الفنانة المصرية نجوى سالم.. الكوميديانة ذات القلب الحزين
رغم أن الفنانة المصرية الراحلة نجوى سالم، التي تحل ذكرى مولدها الأربعاء، اشتهرت بأدوارها الكوميدية إلا أن حياته كانت تعيسة.
ولدت نجوى سالم، في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 1925، ورحلت عن عالمنا في 12 مارس/ آذار 1988، عن عمر ناهز 62 عامًا، بعدما قدمت العديد من الأعمال الفنية التي تظل محفورة في وجدان المشاهد العربي.
واشتهرت نجوى سالم باسم "نينات" لكن اسمها الحقيقي نظيرة موسى شحاتة، وهي مولودة لوالدين حاصلين على الجنسية المصرية، فوالدها لبناني الأصل وأمها إسبانية الأصل.
وكشف الكاتب الراحل سليمان الحكيم في كتابه "يهود لكن مصريون" قصة بداية نجوى سالم الفنية، مشيرا إلى أنه في إحدى الأيام مرضت ميمي شكيب قبل حفل افتتاح أحد العروض المسرحية التي تقدمها، فحدثت أزمة كبيرة، وكاد نجيب الريحاني أن يلغي حفل الافتتاح، فاقترح عليه أحد العاملين بالفرقة إعطاء الفرصة لنجوى سالم.
تردد الريحاني في البداية، ثم سأل نجوى سالم إذا كانت تستطيع أداء دور ميمي شكيب (البطلة)، ففاجأته بأنها كانت تتابع ميمي شكيب أثناء البروفات، وتحفظ الدور جيدًا، فوافق على قيامها بالدور، وأدت نجوى سالم الدور على أحسن ما يكون، وأصبحت بعد ذلك واحدة من نجمات فرقته".
لكن شهرتها الحقيقية جاءت من خلال مسرحية "حسن ومرقص وكوهين" مع الفنان عادل خيري، ومنها انتقال إلى عالم السينما، حيث جسدت عدة شخصيات في عدد من الأفلام، منها "حياة عازب"، و"إسماعيل ياسين في دمشق"، و"السبع بنات"، و"الزوج والجسد"، و"شمشون ولبلب"، و"ملك البترول"، و"القبلة الأخيرة". ومن المسرحيات التي شاركت بها "ذات البيجامة الحمراء"، و"إلا خمسة"، و"حسن ومرقص وكوهين"، و"لوكاندة الفردوس"، و"لو كنت حليوة".
يقول الناقد الفني زين العابدين خيري إن نجوى سالم كانت فنانة متميزة إلا أن حياتها الخاصة كانت مليئة بالأحداث التي جعلتها مثار اهتمام الصحافة وقتها، مثل ديانتها اليهودية.
واعتنقت نجوى سالم الإسلام عام 1960 وتزوجت من الناقد الصحفي عبد الفتاح البارودي، لكن بقي هذا الزواج سريا حتى وفاتها بعد 17 عاما.
وفي بداية السبعينيات قررت نجوى سالم أن تخطو خطوة أكبر في مشوارها الفني، فأسست فرقة مسرحية خاصة بها، وأطلقت عليها اسم فرقة "نجوى سالم"، وكانت البداية من خلال مسرحية "موزة و3 سكاكين"، ولعب البطولة أمامها عماد حمدي، وحققت المسرحية نجاحًا كبيرًا، ثم توالت العروض المسرحية، إلا أنها واجهت أزمة مادية كبيرة، فقامت برهن محتويات شقتها، وعجزت عن فك الرهن، كما عجزت عن دفع إيجار شقتها، فاضطرت في النهاية لوقف نشاط الفرقة.
رغم زواجها السري، ارتدت نجوى سالم فستان "زفاف" أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، خلال تكريمها على دورها الوطني، وقالت: "النهاردة زفافي، أنا اتجوزت الفن، أنا ماتجوزتش لغاية دلوقتي لأني أتجوزت الفن".
وفي سنواتها الأخيرة، أصيبت نجوى سالم بمرض نفسي، فيما أمر الرئيس محمد أنور السادات بصرف معاش استثنائي لها تقديرا لدورها الوطني والفني، حتى توفيت سنة 1988، ودفنت حسب وصيتها في مقابر البساتين بالقاهرة.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg
جزيرة ام اند امز