميل عادةً إلى الارتفاع.
وعلى سبيل المثال، جنى جيسي ليفرمور ثروة من بيع أسهم شركة تشغيل السكك الحديدية "يونيون باسيفيك" على المكشوف قبل زلزال سان فرانسيسكو عام 1906 بفترة قصيرة.
وفي عام 2001، كان انهيار شركة إنرون، الذي تحل ذكرى وفاة مؤسسها اليوم 5 يوليو/تموز، فرصة ذهبية للبائعين على المكشوف، ومن بينهم جيم تشانوس الذي كان من أوائل من شككوا في حساباتها.