منة شلبي.. "نوارة" السينما المصرية

الفنانة المصرية منة شلبي استطاعت أن تصنع بصمة في السينما والتليفزيون ولذا يكرمها مهرجان القاهرة السينمائي، الليلة بجائزة "فاتن حمامة"

تسبح الفنانة المصرية "منة شلبي" في محيط مختلف عن الآخرين، إذ أدركت مبكرا أن كم الأعمال لا يصنع الخلود للفنان، ولكن الكيف وحده هو القادر على صنع النجومية والاستمرار.

واختارت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ41 التي تنطلق فعالياته مساء الأربعاء، الفنانة منة شلبي لتمنحها جائزة "فاتن حمامة للتميز" وهي جائزة رفيعة، وتعد دليلا على ذكائها وقوة سجلها الفني.

ولدت منة الله محمد هشام الدين شلبي، في 24 يوليو/تموز 1984 وسط أسرة فنية، والدتها هي الفنانة زيري مصطفى التي جمعت بين الرقص والتمثيل، وعمتها الإعلامية الكبيرة بوسي شلبي، أحبت التمثيل منذ الطفولة وشاركت في العديد من البرامج التلفزيونية الخاصة بالأطفال.

في عام 1999 شاءت الأقدار أن تلتقي الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، الفتاة الحالمة بالشهرة أثناء وجودها بمبنى التليفزيون المصري، وأعجبت بطريقتها وحضورها، وبعد شهر كامل رشحتها للمشاركة في مسلسل بعنوان "سلمى يا سلامة" إنتاج عام 2000، كان دورها صغيرا جدا ولم تلفت الأنظار لكنها اكتسبت الجرأة.

كثيرا حاولت الأم زيزي مصطفى منع ابنتها من دخول عالم الفن، لأنها ترى أنه مرهِق ويضع الإنسان في ضغط دائم، لكنها استسلمت أمام رغبة ابنتها وقررت أن تساعدها وتختصر لها مشوارا كبيرا عن طريق زملائها النجوم، وبالفعل اتصلت بالراحل محمود عبدالعزيز وطلبت منه مساعدة ابنتها، وراهنت على ود الصداقة الكبير الذي يجمع بينهما، واستجاب "الجنتل" ورشحها للوقوف أمامه في فيلم "الساحر" (2001) ذلك الفيلم الذي حقق إيرادات كبيرة وقت عرضه، ومنح "منة" شهرة واسعة.

التفت صناع الدراما إلى موهبة منة شلبي، ولذا تم ترشيحها لعدد كبير من الأعمال التلفزيونية في بداية مشوارها مثل "لدوعي أمنية" أمام الكبير كمال الشناوي و"أين قلبي" مع يسرا، ومنحها العمل مع الكبار خبرة وثقة، لكنها تعجلت في اختياراتها السينمائية في تلك الفترة، فقدمت أفلاما ضعيفة المستوى مثل "كلم ماما، اوعى وشك، فيلم هندي، شباب تيك أواي".

في عام 2007 قررت"نوارة السينما المصرية" أن تحدث تغييرا فى اختياراتها الفنية، وأن تقدم أعمالا لها محتوى ورسالة، وجاءتها فرصة ذهبية للعمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين في فيلم "هي فوضي"، وقدمت دورا مهما أمام الراحل خالد صالح، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا.

أدركت منة شلبي بعد هذا الفيلم أنها تمضى في الاتجاه الصحيح، لذا قدمت أعمالا مهمة منها "آسف على الإزعاج، كده رضا، الأولة في الغرام، تراب الماس، نوارة، الماء والخضرة والوجه الحسن،  بعد الموقعة، الأصليين"، كما تألقت أيضا على شاشة التلفزيون ولعبت شخصيات مؤثرة في مسلسلات "واحة الغروب، حارة اليهود، الجماعة، حرب الجواسيس".

ونالت منة شلبي خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز، منها أفضل ممثلة من المهرجان الكاثوليكي للسينما المصرية عام 2006 عن دورها في فيلم "بنات وسط البلد"، وأفضل دور نسائي عن دورها فى "عن العشق والهوى" عام 2009، وهذا العام تفوز بجائزة "فاتن حمامة للتميز" من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.