رسالة من 4 فنانين عبر "العين الإخبارية" لأهالي شهداء مرفأ بيروت
بعد يومين، في الرابع من أغسطس/آب، تحل الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، الذي الذي راح ضحيته ما يزيد على 200 قتيل وأصاب 6 آلاف آخرين.
الذكرى المأساوية تقترب على وقع غضب أهالي الشهداء، الذين يخشون أن تمر جريمة قتل أبنائهم من دون عقاب.
يرى أهالي الضحايا أن المسؤولين دائماً فوق القانون، مستشهدين بطلب المحقق العدلي في القضية طارق البيطار رفع الحصانة عن ثلاثة نواب وملاحقة مدير عام الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، ومدير عام أمن الدولة، اللواء طوني صليبا، وهو الطلب الذي قوبل بالمماطلة والرفض.
بديع أبو شقرا: مسار التحقيق يتطلب إسقاط الحصانات فوراً
"ما حصل في الرابع من أغسطس/آب جريمة موصوفة وليس انفجاراً"، بحسب الفنان بديع أبو شقرا.
يقول أبو شقرا لـ"العين الإخبارية" إنها "جريمة ارتُكِبت بحق الشعب اللبناني، ودماء الذين استشهدوا في رقبة المسؤولين، سواء كانوا من المتسببين بالكارثة أو مَن سكتوا عنها أو تخاذلوا".
ويضيف: "مسار التحقيق يتطلب إسقاط الحصانات فوراً عن الجميع بمَن فيهم رئيس الجمهورية".
ويتابع: "لا أحد فوق رأسه خيمة عندما يُقتَل الشعب، هذه قضية إنسانية وجريمة يجب أن يُعاقب عليها المسؤولون، لا بل تمّت معاقبتهم فلم يعد هناك من يحترمهم أخلاقياً، كذلك سقطوا سياسياً".
وعمّا خلّفه انفجار الرابع من أغسطس، يقول أبو شقرا: "هذا الركام سيبقى إلى الأبد، فقد أصبح من الأعمدة الأساسية للمدينة، فعندما تحصل عملية قتل ممنهج بهذا الشكل، التبعات والأحزان لا تندثر، لكن كشف مرتكب الجريمة وإسقاط هذه المنظومة الساقطة أصلاً، يمكن أن يخفف قليلاً عن الشعب، إنما الألم سيبقى".
ويرى أبو شقرا أن "الفنان جزء أساسي من التغيير في كل دول العالم، فالأعمال الفنيّة صنعت عبر التاريخ ثورات اجتماعية".
ويختتم حديثه متوجهاً إلى أهالي شهداء المرفأ بالقول: "أرواحنا ليست أغلى من أرواح أبنائكم، لن نهدأ ولن نستكين حتى إن وصل الموس إلى رقبتنا، وكل الشعب لن يسكت وسيلاحق المسؤولين إلى يوم الدين".
ندى أبو فرحات: الجرح في القلب لن يندمل مع الأيام
الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات تحدّثت لـ"العين الإخبارية" عن ذلك اليوم الكارثي، قائلة: "كنت في منطقة جل الديب في مبنى شاهق، ناله من الانفجار تحطّم الزجاج، لأتوجه بعدها إلى منزلي في بيروت وأفجع في الطريق بمشاهد الموت والدمار، عائلات تحمل فلذات أكبادها لنقلها إلى المستشفى، الحطام والركام في كل مكان، زحمة سير خانقة وصدمة على وجوه كل الناس، مشاهد لن أنساها في حياتي وهي تؤثّر بي بشكل كبير".
تؤكد ندى أنَّ "الجرح في القلب ولن يندمل مع الأيام، وهذا الألم سيمنحنا القوة والإصرار للتخلّص من كل الطبقة الفاسدة".
وعن الرسالة التي توجهها إلى أهالي الشهداء، قالت: "لا كلمات تكفي للتعبير لهم عن مدى شعورنا بمأساتهم وحزنهم العميق، وأطلب منهم أن يثقوا بالمجتمع المدني فهو السبيل الوحيد للتغيير والضغط لإظهار الحقيقة والكفاح من أجل الوصول إلى لبنان الذي نحب".
وإلى بيروت قالت: "اعتدنا أن تنتفض بيروت دائماً على الركام وقد أعيد إعمارها، وستبقى دائماً عاصمة الثقافة والانفتاح والجمال وسيبقى لبنان بلد التنوع والعيش المشترك".
إحسان المنذر: المسؤول البريء عليه التوجّه إلى المحقق وإعلان استعداده للتحقيق
الانفجار كما وصفه الملحن والموسيقار إحسان المنذر: "كارثة على لبنان أضيفت إلى كوارث الاقتصاد، كورونا والطبقة الحاكمة المستهترة بالشعب وغيرها".
ويضيف لـ"العين الإخبارية": "سجّل التاريخ هذا الانفجار الضخم الذي خلف ضحايا وحرق قلوباً، وحتماً لن ينساه الناس"، مشدداً على ضرورة الاقتصاص من الجناة ورفع الحصانات.
ويوضح: "أم كلثوم تغنّي واثق الخطوة يمشي ملكاً، فالمسؤول البريء يتوجّه إلى المحقق ويعلن استعداده للتحقيق، لكن الرفض والتواري عن الأنظار يولد شكاً، وأنا مع المحقق العدلي طارق البيطار قلبياً وضمنياً وأتمنى أن يصل إلى نتيجة لا أن يكون مصير القضية كمصير قضيتي اغتيال الرئيسين جون كيندي ورفيق الحريري".
المنذر كان في منزله في منطقة الفنار المطلة على المرفأ لحظة وقوع الانفجار، حيث يوضّح: "اعتقدنا بداية أنها هزّة بعدها سمعنا هدير طائرات ومن ثم حلّت الفاجعة".
وإلى أهالي شهداء المرفأ توجّه بالقول: "الله يصبركم، أعلم ما تعنيه خسارة عزيز، فسبق أن فقدت ابناً يبلغ من العمر 12 عاماً خلال الحرب اللبنانية، لذلك أشعر كم أن وجعكم كبير".
سعيد الماروق: لبنان لا يمكن أن يصبح وطناً سوى بالعدالة للجميع
لا شك أن الانفجار ترك بصمة موجعة في قلب كل لبناني، عن ذلك علّق المخرج سعيد الماروق الذي كان قريباً من مرفأ بيروت حين دوى الانفجار: "كنت في منطقة زقاق البلاط، اعتقدت بداية أنّها هزّة أرضية ما دفعني إلى ركن السيارة والترجّل منها".
ويضيف: "ما حصل وجع كبير أصاب كل لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، فلو تعرضنا لقصف من عدو أهون بكثير من أن يكون من فجّرنا منا وفينا فهذا الأمر قاس جداً".
ويتابع الماروق حديثه لـ"العين الإخبارية": "في ذلك اليوم فجّرت حبيبتنا بيروت وكل مواطن سواء تضرر بشكل مباشر أو غير مباشر ماتت قطعة من داخله".
وإلى أهالي الشهداء توجّه قائلاً: "للأسف لن تحصلوا على حقكم بأي كلمة أو موقف أو شعار، لن تحصلوا على حقكم سوى بالعدالة، ولبنان لا يمكن أن يصبح وطناً سوى بالعدالة التي يجب أن تُطبَّق على الجميع، من هنا يجب أن يحاسب كل مسؤول سواء كان خطأه مباشراً أو غير مباشر".
aXA6IDE4LjIyMi41Ni4yNTEg جزيرة ام اند امز