الإعلام والصاروخ الصيني التائه.. توضيح صيني بعد "مبالغات غربية"
أعطى الإعلام الغربي منذ 29 أبريل اهتماما كبيرا بقضية الصاروخ التائه، بحيث أصبح مادة رئيسية في نشرات الأخبار وتغطيات وكالات الأنباء العالمية، وبدت الصين صاحبة المشكلة، في المقابل، غير مبالية بالقضية.
ونأت الصين بنفسها لفترة طويلة عن التعليق على الموضوع منذ بدأت وسائل الإعلام الغربية تنشر تقاريرها حول فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني "لونج مارش 5 بي"، البالغ وزنه 21 طناً.
وكان أول تعليق رسمي صيني على الموضوع في 7 مايو/أيار الجاري، على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين، الذي قال في تصريحات صحفية، إن احتمال تسبب الصاروخ بأضرار على الأرض ضئيل جدا.
وأوضح وانغ أن معظم حطام الصاروخ "لونج مارش 5 بي"، الذي أَرسل جزءا من محطة فضاء مرتقبة إلى المدار في الأسبوع الماضي، سيحترق عند دخول الغلاف الجوي للأرض، ومن المستبعد بشدة أن يسبب أي ضرر.
ويبدو أن يوم 7 مايو/أيار كان يوم التوضيح الصيني، بعد أيام من التقارير الغربية التي ضخمت من الحادث وتداعياته المنتظرة على الأرض، حيث طرحت سفارة الصين في المملكة العربية السعودية يوم 7 مايو/أيار سؤالا عبر حسابها الرسمي على تويتر حول هل الصاروخ الصيني خارج نطاق السيطرة؟
واستعادت السفارة حادث إطلاق صاروخ صيني آخر في مايو/أيار من العام الماضي، وقالت: "مثلما قدمت بعض وسائل الإعلام تغطية غير مهنية في مايو/أيار 2020، تعدّ الشائعات هذه المرة أيضًا غير صحيحة".
ونشرت السفارة إجابة على السؤال الذي طرحته، قائلة إن هذه الإجابة هي التعليق المهني للخبراء.
وأوضحت في التعليق أنه بعد أن يكمل الصاروخ الحامل مهمة تسليم المحمولة الفضائية، يفقد الصاروخ، الذي يدور خارج الغلاف الجوي، قوته، وبغض النظر عن البلد الذي يصنعه، فلا يوجد مفهوم كلمة "التحكم" في حطام الصاروخ. لكن مسار رحلة الحطام محسوب بعناية.
وتابعت أن الدول المسؤولة في مجال الفضاء بما في ذلك الصين، تقوم بإجراء التخميل (إبطال الفعالية التفجيرية) للصاروخ في المرحلة الأخيرة، ولتجنب احتلال موارد مدارية ثمينة، يمكن نقل الصاروخ إلى مدار مهجور قبل إجراء التخميل.
وأضافت أنه منذ الوقت الذي تم فيه إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء، لم تكن هناك أي حالة لحطام صاروخ أو خردة فضائية ضربت البشر من خلال الدوران حول الأرض لأكثر من 60 عامًا.
واختمت السفارة قائلة: "الصاروخ الصيني، مثل صواريخ الدول الأخرى حتى الآن، آمنة على الأرض".
وبعد ساعات من تعليق السفارة الصينية، شن المذيع الصيني لي قانغ هجوما لاذعا على وسائل الإعلام الغربي، متهما إياها بالتضخيم والمبالغة في تغطية حطام الصاروخ الصيني.
وقال المذيع الصيني في مقصع فيديو بثه عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي إنه لا فائدة من تضخيم قضية "الصاروخ الصيني التائه".
وأكد أن الصاروخ الصيني "لونج مارش 5 بي"، الذي أطلق في 29 إبريل/نيسان الماضي، لا يشكل أي خطر على المناطق المأهولة بالسكان.
ووصف وسائل الإعلام الغربية التي تروج لهذا الخبر بأنها "سخيفة" وتنقصها الثقافة في المعارف العامة، واعتبر هذه الحملة تضخيما إعلاميا وسياسيا.
وأكد لي قانغ، الذي يقدم النشرة على تليفزيون الصين الناطق بالعربية CGTN، أنه تم حساب رحلة حطام الصاروخ الصيني بعناية فائقة، وأنه عادة ما تكون نقطة هبوطه في المنطقة غير المأهولة في جنوب المحيط الهادي، وهي المنطقة المعروفة باسم "مقبرة المركبات الفضائية".
ولفت إلى أن حطام الصاروخ الصيني المنتظر سقوطه في الوقت الحالي ليس له الوزن الكبير الذي يعتقده البعض، مشيرا إلى أن هذا الوزن سيستمر في التناقص بعد إطلاق الوقود المتبقي والغازات عالية الضغط فيه.
ووصف المذيع المقيم في الصين حطام الصاروخ الصيني بأنه "رقيق الجلد" مصنوع من سبائك الألومنيوم الرقيقة، ما يعني أنه سيحترق بسهولة بمجرد دخوله الغلاف الجوي.
ولا يعدو أن يكون هذا التوضيح الصيني مجرد قطرة في بحر من التقارير الغربية التي تتحدث عن الصاروخ الصيني، ولكن اللافت للانتباه أن التقارير التي تبنت في البداية وجود خطورة من سقوط الصاروخ على مناطق مأهوله بالسكان، بدأت تتبنى مؤخرا توجها بأن الصاروخ سيسقط على مناطق غير مأهوله.
ونقلت شبكة "سي إن إن" السبت، عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، قوله إنه من المتوقع أن يسقط الصاروخ الذي أطلقته الصين في مكان غير مأهول في دولة تركمانستان.
ويأتي توقع وزارة الدفاع الأمريكية مخالفا لتوقعات نظام المراقبة الأوروبي للأجسام الفضائية، الذي تنبأ بوقوع حطام الصاروخ في منطقة البحر المتوسط.
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA= جزيرة ام اند امز