أبل تنافس ميتا بنظارات «أطلس» الذكية
تقوم "أبل" حالياً بدراسة فرص التوسع في سوق النظارات الذكية، من خلال تقييم المنتجات المتوفرة حالياً، مما يمهد لها الطريق لدخول هذه الفئة المتنامية على غرار شركة "ميتا".
وتعمل الشركة على فهم أوجه القوة والضعف في السوق بهدف تطوير منتج خاص بها قد يغير قواعد المنافسة.
- عن طريق هواتف آيفون وAirPods Pro 2.. أبل تتيح إجراء اختبار ضعف السمع
- كيف أدارت منصات التواصل الاجتماعي معركة الانتخابات الأمريكية؟
وقد تطلق ميتا منتجها الجديد تحت اسم "أطلس"، وقد تضع هذه المبادرة "أبل" على الطريق نحو منافسة قوية مع الشركات الكبرى الأخرى.
وبحسب موقع "Robb Report"، بدأت شركة "أبل" مؤخرا المبادرة التي تحمل الاسم الرمزي "أطلس"، حيث تم إطلاقها الأسبوع الماضي لجمع آراء موظفي الشركة حول مفهوم النظارات الذكية.
ووفقا لمصادر مطلعة على الموضوع، من المقرر أن تعقد الشركة اجتماعات إضافية في المستقبل القريب للتركيز بشكل أكبر على تطوير هذا المقترح.
وتشرف على الدراسات الحالية وحدة جودة نظم المنتجات في "أبل"، التي تعد جزءا من قسم هندسة الأجهزة بالشركة.
وطلبت المصادر التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها حفاظا على سرية المعلومات.
وأوضح الفريق في رسالة بريد إلكتروني تم إرسالها إلى مجموعة مختارة من الموظفين في مقر "أبل" في كوبرتينو، كاليفورنيا، أن "اختبار وتطوير منتجات يحبها الجميع يعد جزءا أساسيا من عملنا في "أبل".
ولذلك، نحن بصدد البحث عن مشاركين للانضمام إلى دراسة حول النظارات الذكية المتوفرة حاليا في السوق".
عندما تفكر شركة "أبل" في إطلاق فئة جديدة من المنتجات، فإنها غالبا ما تنظم مجموعات تركيز سرية لجمع آراء الناس حول المنتجات المتاحة حاليا في السوق.
وعادة ما تستعين الشركة بموظفيها للمشاركة في هذه الدراسات بدلا من العملاء، وذلك لتفادي الكشف المبكر عن خططها للجمهور. وقد رفض ممثل عن "أبل" التعليق على الموضوع.
أبحاث أبل
أفادت "بلومبرغ نيوز" الشهر الماضي بوجود دراسة داخلية أخرى تجريها شركة "أبل"، حيث اختبرت الشركة تطبيقاً مخصصاً لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري.
ويهدف التطبيق إلى تتبع مستويات السكر في الدم بالإضافة إلى النظام الغذائي للمستخدمين.
وتشير الدراسة الأخيرة إلى أن شركة "أبل" تمضي قدما في تطوير نظاراتها الذكية الخاصة، مما يعزز التكهنات حول دخولها سوق الأجهزة القابلة للارتداء.
وأفادت "بلومبرج" في تقارير سابقة أن "أبل" تفكر في إطلاق منتج يهدف إلى منافسة نظارة "راي بال" التي تنتجها شركة "ميتا".
ورغم أن المشروع يخطو خطوات ثابتة نحو التنفيذ، إلا أن إطلاق المنتج الفعلي قد يستغرق عدة سنوات قبل أن يصبح واقعاً.
ومن المرجح أن توجه هذه الأبحاث شركة "أبل" فيما يتعلق بالميزات التي يجب تضمينها في نظاراتها، وتساعد في تحديد طرق استخدام التقنية.
ويعد تطوير جهاز يرتدى على الوجه تحدياً كبيراً لشركة "أبل"، خاصة بعد إطلاقها لسماعة "أبل فيجين برو" (Vision Pro) في فبراير الماضي، والتي تمتاز بسعر مرتفع يبلغ 3499 دولاراً.
وعلى الرغم من التقنيات المتقدمة التي تتمتع بها السماعة، إلا أنها تعتبر ضخمة ومكلفة للغاية، مما يجعل من غير المحتمل أن تصبح منتجاً رئيسياً للعلامة التجارية في المستقبل القريب.
نجاحات ميتا
لسنوات، كانت شركة "أبل" تسعى لتطوير نسخة خفيفة الوزن من جهاز الواقع المعزز، يكون قابلاً للارتداء طوال اليوم وربما يحل محل جهاز "آيفون" في المستقبل. ومع ذلك، واجهت الشركة العديد من التحديات التقنية التي عطلت تقدم هذا المشروع.
ومن ناحية أخرى، حققت شركة "ميتا" نجاحاً من خلال تقديم صيغة أبسط لنظاراتها الذكية، التي تأتي بسعر 299 دولاراً وتم تطويرها بالتعاون مع مجموعة "لوكسوتيكا" (Luxottica).
وعلى الرغم من أنها ليست نظارات واقع معزز حقيقية ولا تعرض معلومات مباشرة على الزجاج، إلا أنها توفر للمستخدمين مجموعة من الميزات المفيدة مثل تصوير الفيديو، إجراء المكالمات الهاتفية، وطرح الأسئلة على مساعد الذكاء الاصطناعي.
والآن تسعى "أبل" لابتكار شيء مماثل. قد يتضمن نهجها إنتاج نظارات ذكية تعمل بنفس طريقة سماعات "إيربودز" الشهيرة، مما قد يوفر بطارية أطول، ومستشعرات، وتقنيات صوت محسنة.
نماذج أولية
وفي المقابل، تعمل الشركات المنافسة على تكثيف جهودها في هذا المجال. فقد قدمت كل من "ميتا" و"سناب" مؤخراً نماذج أولية لنظارات الواقع المعزز، التي تهدف إلى دمج العالم الحقيقي مع طبقات رقمية تشمل الألعاب، الرسائل النصية، والتطبيقات.
ورغم ذلك، لن تكون هذه المنتجات جاهزة للاستخدام من قبل المستهلكين في الوقت القريب، حيث تركز النماذج الحالية بشكل أساسي على تشجيع مطوري التطبيقات على تبني هذه الفكرة وتطوير محتوى مناسب لها.
كما تخطط "أبل" أيضاً لإعادة تصميم سماعة "فيجين برو" بهدف جذب قاعدة أوسع من المستخدمين.
ورغم أن هذا الجهاز يعتبر مثالياً لمشاهدة الفيديوهات وأداء الأعمال المكتبية، إلا أن وزنه الثقيل وسعره المرتفع بالإضافة إلى المحتوى المحدود تجعله منتجاً متخصصاً يصعب أن يلقى قبولاً واسعاً بين الجمهور.
وتعمل شركة "أبل" حالياً على تطوير نسخة أقل تكلفة من سماعة "فيجين برو"، باستخدام مكونات أرخص لتلبية احتياجات جمهور أوسع.
كما تدرس الشركة إمكانية تصميم جهاز يعتمد على هاتف "آيفون" لتنفيذ العديد من الميزات والمعالجة الحاسوبية، مما سيجعله أقرب إلى ملحق تكميلي للأجهزة التي يمتلكها المستخدمون بالفعل.