عطارد والزهرة يزينان سماء الوطن العربي الليلة.. المشاهدة بالعين المجردة
يرصد بسماء الوطن العربي مساء الخميس، بشكل استثنائي ظاهرتين فلكيتين بنفس التوقيت ومشاهدة بالعين المجردة، وذلك في وداع العام 2022.
وبعد غروب الشمس يُشاهد اقتران بين كوكبي عطارد والزهرة باتجاه في الجنوب الغربي، حيث سيفصل بينهما 1.2 درجة من بعضهما البعض ولن يكونا قريبين بهذه المسافة مرة أخرى حتى عام 2024.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، بأن اقتران الزهرة وعطارد يحدث بالقرب من الأفق في سماء شفق الغروب إلا أن سطوع الزهرة الفائق سيتفوق على ضوء شفق المساء، ولمشاهدة هذا الحدث السماوي يجب أن يكون الأفق خاليا من العوائق في اتجاه غروب الشمس.
وقال: "عندما يتحول الشفق إلى ظلام راقب ظهور الزهرة بعد حوالي 30 دقيقة من غروب الشمس، فهذا الكوكب ثالث ألمع جرم سماوي يضيء السماء بعد الشمس والقمر على التوالي، وبمجرد اكتشاف الزهرة يمكن أن يساعد على رؤية عطارد".
وأشار إلى أن كوكب عطارد سيبدو خافتا بجوار كوكب الزهرة، إلا أن عطارد لا يزال براقًا أو ساطعًا مثل ألمع النجوم، لذلك بعد حوالي 40 دقيقة من غروب الشمس، قد تتمكن من رؤية عطارد بالعين المجردة، إذا لم تتمكن من رؤية عطارد وجه المنظار إلى الزهرة لمشاهدة الكوكبين في نفس مجال الرؤية.
ولفت أبو زاهرة إلى أنه خلال الأيام المقبلة سيُلاحظ أن كوكب الزهرة يرتفع في السماء ويغرب متأخرًا بعد غروب الشمس يوميًا بينما ينخفض عطارد باتجاه الشمس، استعدادًا لانتقاله من سماء المساء إلى سماء الفجر.
وأفاد بأن عطارد والزهرة يظهران قرب بعضهما على قبة السماء لأنهما على نفس خط الرؤية بالنسبة لنا إلا أنهما ليسا قريبين من بعضهما في الفضاء، ففي الوقت الحاضر عطارد أقرب إلى الأرض مقارنة بالزهرة.
وأضاف: "غالبًا ما تقاس المسافة بين الأجرام في النظام الشمسي بالوحدة الفلكية وهي متوسط المسافة بين الأرض والشمس، وفي وقت الاقتران سيكون عطارد على مسافة 0.8 وحدة فلكية (119,783,015 كيلومترًا) والزهرة 1.6 وحدة فلكية (241,450,963 كيلومترًا) من الأرض، أما الظاهرة الثانية فستكون اقتران القمر بكوكب المشتري في منظر بديع حيث سيفصل بينهما حوالي درجتين حيث يرصدان عاليًا باتجاه الأفق الجنوبي، وسيحدث هذا الاقتران والقمر بعمر ستة أيام وهو ألمع بقعة في سماء الليل.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة أنه وخلال ساعات الليل تنتقل هذه الأجرام ظاهرياً نحو الغرب نتيجة دوران الأرض حول محورها ولكن الحركة الحقيقية للقمر هي نحو الشرق بالنسبة للنجوم، وبمراقبة موقع القمر في نفس الوقت كل يوم يُلاحظ بأن حركته تكون نحو الشرق بالنسبة للنجوم والكواكب في دائرة البروج، لذلك في اليوم التالي سيلاحظ أن القمر قد ابتعد عن المشتري مندفعًا نحو الشرق وهي حركته الطبيعية في مدارة حول الأرض.