انقطاع الدواء وإضراب الصيدليات في لبنان يخطفان روح الطفلة جوري
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بخبر وفاة الطفلة جوري مازن السيد نتيجة ارتفاع درجة حرارة جسدها وعدم توفر الدواء في ظل مع ما يعانيه البلد من أزمات، منها أزمة انقطاع الدواء، إضافة إلى صعوبة توفر سرير لها في المستشفى.
"العين الإخبارية" تواصلت مع مازن والد الطفلة ذات الـ10 أشهر، الذي أكد أن حرارة ابنته ارتفعت قبل 3 أيام، وقصد الصيدليات لشراء دواء لها، إلا أن الدواء غير متوفر، كما أن معظم الصيدليات أغلقت أبوابها، بعد الإضراب المفتوح، الذي التزم بها عدد كبير من الصيادلة تلبية لدعوة تجمع أصحاب الصيدليات.
ونقلت جوري ابنة بلدة عانوت الشوفية إلى المستشفى المركزي في مزبود بداية، وهي كما قال مازن: "لا تضم غرفة عناية بالأطفال".
وأضاف: "ابنتي كانت تنازع الروح بين يدي ولم توافق مستشفى بها غرفة عناية بالأطفال على استقبالها، ساعة ونصف الساعة ونحن ننتظر حتى وافقت مستشفى دلاعة في صيدا جنوبي لبنان على إدخالها، في حين طلبت مستشفيات أخرى مليون ونصف المليون ليرة أي ما يعادل الـ77 دولاراً لاستقبالها، وكأن المال أهم من حياة طفلتي، فأنا أفديها بروحي".
ولفت إلى أنه اتصل بالإسعاف لنقلها إلا أنه لم يلق آذاناً صاغية: "في النهاية قررنا أن ننقلها بالسيارة مع وضع الأوكسيجين لها".
وأكد مازن أنه بسبب مرور وقت طويل على معاناة طفلته "أدى هذا إلى التهاب رئتيها بشكل كبير، قلبها لم يحتمل ففارقت الحياة"، محملاً المسؤولين مسؤولية وفاتها، قائلاً: "أي دولة في العالم لا توفر الدواء والاستشفاء لمواطنيها غير لبنان وأي دولة لا محروقات فيها للتنقل؟ ما نعيشه مأساة بكل ما للكلمة من معنى".
من جانبها أوضحت الإدارة الطبية للمستشفى المركزي في مزبود في بيان الأحد، ملابسات وفاة الطفلة جوري السيد، حيث أشارت إلى أنه تم إحضارها في 10 يوليو/تموز إلى قسم الطوارئ في المستشفى المركزي بحال حرجة مع نقص حاد بأوكسجين الدم وبقع زرقاء على الجسم septic shock.
وأضاف المستشفى: "أعطيت الطفلة العلاج الكامل المناسب مع كل ما يلزم من أدوية، مع توفر قسم للعناية خاص بالأطفال. ولاحقا اتخذ قرار خارج على إرادة الطاقم الطبي وموافقته بنقل الطفلة لمستشفى آخر، مع التحذير بخطورة الحالة من دون وجود وسيلة نقل مجهزة".
واختتمت: "أخرجت المريضة من قسم الطوارئ بسيارة خاصة بعد التوقيع على ورقة عدم مسؤولية المستشفى، لتعود بعد دقائق بحال توقف قلبي وهبوط رئوي، وأخضعت لعملية الإنعاش من دون نتيجة إيجابية".