من ميسي إلى نيمار.. كيف يتحكم الآباء في مصير نجوم العالم؟
يؤثر آباء وأمهات نجوم كرة القدم حول العالم على مصائرهم، تارة بالتصريحات، وأخرى بالتدخل المباشر.
السنوات الأخيرة شهدت تطور الأدوار التي يقوم بها الآباء والأمهات مع أبنائهم، حيث تخلوا عن دور الناصح المحب، وتحولوا إلى دور هو أشبه بوكيل اللاعبين، يتحكمون في مصيرهم ويؤثرون على مستقبلهم.
وتلقي "العين الرياضية" الضوء من خلال التقرير التالي على أبرز القصص التي تُبرز العلاقة التي يعيشها الآباء مع أبنائهم من لاعبي كرة القدم.
ميسي ووالده
تتسم علاقة ليونيل ميسي ووالده خورخي بأنه ناجحة طوال الوقت، فيما يخص بالطبع العمل التجاري، حيث لعب والد "البرغوث" دورا في بزوغ نجمه من السنوات الأولى وحتى الآن.
وأقر خورخي في وقت سابق بأن عملية إدارة أعمال لاعب مثل نجله ليونيل ميسي، أو أي لاعب كرة قدم، ليست بالأمر الهين، حيث قال: "لقد حاولت أن أرى كيف يدير لاعبو كرة القدم الآخرين الأمور، إنه أمر غاية في الصعوبة".
والد ميسي كان عليه أن يتجاوز مشوار غاية في الصعوبة مع ليو، بداية من نقل العائلة إلى مدينة برشلونة حين كان نجله فقط في الثالثة عشرة من عمره، طفل يحرك عائلة بأكملها للعيش في إسبانيا، ومواجهة صعوبات البدايات، وتوقيع عقده مع برشلونة الذي تكفل بعلاجه من نقص هرمون النمو.
يقول موقع "ذا أتلتيك" عن خورخي ميسي إنه يختلف عن أي وكيل أعمال آخر، فهو لم يعمل في هذا المجال من قبل أن يتولى أمور نجله، الذي كان يتقاضى راتبا سنويا وصل في بعض الأحيان إلى 150 مليون يورو، مع إدارة عقود إعلانات ورعاية، ورعاية ممتلكات اللاعب وأنشطته التجارية المختلفة.
والد ميسي لم يظهر في ثوب المخالف لآراء نجله، ولكنه دوماً كان إما الداعم لها أو المنفذ، لكن الوالد يؤكد أن ليو لا يعصي له أمرا، حيث قال في 2013: "ليو دوماً يتبع ما أقول له، وهو كذلك حتى الآن، لم يقل لي يوماً أنا كبرت وأنا أفضل لاعب في العالم، لازلت أنا والده بنفس الشكل الذي كان عليه الوضع حين كنت أدربه في غراندولي".
لكن يبدو أن الأمور لا تبقى على حالها دوماً، حيث اتهم ميسي والده في عام 2016 بخداعه في عدة أمور تخص إدارة الثروة، حين وُجهت إليه تهمة التهرب من الضرائب، لتقرر المحكمة تبرئة اللاعب وإدانة الأب في ذلك الحين.
هالاند ووالده
يعتقد كثيرون أن ألف إينغ هالاند، والد إيرلينغ هالاند، كان له دور كبير في قرار اللاعب بالانتقال إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في صيف 2022.
هالاند الأب كان لاعباً في مانشستر سيتي أيضا، وتعرض لإصابة خطيرة على يد الإيرلندي روي كين، نجم مانشستر يونايتد السابق، قيل أنها أنهت مسيرته فيما بعد، وأثرت لاحقاً على قرار إيرلينغ برفض "الشياطين الحمر".
ويشير هالاند الأب إلى أنه لم يلعب أي مباراة كاملة بعد الإصابة التي تعرض لها في ديربي مدينة مانشستر، لكنه ينفي أي يكون لهذا الأمر أي تأثير على قرار نجله تمثيل السماوي.
وعن تأثير والده يقول إيرلينغ: "لقد عاش في إنجلترا ولعب لسيتي، لكن عديد الأشياء تغيرت في 20 عاماً، لقد تحدثنا عن أفضل شيء بالنسبة لي".
وعلقت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها في مايو/آيار 2022 في أعقاب إعلان انتقال اللاعب لملعب الاتحاد عن أن تاريخ الوالد كان له دور لا يمكن إغفاله في القرار.
مبابي ووالدته
الاتهام الأكبر في مسألة السيطرة والهيمنة من أب أو أم على لاعب كرة قدم يلاحق دوماً الجزائرية فايزة العماري، والدة كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، رغم أن اللاعب لم يخرج يوماً ليشتكي من تدخلها.
فايزة كانت لاعبة كرة يد، لكنها بعد الاعتزال فضلت إدارة شؤون الأبناء كيليان وإيثان، لكن هناك تصريح فجر هذا المعتقد، كان مصدره دانييل بوغا لاعب تشيلسي الإنجليزي السابق.
يقول بوغا: "كان تشيلسي يسعى لضم كيليان في 2011، ولكننا وجدنا أن والدته تتحكم في كل شيء، كانت هي التي تتحدث إلينا بينما ظل والده هادئاً، أما هي فكانت مثل النار حتى وهو يلعب كانت تطالبه بالتحرك".
وتوعدت أم مبابي يومها تشيلسي بأنه سيعود بعد 5 سنوات ليطلب التعاقد مع مبابي مقابل 50 مليون جنيه استرليني، ويبدو أنها كانت تمتلك ثقة حقيقية في إمكانيات ابنها.
وحين يجد أي جديد يخص مستقبل مبابي، تتجه الأنظار دوماً نحو الأم العربية، ومؤخراً تعرضت لهجوم من قبل جماهير ريال مدريد الإسباني، عقب عودة اللاعب للتدريبات مع باريس سان جيرمان، معتقدين أنها تراجعت عن اتفاقها مع فلورنتينو بيريز، رئيس الميرينغي، بشأن انتقال اللاعب للفريق الموسم المقبل.
ولكن ما أوضحته شبكة "ديفنسا سنترال" الإسبانية أن صمت فايزة العماري جاء بناء على اتفاق مع بيريز بعدم الإكثار من الحديث في هذا التوقيت، كي لا تتعقد الصفقة المقرر لها العام القادم.
والد نيمار
والد نيمار هو العقل المدبر لكل الانتقالات الكبيرة التي قام بها اللاعب على مدار مشواره، من سانتوس البرازيلي إلى برشلونة ثم باريس سان جيرمان والهلال.
وصف لويس ألفارو، رئيس سانتوس السابق، والد نيمار بأنه يستحق الفوز بجائزة نوبل في الاقتصاد، بسبب طريقة تعامله في الأمور التعاقدية الخاصة بنجله.
وحصل والد نيمار على 40 مليون يورو من صفقة انتقال نجله إلى برشلونة في عام 2013، وهو الانتقال الذي صاحبته المشاكل والقضايا عبر السنوات.
واُتهم نيمار ووالده وبرشلونة بإخفاء القيمة الحقيقية لصفقة انتقال اللاعب من سانتوس للبارسا قبل 10 سنوات من الآن، في قضية طالب الإدعاء فيها بسجن النجم البرازيلي عامين وتغريمه 10 ملايين يورو.
والدة رابيو
تبقى فيرونيك رابيو، والدة أدريان رابيو لاعب يوفنتوس الإيطالي، من أقوى الشخصيات المؤثرة حقاً في مصير اللاعبين، ولا تقل خطورة عن العماري أو نيمار، إن لم تكن تتفوق عليهم.
واتهمت فيرونيك إدارة باريس سان جيرمان في نهاية عام 2018 بسجن ابنها في النادي، بسبب خلافات حول تجديد العقد، وما ترتب عليه من حرمانه من خوض التدريبات والمشاركة في المباريات وتأثير كل ذلك عليه.
المثير للدهشة أن تقارير تحدثت في صيف العام الماضي 2022 عن بذل نفس السيدة مساعي لإعادة الفرنسي إلى فريق العاصمة، في وقت كان اسم اللاعب يرتبط بأولمبيك ليون الفرنسي، لكن الأم أرادت أن يبقى إبنها بين صفوة أندية العالم.
وتحدثت صحيفة "لو باريسيان" الفرنسية الشهيرة عن تأثير والدة رابيو في وقت سابق، قائلة: "إنها تتدخل في كافة قراراته حتى الأمور البديهية، إنها تفرض نفسها عليه، إن تأثيرها كامل وعظيم".
وحين رغب روما في التعاقد مع اللاعب، طلبت الأم أن تجلس مع رودي غارسيا، مدرب الجيالوروسي حينها، بعد أن تحدثت مع والتر ساباتيني، المدير الرياضي، الذي أنهى المفاوضات بسبب هذا الطلب، وهو أمر تكرر مع توتنهام هوتسبير الإنجليزي أيضا.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA=
جزيرة ام اند امز