ذكرى انتصارات أكتوبر.. صور جنود مصريين تغزو الـ"فيس بوك"
ومع حلول الذكرى الـ43 لانتصارات 6 أكتوبر 1973 أغارت صور الجنود التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تمجيدا لدور الجيش المصري
أضاءت صور بالأبيض والأسود خلال الأيام الماضية صفحات الـ"فيسبوك".. صور لشباب مصريين في زي عسكري، مضى عليها 43 عاما ومازالت تحتفظ بكامل ألقها وتفرض لغة مختلفة على ساحة طالما شهدت جدلا حول الدور المنوط بالجيش في المشهدين السياسي والاقتصادي في مصر على مدى السنوات الخمس المنصرمة.
في آخر ظهور إعلامي له، بدا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو وزير دفاع مصر السابق، مستاء مما عدّه "هجمة شرسة جدا على الدولة وعلى القوات المسلحة"، وتساءل السيسي الذي تولى قيادة الجيش منذ عام 2012.. "معقول؟ معقول؟!.. ده (هذا) جيشك، جيشك أنت مش (ليس) جيشي أنا، جيش مصر مش جيش حد تاني؟".
كان الرئيس السيسي يتحدث من الإسكندرية في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، تعليقا على جدل شهدته الساحة المصرية على خلفية أزمة ألبان الأطفال التي وعدت القوات المسلحة بالتدخل لتخفيف حدتها.
ومع حلول الذكرى الـ43 لانتصارات 6 أكتوبر 1973 أغارت صور الجنود التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على التعليقات التي تناولت الدور المتنامي للجيش اقتصاديا، وحصنته مجددا من الهجوم.
وأظهرت التعليقات التي صاحبت صور أبطال حرب أكتوبر من الجنود والضباط زاوية جديدة في علاقة جيل الشباب بالجيش. وعلى ما يبدو غادر الجميع خنادق فرضتها خلافات السياسة إلى ساحة أرحب كتب فيها الأبناء لآباء كانوا ذات يوم على جبهات القتال.
واتسمت العلاقة بين جيل الشباب والمؤسسة العسكرية على مدار السنوات الماضية بتقلبات حادة، كان المشهد الافتتاحي فيها التحية العسكرية التي أداها اللواء محسن الفنجري لشهداء ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 في أعقاب إذاعة بيان تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم في فبراير/شباط 2011، لكن الخلافات حول أولويات اللحظة باعدت بين مواقف قادة الجيش والشباب لبعض الوقت.
ويدافع الرئيس المصري عن دور القوات المسلحة في التنمية، في آخر خطاب متلفز له، حيث أشار السيسي إلى اجتماعه بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقال حينها "وقعدت أتكلم في حدود ساعة، 45 دقيقة، على تفاصيل التحديات اللي موجودة في مصر، قلت لهم يعني أنا شايف، وأنا أقولكم الكلام ده إن ده أمر يعني هيبقى مشكلة لأي حد يقود الدولة المصرية لسنين طويلة قادمة، (..) همّا قالوا لي لا خيار، لا خيار، ده رأينا كـ مجلس أعلى في هذا الظرف كمسئولين عن الأمن القومي والحفاظ على الدولة المصرية".
وفيما لا يزال من غير المعلوم المسارات التي سيفرضها الجدل على الساحة المصرية، جاء شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري ليحمل هدنة، انحنى فيها الجميع إجلالا للدم العربي الذي أعاد الأرض المغتصبة قبل 43 عاما.