رسائل وأسرار.. 5 قضايا فجرها "السيسي" بمنتدى شباب العالم
اختتمت فعاليات منتدى شباب العالم 2022 في شرم الشيخ المصرية، الخميس، حاملة معها نقاشات مميزة لقضايا سياسية وإقليمية بارزة.
وشملت أجندة النسخة الرابعة للمنتدى في الفترة من 10 حتى 13 يناير/ كانون الثاني 2022، عددا من القضايا والموضوعات الحيوية التي تعكس ملامح الواقع الجديد بعد جائحة كورونا، التي أثرت على حياة الملايين ببلدان العالم أجمع.
وقد انطلقت جميع الموضوعات من المحاور الثلاثة الأساسية لمنتدى شباب العالم، وهي "السلام والإبداع والتنمية".
وخلال فعاليات المنتدى وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسائل حول أكثر من محور اجتماعي داخلي وخارجي، وتطرق لقضايا سياسية وإقليمية، من أبرزها ملف حقوق الإنسان في مصر.
كما خاض في الحديث عن ملف سد النهضة الإثيوبي، فضلاً عن فلسطين ومشكلاتها الداخلية، كما كشف خلال فعاليات المنتدى عن كواليس خفية عن جماعة الإخوان الإرهابية.
حقوق الإنسان
واستمع السيسي خلال جلسة "نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولي بالأمم المتحدة"، إلى انتقادات وجهت للإدارة المصرية من ممثلة عن "تحالف البحر المتوسط" التي دعت إلى ما أسمته بإجراءات تصحيحية سريعة في البلاد، لأشياء ادعت أنها "انتهاك لحقوق الإنسان".
وجاء رد الرئيس المصري بأن بلاده حريصة على حقوق الإنسان في ضوء المعتقدات والأفكار التي تؤمن بها، على ضرورة التناول المتكامل والشامل للأوضاع في مصر ووضعها في الحسبان عند تناول قضية حقوق الإنسان، مشيرا إلى ضرورة الالتفات إلى ما تواجهه مصر من تحديات.
وطالب بوضع قضايا مثل توفير فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم المناسب باعتبارها حقوقا أصيلة من حقوق الإنسان، وأنها تمثل تحديات للدولة المصرية.
وتساءل الرئيس المصري: "ماذا لو لم تقدم الدولة تعزيزا للعملية الصحية يتناسب مع حق المواطن المصري في الصحة، فهل تكون وقتها قد قصرت في حق مواطنيها في توفير العلاج الصحي الجيد وأيضا الأمر نفسه على توفير التعليم الجيد؟ وهل هذا يعد تقصيرا في حقوق الإنسان؟"
وتابع: "يجب وضع كل هذه الأمور عند تناول حالة حقوق الإنسان في مصر باعتبارها تحديا يواجه الدولة وهو ما يتطلب أن يكون التناول متكاملا وشاملا".
وقدم الرئيس المصري في ختام مداخلته، الشكر لجميع المشاركين في الجلسة، بمن فيهم من هاجم حالة قضية حقوق الإنسان في مصر.
وقال: "شعرت أن الخطاب قاس جدا لكن صدقوني الواقع المتواجد في مصر ليس كذلك بالمرة، وبالتالي هذا شكل من أشكال الإساءة بقصد أو بدون قصد لبلادنا".
وعاد السيسي في اليوم الخميس وهو آخر أيام المنتدى بطرح قضية حقوق الإنسان مع عدد من الصحفيين ليؤكد أنها لا تعكس الرأي العام في مصر.
وذكر: "مستعد في كل سنة أجري انتخابات في مصر، ومستعدون لأن تأتي كل المنظمات الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، لمشاهدة الانتخابات بأعينهم، ولو الناس قالت لا سأترك الحكم وأرحل".
ومضى في حديثه:"لو الناس في مصر لا تريدني سأرحل ويأتي آخر للحكم، أما غير ذلك فهي محاولة للإساءة وتشويه شكل الدولة".
