بحضور ميركل.. كواليس الاجتماع المثير
لم يكن اجتماع الساسة الألمان، أمس، مثاليا، كما يروج الإعلام دائما للشخصية الألمانية، طالقا العنان لكواليس مليئة بالإثارة.
فبعد اجتماع ماراثوني استمر 9 ساعات، اتفقت المستشارة أنجيلا ميركل وحكام ولايات البلاد الـ16، ليل الأربعاء الخميس، على تمديد إجراءات الإغلاق، حتى الـ28 من الشهر الجاري.
لكن الاجتماع كان عاصفا، وشهد انقساما صعبا بين معسكر مؤيد لتمديد الإغلاق لمواجهة الإصابات المرتفعة بفيروس كورونا، ومعسكر آخر تمسك بضرورة رفع الإغلاق في ظل حالة الغضب بين المواطنين.
وفي هذا الإطار، شهد الاجتماع عددا من المشادات بين كبار السياسيين، خاصة بين ماركوس زودر، حاكم بافاريا والمرشح المحتمل لخلافة ميركل، ونائب المستشارة ووزير المالية أولف شولتز.
بداية الأزمة
وبدأت الأزمة بين الرجلين عندما كان شولتز يتحدث عن تخصيص أموال لمساعدة الشركات الصغيرة على تخطي أزمة كورونا، متحدثا عن الأموال العامة قائلا: "أموالي".
ولم يدع زودر، هذا الأمر يمر، وانفجر غاضبا في وجه شولتز، متهما إياه بـ"السلوك المنعزل والمتعجرف"، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بيلد" الألمانية عن مصادر حضرت الاجتماع.
ووجه زودر عبارات قوية لشولتز قائلا "أنت هنا لست المستشار"، و"أنت لست ملك ألمانيا"، و"ماذا شربت؟"، و"إنها ليست أموالك"، و"لماذا تبتسم هكذا؟".
ليرد عليه "لا ليست أموالي، وإنما أموال دافعي الضرائب الألمان"، ثم تدخل الحضور وسيطروا على الأزمة.
هدوء يسبق عاصفة جديدة
لكن سرعان ما نشبت مشادة أخرى بين زودر ومنافسه على خلافة ميركل في حكم البلاد، أرمين لاشيت، حول مشاركة عيادات أطباء الأسرة "الممارس عام" في حملات التطعيم ضد كورونا.
ويريد حاكم بافاريا مشاركة سريعة وفورية لهؤلاء الأطباء في التطعيم، لكن لاشيت رأى ضرورة تأجيل ذلك، وفق ما نقله موقع "ماركور" المختص بأخبار بافاريا، عن مصادر حضرت الاجتماع.
واتهم زودر منافسه بأنه "لا يثق في أطباء الأسرة"، ورد لاشيت "أنا لا أريد وضع الضغوط عليهم الآن".
وفي النهاية، اتفق الحضور على حل وسط في هذه القضية، وتأجيل مشاركة هؤلاء الأطباء في التطعيم لما بعد عيد الفصح.