"رسائل الوجع".. وسيلة شباب أفغانستان لطلب السلام في بلادهم
مبادرة "آرت لوردز" تستند إلى تقليد "رسائل الوجع" الأفغانية التي يجد فيها أفراد من المجتمع متنفسا للتعبير عن العواطف
دشنت منظمة "آرت لوردز" غير الحكومية في أفغانستان مبادرة للشباب العاجز في وجه النزاع المتواصل في البلاد، بالتعبير عن وجعه وإيصال صوته من خلال رسائل مكتوبة بخط اليد، وتتضمن إحدى هذه الرسائل جملة قصيرة مكتوبة بأحرف كبيرة "نريد السلام".
وتستند مبادرة "آرت لوردز" إلى تقليد "رسائل الوجع" الأفغانية التي يجد فيها أفراد من المجتمع الأفغاني المحافظ جدا متنفسا خطيا للتعبير عن العواطف والمشاعر التي يعجزون عن التعبير عنها صراحة.
ويضع رئيس منظمة "آرت لوردز" عميد الشريفي وفريقه 6 صناديق بريد كبيرة مطلية بالأبيض ومزينة بقلوب في مدارس وجامعات ومقاهٍ في العاصمة الأفغانية، داعين المارة إلى إيداع قصصهم فيها.
ويوضح الشريفي: "عندما يريد المرء التعبير عن أفكاره الشخصية جدا يكتب الرسائل، لذا طلبنا من الشباب التعبير عن هواجسهم والحلول التي يقترحونها وآمالهم أيضا"، واستقطب المشروع أكثر من 300 رسالة في أول أسبوعين.
وأطلق المشروع قبل أسابيع قليلة فقط في وقت دخلت فيه المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان على ما يبدو مرحلتها النهائية.
ويأمل الطرفان في التوصل إلى اتفاق انسحاب جزئي للجنود الأمريكيين من البلاد بحلول 2020 مقابل سلسلة من الضمانات حول أمن البلاد.
ويتطلع الفنان الشريفي في توسيع حملة جمع الرسائل لتشمل مناطق أخرى غير العاصمة، ويؤكد أن محتوى كل هذه الرسائل سينقل إلى الرئيس أشرف غني ورئيس الحكومة عبدالله عبدالله والأمريكيين وحركة طالبان.
ويضيف: "أعرف أن الرئيس قرأ كل الرسائل وهو يدرك تطلعات الشباب فيما يتعلق بعملية السلام"، ووضع أحد الصناديق في مقهى رائج في كابول، حيث يرتشف شباب القهوة وهم يطالعون الكتب.
وتقول الشابة نرجس: "الأفغان غير متفائلين بنتيجة عملية السلام لأننا نجهل كل شيء عن الاتفاق الذي يتم التحضير له"، وتختم قائلة: "المستقبل غامض بالنسبة إلينا".