خبراء عن توصيات مؤتمر "برلين 2" لاستقرار ليبيا: مخيب للآمال
يرى خبراء ليبيون أن مخرجات مؤتمر برلين 2 بشأن ليبيا هي دعوات تتفق مع إرادة الليبيين الحقيقية وصولا إلى الاستقرار.
وأوضح الخبراء أن مخرجات المؤتمر الذي عقد الأربعاء بدعوة من الخارجية الألمانية في برلين، تفتقد إلى إيضاح الآليات الواجبة للوصول بليبيا إلى الاستقرار المنشود.
ويشدد الخبراء على أن سياسة الدعوة والمطالبة والحل التدريجي لا تتوافق مع الوضع في ليبيا الذي يحتاج إلى حل جذري وعاجل.
مخيب للآمال
ويرى عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي علي التكبالي أن اجتماع "برلين 2" جاء مخيبا للآمال.
وأوضح التكبالي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أنه "ما دام الجميع لازالوا يتحدثون بنبرة التوصية فلن يحدث شيء".
وأضاف أن الإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها، هو تكرار لحديث "ولد ميتا"، مشيرا إلى أن ليبيا تحتاج المزيد حتى يمكن أن تصل إلى هذه النقطة.
وأردف أن الشعب الليبي ما زال يعاني ولم يقدم له هذا المؤتمر شيئا ملموسا يمكن البناء عليه وصولا للاستقرار، مع معاناته من نقص الحاجات الإساسية وانقطاع الكهرباء وانتشار الهويات المزورة والرشوة والفساد.
واختتم بأن سياسة الدعوة والمطالبة والحل التدريجي، لا تتوافق مع الوضع في ليبيا الذي يحتاج إلى حل جذري وعاجل.
الآليات الملزمة
ويرى الخبير السياسي الليبي عز الدين اعقيل، أن المؤتمر كان "استمرارا لأفكار وضعف الماضي وممارسة النفاق الدولي والإقليمي تجاه ليبيا، إذ لم يصل لنتيجة حقيقية".
وأردف في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الشعب الليبي متفق تماما على المبادىء التى عمل المؤتمر على تأكيدها في جولة كلامية تضاف إلى جملة جولات العالم الكلامية الطويلة تجاه ليبيا.
وشدد على أن الليبيين يريدون أفعالا لا أقوال، بمعنى أنهم يريدون تقديم آليات ملزمة تساعدهم على معالجة قضيتهم الرئيسية، وهى القضية الأمنية المتصلة بوجود المليشيات المحلية والسلاح الضال وغياب مؤسستي الجيش والشرطة.
القضايا المركزية
وتابع اعقيل أن هذه القضية المركزية لم يتم التطرق إليها بالمؤتمر، باستثناء جملة تحدثت عن ضرورة توحيد المؤسسات الأمنية دون تقديم الجواب الأهم وهو كيف؟.
وألمح إلى أن إصرار وزير الخارجية الألماني على مبدأ حل الأزمة الليبية بالتدريج، يتعارض مع الموعد المحدد للانتخابات، لأنه يوحي بأن علاقة بلاده وأوروبا بتركيا وحاجتهم لوجود المليشيات الليبية، أكبر من أن تسمح لهم بتسريع الحل في ليبيا على حساب العلاقة مع هذه الأطراف.
وأشار إلى أن المبدأ نفسه هو سبب عدم التوافق على جدول واضح لإخراج المرتزقة، خاصة وأن كل ما يهمه من ليبيا حتى الآن هو "تدفق النفط نحو أسواقهم وتدفق عائداته نحو بنوكهم".
المليشيات والعراقيل
من جانبه يرى المحلل السياسي الليبي مختار الجدال، أن مخرجات مؤتمر برلين لن تلقى استجابة من أحد، لأن من يسيطر على الأرض غير الجالس في برلين.
وتابع الجدّال وعضو المجلس الانتقالي السابق، أن رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، لا يمثل ولا يسيطر على المليشيات المسيطرة على الأرض والتي تملك السلاح.
وأردف الجدال "أن الإشكاليات الرئيسية في ليبيا هي انتشار السلاح ووجود المليشيات والمرتزقة والقوات الأجنبية، وما لم يكن هناك حل لذلك فلا جدوى حقيقية لهذا المؤتمر"، منوها إلى أن "مخرجات برلين جاءت متوافقة مع إرادة الليبيين من الوصول إلى الانتخابات وإخراج المرتزقة، وإن كانت غير إلزامية".
وأشار إلى أن الليبيين بعودون إلى المربع الأول في كل مرة، وما لم يتم إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية قبل الانتخابات، فإن الأتراك سيسعون إلى انتخاب موالين لهم من خلال التزوير والضغط المسلح، مما سيعني العودة لمربع الاقتتال.
ونوه إلى أن المؤتمر لم يوضح آليات الوصول إلى النقاط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها، منها الوصول إلى الانتخابات وإخراج المرتزقة، وأن الحل الذي كان على المؤتمر فعله وضع جدول واضح لإخراج المرتزقة وحل المليشيات قبل الذهاب إلى الانتخابات.
واجتمع وزراء خارجية الدول الفاعلة في النزاع الليبي بالعاصمة الألمانية برلين، لمناقشة سبل إرساء مزيد من الاستقرار في البلاد التي مزقتها الحرب، شملت 20 دولة ومنظمة دولية، وسط تمسك واضح بانسحاب المرتزقة الأجانب وإجراء الانتخابات العامة في موعدها في ليبيا.
وترفض تركيا انسحاب مرتزقتها من ليبيا، ويلاقي موقفها دعما من جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها، وسط ضغوط دولية لإخراج هذه القوات فورا من الأراضي الليبية.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA=
جزيرة ام اند امز