ميركل تدعو أوروبا إلى مواجهة حاسمة لأحزاب اليمين المتطرف

ميركل تقول إن "علينا التعامل مع الحركات الشعبوية التي تحتقر تلك القيم في مواضع كثيرة والتي تريد تدمير أوروبا والتصدي لذلك بحسم".

دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أوروبا، السبت، للتصدي بحسم للأحزاب اليمينية المتطرفة التي تريد تدمير قيم أوروبا.

جاءت تصريحات ميركل ردا على سؤال عن فضيحة حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا الذي استقال زعيمه هاينز كريستيان شتراخه من منصب نائب المستشار النمساوي، بسبب نشر تسجيل مصور يظهر فيه وهو يناقش عقودا حكومية مع سيدة أعمال روسية مقابل مساعدته سياسيا.

وقالت ميركل بعد اجتماعها مع أندريه بلينكوفيتش رئيس وزراء كرواتيا في زغرب: "علينا التعامل مع الحركات الشعبوية التي تحتقر تلك القيم في مواضع كثيرة والتي تريد تدمير أوروبا (المستندة إلى) قيمنا. علينا التصدي لذلك بحسم".

وكان نائب المستشار النمساوي رئيس حزب الحرية (يمين متطرف) كريستيان شتراخه أعلن، السبت، استقالته بعد الكشف عن محاولته الحصول على دعم مالي من روسيا في 2017، في فضيحة مدوية لأحد أبرز قيادات اليمين المتشدد في القارة قبل أسبوع من الانتخابات الأوروبية.

وقال شتراخه "49 عاما"، في مؤتمر صحفي بفيينا: "قدمت للمستشار سيباستيان كورتس استقالتي من مهامي كنائب مستشار وقبلها".

وأضاف شتراخه، الذي شكّل حكومة مع المستشار المحافظ كورتس في نهاية 2017: "ارتكبت هفوة ولا أريد أن يشكل ذلك ذريعة لإضعاف التحالف".

ويقف الائتلاف الحاكم في النمسا على شفا الانهيار، بحسب ما كشفت عنه صحف محلية السبت، مرجحة إجراء انتخابات جديدة الخريف المقبل، وذلك على وقع فضحية شتراخه.

ونشرت مجلة "دير شبيجل" وصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانيتان مقطع فيديو يظهر فيه شتراخه مع سيدة روسية تدعي قرابتها لملياردير روسي، حيث يبدي نائب المستشار استعداده لمساعدة الملياردير الروسي عن طريق إرساء عطاءات حكومية على شركاته، مقابل مساعدته في حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر 2017.

وبحسب ما جاء في مقطع الفيديو، فإن اللقاء بين شتراخه والسيدة الروسية حدث في 24 يوليو/تموز 2017 في جزيرة "إبيزا" الإسبانية، ودارت فيه اتفاقات لاستحواذ الملياردير الروسي على صحيفة "كرونه"، أكثر الصحف النمساوية انتشارا.

كما عرضت السيدة على شتراخه خلال اللقاء استثمار قريبها، ربع مليار يورو في النمسا، مشيرة إلى أن هذه الأموال غير شرعية، ورغم إقرارها بعدم شرعية الأموال، استمر نائب مستشار النمسا الحالي في الحديث معها حول ضخ الأموال في الاقتصاد النمساوي.

وأقر شتراخه في خطاب لـ"دير شبيجل" بصحة مقطع الفيديو، لكنه دافع عن نفسه قائلا إنه "كان ثملا ويعاني من حاجز اللغة مع السيدة الروسية".