لقاءات مكثفة.. معارضة لبنان تحاول كسر جدار التعطيل الرئاسي
تواصل المعارضة اللبنانية تحركاتها لكسر جدار التعطيل الرئاسي، والاتجاه لانتخاب رئيس جديد، قبل انعقاد الجلسة السادسة للمجلس النيابي.
أعضاء بمجلس النواب عقدوا الثلاثاء، اجتماعا موسعا ضم نوابا ينضوون في كتل الكتائب، وتجدد ومشروع وطن، والائتلاف النيابي المستقل، لمحاولة الخروج من أزمة الشغور الرئاسي.
ويعيش لبنان شغورا رئاسيا، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط غياب أي ملامح لانتهاء تلك الحالة، خاصة بعد فشل البرلمان على مدار خمس جلسات في انتخاب رئيس جديد.
ولانتخاب رئيس "صنع في لبنان"، عقد الثلاثاء في البرلمان اجتماعا موسعا ضم 19 نائبا يمثلون 32 نائبا مستقلا وتغييريا ومن كتل الكتائب وتجدد ومشروع وطن والائتلاف النيابي المستقل.
وبحث هؤلاء النواب خلال الاجتماع آلية الخروج من الأزمة السياسية المستعصية التي أدخلت البلاد في أتون الشغور الرئاسي، في ظل واقع اقتصادي ومعيشي مرير مترافق مع تعطيل شامل لمختلف مؤسسات الدولة وإداراتها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.
وقال مصدر سياسي مطلع إنه عقب اللقاء، تم تشكيل لجنة إدارية لمتابعة البحث في موضوع الرئاسة مؤلفة من النواب: وضاح الصادق، وسليم الصايغ، وبلال الحشيمي، وأديب عبد المسيح وغسان سكاف.
مضيعة للوقت
وأكد حزب "الكتائب" عقب اجتماع لمكتبه السياسي، في بيان تلقت "العين الإخبارية" على نسخة منه، تمسكه بالدستور اللبناني، الناظم للحياة الديموقراطية، ومواده التي تنص بجلاء على وجوب انتخاب رئيس من دون تعطيل ومن دون اجتهاد نصاب من هنا أو حجّة من هناك".
ورفض الحزب الحديث عن جلسات تشريعية في ظل الشغور الرئاسي، معتبراً أن "أي خطوة في هذا الإطار عمل غير دستوري ومرفوض يرمي إلى إطالة أمد الفراغ والإمساك بالاستحقاق وبالبلد والإبقاء على المؤسسات رهينة منطق الاستقواء بقوى الأمر الواقع".
وشدد على "ضرورة إبقاء جلسات الانتخاب مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، وهو المدخل الوحيد لتشكيل السلطة التنفيذية وإعادة الانتظام إلى عمل المؤسسات".
ورأى حزب الكتائب أن "جلسات الانتخاب الأسبوعية بإدارتها الحالية عقيمة ومضيعة للوقت الذي لا يحق لمجلس النواب إهداره، وهو المؤسسة الأم التي تمثل اللبنانيين ومن واجبها العمل من ضمن الأصول الدستورية وإنجاز مهامها حفاظاً على الدور الذي أنيط بها والثقة التي منحها إياها اللبنانيون في أصعب مرحلة يمرون فيها".
وأكد "ضرورة إعادة لبننة الاستحقاق"، رافضاً "تحول مجلس النواب رهينة مجموعة تنتظر إشارات مشبوهة من الخارج أو تسويات مدمّرة في الداخل بدأت ملامحها تظهر ومن شأنها أن تضع البلاد أمام أخطار جديدة وسنوات مقبلة من الانهيار المتواصل".
الفراغ الرئاسي
واستقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، الثلاثاء رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ووفد من التكتل .
ولفت جنبلاط عقب اللقاء إلى أن نواب اللقاء الديمقراطي مستمرون بالتصويت للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، ولا يوجد لدى الكتلة أي اسم آخر.
وفي ضوء ما يجري في جلسات المجلس النيابي، توقع جنبلاط أن تطول مدة الفراغ الرئاسي، "نحن مع معوض، واذا كان لدى الفريق الآخر أي اسم للتوافق، نبحث بالأمر".
يشار إلى أن الجلسة الخامسة الأخيرة لمجلس النواب، رفعت أعداد مؤيدي المرشح معوض إلى 44 صوتا، فيما توقع النائب عن تكتل الجمهورية القوية جورج عدوان، بلوغه الـ55 في الجلسة السادسة، مما يعني عمليا أن الرقم يقترب تدريجيا من العدد 65 المطلوب في الدورة الثانية للانتخاب.
في السياق، وضمن خيارات عملية لكسر حالة "الشغور الرئاسي"، تبحث قوى من المعارضة خيارات قانونية ودستورية، لحل أزمة تعطيل انتخاب الرئيس.
وعلى الضفة المقابلة، وفي إصرار جديد على "تعطيل" انتخاب الرئيس، أكد النائب محمد رعد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" (التكتل النيابي لحزب الله) "أننا في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد، ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد".
aXA6IDE4LjIxOC43MS4yMSA= جزيرة ام اند امز