واقترح الرئيس المصري في حديثه أن يتم تكوين لجنة محايدة من الشباب ويحصل على كافة البيانات التي يحتاجها، أو يتم تداولها فى الخارج عن عدد والسياسيين المحتجزين والمختفين قسريا ولها مهلة تصل إلى شهرين لتعلن نتائج ما توصلت إليه من أرقام للرأي العام للوقوف على حقيقة ما يقال في هذا الشأن.
سد النهضة
وشغل ملف سد النهضة الإثيوبي اهتمامات مناقشات المنتدى في اليوم الثالث له؛ حيث قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال حديثه إلى عدد من المراسلين الأجانب إن بلاده متمسكة بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم فيما يخص سد النهضة مع أديس أبابا.
وتناول اللقاء تطورات الأوضاع الداخلية في مصر ومجمل الأوضاع في المحيط الإقليمي؛ حيث تناولت الأسئلة ملفات السودان وقضية سد النهضة ومكافحة الإرهاب في أفريقيا.
وفيما يتعلق بتطورات ملف سد النهضة، أكد السيسي أن مصر تعاني من الفقر المائي طبقًا للمعدلات الدولية في هذا الشأن.
وهنا شدد على تمسك مصر بوجود اتفاق قانوني ملزم فيما يخص سد النهضة مع الجانب الإثيوبي، موضحا أن إجمالي ما يصل لمصر لا يتجاوز 10% من المياه التي تهطل على إثيوبيا.
الإخوان
وخلال لقاء عقده الأربعاء - ثاني أيام المنتدى - مع شركاء التنمية، تحدث الرئيس المصري عن كواليس لقائه مع السفيرة الأمريكية بالقاهرة عام 2011؛ حيث ناقشا الرئيس المرتقب للبلاد وقتها.
لكن السيسي قال إنه لا أحد يستطيع أن يفرض على الشعب المصرى قبضة أمنية، موضحا أنه في لقائه مع السفيرة الأمريكية أكد لها أن من سيحكم مصر هم الإخوان ثم سيتركون الحكم لأن الشعب المصري لا يقاد بالقوة، ولا يمكن أن يدخل الجامع أو الكنيسة رغما عنه وهذا ما حدث.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن المنظمات الدولية حين تدعم مصر فإنها تقدم دعما لدولة يعيش فيها 100 مليون إنسان، وهذه هي أعلى درجات حقوق الإنسان.
فلسطين
الملف الفلسطيني كان حاضراً خلال فعاليات المنتدى، وأكد السيسي أن "المنطقة العربية دفعت ثمنا كبيرا بسبب فرض وتدخل الآخرين في شؤونها.
كما حذر من أن "التغيير بالقوة قد يؤدي إلى خراب ولن يتم السيطرة عليه"، لافتا إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى أرقام أكثر بكثير من الـ500 مليون دولار التي خصصتها بلاده للقطاع.
وأضاف: "كنا نتمنى في مصر المساهمة بأكثر من ذلك".
ودعا العاملين بالمرحلة الثانية لإعادة إعمار غزة، التى بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى إنهاء المراحل التي وعد بها في أسرع وقت ممكن من أجل الأهالي في القطاع.
وتابع الرئيس المصري: "سيستمر دورنا في مناشدة المانحين بأن يتقدموا وألا يتخلوا عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) لما لها من التزامات دولية خاصة".
ترسيم الحدود
وعلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اليونان، قائلا: "لن أعلق تعليقا آخر سوى هذا التعليق".
وقال السيسي: "ملتزمون كدولة بالقواعد والأعراف الدولية الخاصة بترسيم الحدود والإجراء الذى أجريناه مع اليونان مبنى على ذلك وملتزمين بذلك وهذه إجابة كافية".
حديث الرئيس المصري جاء خلال إجابته على سؤال لصحفي يوناني خلال جلسته مع ممثلي الصحافة الأجنبية على هامش فعاليات منتدى شباب العالم.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg
جزيرة ام اند امز