انتفاضة في اتحاد ميركل.. "لا لذراع" أردوغان
يبدو أن كرة الثلج تكبر يوما بعد يوم، وتتزايد الانتقادات لمرشح الاتحاد المسيحي الحاكم لمنصب المستشار، أرمين لاشيت، بسبب النظام التركي.
ويتعلق الأمر بتوقيع حكومة شمال الراين ويستفاليا، التي يترأسها لاشيت حتى اليوم، اتفاقا مثيرا للجدل مع 6 منظمات إسلامية بينها الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب"، للإشراف على التعليم الديني في مدارس أكبر ولاية ألمانية، والمشاركة في تطوير الكتب المدرسية.
وما إن كشفت تقارير صحفية هذا الاتفاق، حتى ثارت ضجة وانتقادات في أحزاب منافسة، لكنها ما لبثت أن وصلت إلى داخل الاتحاد المسيحي قبل 5 أشهر من انتخابات سبتمبر/ أيلول المقبل.
وصدمت خطوة لاشيت، كريستوف بلوس، رئيس عضو الهيئة العليا للاتحاد، والذي بدا مندهشا من توقيع اتفاق مع ذراع النظام الحاكم بتركيا بقيادة رجب طيب أردوغان، في الأراضي الألمانية.
وقال بلوس في تصريحات صحفية "إن اتحاد ديتيب هو ذراع أردوغان الممتدة.. هذه المنظمة تحاول تصدير سياسات معادية للسامية وأيديولوجية قومية تركية إلى ألمانيا".
وتابع "لا يمكننا قبول ذلك.. وأقول بكل وضوح: لا تعاون مع ديتيب".
أصوات الجالية.. "عملة صعبة"
والأمر لا يتوقف على بلوس، فما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بيلد"، يكشف عن وجود ضجة وغضب كبيرين داخل التحالف من تعاون لاشيت وولايته مع أردوغان.
ونقلت "بيلد" عن مصادر لم تسمها: "هناك اتهامات قوية للاشيت داخل الاتحاد، باللجوء إلى مثل هذا الاتفاق المثير للجدل مع ديتيب، للحصول على أصوات الأتراك الألمان في الانتخابات المقبلة"، خاصة في ظل سيطرة نظام أردوغان على قطاع كبير من الجالية التركية في البلاد.
كما أن حكومة لاشيت سبق أن أوقفت قبل سنوات قليلة أي تعاون مع المنظمات الإسلامية المتطرفة، لذلك يثير الاتفاق مع ديتيب كثيرا من الحبر.
والأسبوع الماضي، قالت صحيفة "بيلد" عن التعاون مع ديتيب: "هذا يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة لاختراق مدارسنا عبر الإشراف على التعليم الديني في الولاية الأكبر في ألمانيا".
فيما صرح النائب البرلماني البارز، جيم أوزدمير، "بعد هذا القرار، ضمنت حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا اختراق أردوغان المدارس الألمانية".
وفي تصريحات لصحيفة دي فيلت الألمانية، اعتبر أن "اتحاد ديتيب هو جزء من منظمة هرمية والمقر الرئيسي في كولونيا تابع للسلطة الدينية التركية "ديانات" في أنقرة ويخضع لإشراف مباشر من أردوغان".
وأضاف: "اتحاد ديتيب يتلقى تعليماته مباشرة من أردوغان".
ويعد اتحاد ديتيب أكبر منظمة مظلية للمساجد في ألمانيا، حيث يشرف الاتحاد على ٩٠٠ مسجد في عموم البلاد بينها المسجد الكبير في مدينة كولونيا، ويشغل عضويته 800 ألف شخص في الأراضي الألمانية.
ووفق مركز الدراسات التابع للبرلمان الألماني، فإن ارتباط ديتيب بالنظام التركي ليس محل شك.
وذكر المركز في تقرير صدر عام 2018 "ديتيب مرتبط بشكل مباشر بمديرية الشؤون الدينية التي تخضع لإشراف مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وتصنف السلطات الألمانية المنظمة التركية بأنها تمثل تهديدا للديمقراطية.
وجاء في وثيقة للبرلمان الألماني تعود إلى فبراير/شباط 2019، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها: "تقوم تنظيمات أتيب وديتيب والرؤية الوطنية الخاضعة بالكامل لمؤسسة الشؤون الدينية التركية في أنقرة "ديانات"، بالتجسس على المعارضين الأتراك والأكراد المقيمين في ألمانيا".
يذكر أن أرمين لاشيت، حاكم ولاية شمال الراين ويستفاليا، هو مرشح "الاتحاد المسيحي" الحاكم، لخلافة أنجيلا ميركل في حكم ألمانيا بعد الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/أيلول المقبل.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز