تحليل الأرجنتين وكرواتيا.. "عبقرية" ميسي تُنهي مغامرة مودريتش ورفاقه
قاد ليونيل ميسي المنتخب الأرجنتيني لتجاوز عقبة كرواتيا خلال المباراة التي جمعتهما مساء يوم الثلاثاء على استاد "لوسيل".
وحقق المنتخب الأرجنتيني فوزا كبيرا على حساب نظيره الكرواتي، بثلاثية دون رد، ليتأهل للمباراة النهائية منتظرا الفائز من مواجهة فرنسا والمغرب.
وشهدت المباراة تألقا لافتا من ميسي الذي نجح في تسجيل الهدف الأول من ركلة جزاء بالدقيقة 34 وصنع الهدف الثالث الذي سجله جوليان ألفاريز.
وفيما يلي تستعرض "العين الرياضية" خلال السطور التالية، أبرز النقاط الفنية من مباراة الأرجنتين وكرواتيا في كأس العالم 2022.
استنزاف بدني
ظهر المنتخب الكرواتي بمستوى بدني متراجع خلال مواجهة الأرجنتين، وذلك نتيجة خوض الأشواط الإضافية خلال المباراتين الماضيتين ضد اليابان والبرازيل.
صحيح أن منتخب كرواتيا ظهر بقوة كبيرة في النصف ساعة الأولى واستحوذ على الكرة، ولكنه فشل مجاراة عناصر الأرجنتين على المستوى البدني حتى نهاية المباراة.
ويعود ذلك إلى تقدم أغلب لاعبي المنتخب الكرواتي في العمر وعلى رأسهم القائد لوكا مودريتش الذي يبلغ من العمر 37 عاما، وذلك على عكس النسخة الماضية التي أقيمت في روسيا 2018، وشهدت خوضه للأشواط الإضافية في 3 مباريات متتالية.
هدف في توقيت مذهل
الهدف الأول الذي سجله المنتخب الأرجنتيني جاء في توقيت مذهل، حيث بدأ منتخب كرواتيا في التراجع البدني فضلا عن غياب التركيز وانشغال جميع عناصره بالتقدم للأمام، ليذهب ألفاريز بانفراد تام بمرمى الكروات، ليحصل على ركلة جزاء.
ذلك الهدف أسهم في تسيد المنتخب الأرجنتيني للمباراة بعد النصف ساعة الأولى، وهو ما جعل منتخب كرواتيا يظهر بشكل مغاير تماما.
وبدأت جميع عناصر كرواتيا في التقدم للأمام ونسيان الواجبات الدفاعية والهجومية، الأمر الذي أظهر مساحات كبيرة في منتصف الملعب وخلف الظهيرين وقلبي الدفاع.
ميسي العبقري
قدم ميسي واحدة من أفضل مبارياته في السنوات الأخيرة، حيث أنه هو المتسبب الأول في خروج المباراة بهذه النتيجة، بسبب قدرته الكبيرة على إدارة وصناعة اللعب.
ميسي هو المحرك الأول لبناء الهجمة للمنتخب الأرجنتيني بداية من منتصف الملعب وذلك على مدار البطولة وليس هذه المباراة فقط، ولكنه ظهر بشكل مختلف أمام كرواتيا بسبب رغبته في الظفر بالمواجهة مبكرا.
ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين لعب المباراة بطريقة 4-4-2 على عكس المباريات الماضية والتي ظهر خلالها بخطة 4-2-3-1، وكان الغرض من ذلك السيطرة على منتصف الملعب بـ4 لاعبين وإعطاء ميسي حرية كاملة في التنقل داخل الملعب.
ميسي الذي ظهر في أغلب المباريات بوسط الملعب وابتعد عن الطرف الأيمن مركزه المُفضل والذي صنع نجوميته، عاد إليه في مباراة كرواتيا على فترات مختلفة، حيث سحب لاعبين أو 3، مما أعطى لزملائه مساحة كبيرة في الثلث الأخير بالعمق وهو ما صنع خطورة كبيرة على مرمى الخصم.
جوليان ألفاريز المهاجم الشاب الذي سجل هدفين هو من ساعد ميسي على الظهور بهذا الشكل المميز، بسبب قوته وسرعته الكبيرة في الضغط على الدفاع الكرواتي، مما أعطى "البرغوث" حرية كبيرة في استغلال الأخطاء وقد حدث ذلك أكثر من مرة.
وعلى الرغم أن ميسي لا يركض كثيرا بحكم التقدم في العمر، إلا أنه كان أخطر عنصر في المباراة، وخاصة عند امتلاك الكرة في أي منطقة بالملعب، وظهر ذلك خلال الهدف الثالث الذي صنعه لجوليان عندما قام بمجهود فردي مذهل من الجهة اليمنى قبل أن يخترق إلى داخل منطقة الجزاء ممرا الكرة لألفاريز الذي وضعها في الشباك.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز