سهم "فيسبوك" يطعن "ميتا" الأم والمستثمرين.. لعنة افتراضية وخسائر فادحة
صدم سهم فيسبوك (المملوك لميتا) المستثمرين بعد نشره انخفاضا نادرا في الأرباح، مدفوعا بالإنفاق الضخم على رؤية ميتا لما يسمى بميتافيرس.
يأتي هذا في الوقت الذي تواجه فيه شركة ميتا تحديات الإعلان على شبكتها الحالية. تلك الصدمة عبر عنها المستثمرون من خلال تراجع أسهم Meta بأكثر من 20%.
انخفاض في الربع الرابع
وسجلت ميتا، التي كانت تُعرف سابقا باسم Facebook، صافي دخل قدره 10.3 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، بانخفاض 8% عن نفس الفترة من العام السابق وأقل من توقعات محللي وول ستريت.
جاء انخفاض الأرباح في الوقت الذي تستثمر فيه ميتا بكثافة في تقنيات VR وAR التي تعتقد أنها ستساعد في بناء عالم الميتافيرس (metaverse)، وهو شكل غامر للإنترنت حتى الآن، والذي حدده الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج على أنه مستقبل الشركة.
في الوقت نفسه، تكافح Meta تغييرا في نظام التشغيل iOS من Apple والذي أثر بشكل كبير على أعمالها الإعلانية الأساسية.
وسجلت Meta خسارة تجاوزت 10 مليارات دولار لهذا العام في وحدة الواقع المعزز والواقع الافتراضي، Reality Labs، وهي المرة الأولى التي تُبلغ فيها عن بيانات مالية للوحدة.
هذا النقص المفاجئ في الأرباح، مع الخسارة الكبيرة في قيمة الأسهم جعل البعض يشكك في استمرار ميتا في سياستها بشأن الاستثمار في تلك التقنية.
وفي هذا الإطار حذر ديف وينر المدير المالي سابقا من أن الاستثمارات في Reality Labs ستقلل من إجمالي أرباح التشغيل للشركة في عام 2021 بنحو 10 مليارات دولار.
تحقيق إيرادات
وفي الوقت الذي جلبت فيه تلك الوحدة تلك الخسائر لميتا فأنها تمكنت ايضا من تحقيق 2.3 مليار دولار فقط كعائدات خلال عام 2021.
وعن هذا يقول توم جونسون، كبير المسؤولين الرقميين العالميين في وكالة الإعلام Mindshare Worldwide "سينظر المستثمرون إلى هذه الأرقام عن كثب كمؤشر أول على المدى البعيد عن Metaverse من كونه حقيقة مربحة".
تحد آخر
وبجانب تحدي أعمال وحدة الميتافيرس التابعة للشركة، أفصحت ميتا عن تباطؤ النمو في أعمالها الإعلانية الأساسية ، والتي لا تزال تشكل حوالي 99.5 ٪ من إجمالي إيراداتها.
ورغم نمو عائدات الإعلانات خلال الربع الاخير من العام الماضي بنسبة 20٪ على أساس سنوي لتصل تلك العائدات إلى 32.6 مليار دولار إلا أن هذا المعدل هو أبطأ نمو سجلته لهذا العام.
وجعلت تغييرات iOS الإعلانات المستهدفة أكثر صعوبة. كما فشلت الشركة أيضًا في تنمية قواعد المستخدمين النشطين يوميًا أو شهريًا على Facebook اعتبارًا من الربع الثالث، وهي خسارة غير عادية للشركة.
وبلغ إجمالي إيرادات الشركة لهذا العام ما يقرب من 118 مليار دولار، وهي المرة الأولى التي تتجاوز فيها إيراداتها السنوية 100 مليار دولار.
كما شاركت Meta أيضا توقعات تقريبية للربع القادم، قائلة إنها تتوقع نمو الإيرادات فقط بين 3٪ و 11٪ بسبب "الرياح المعاكسة لنمو الظهور والسعر" في أعمالها الإعلانية. وأضافت أن منصاتها تواجه منافسة متزايدة.
وتأتي النتائج المخيبة للآمال أيضًا بعد أشهر من التغطية الإخبارية الهامة وجلسات الاستماع مع المشرعين فيما يتعلق بأوراق فيسبوك، وهي سلسلة من عمليات الخروج من كبار المسؤولين التنفيذيين مؤخرًا، ووسط محادثات من قبل المنظمين حول كيفية اتخاذ إجراءات صارمة ضد عملاق التكنولوجيا.
قال سكوت كيسلر، قائد القطاع العالمي لشركة Third Bridge، إنه في عام 2022 بأكمله "قد تحقق Meta نموًا في الإيرادات من رقم واحد فقط". "وهذا قبل أي تطورات وإجراءات قانونية وتنظيمية أخرى. يبدو أن العديد من [المستثمرين] يعيدون التقييم في الوقت الفعلي".
مشاكل مع أبل
وألقى المسؤولون التنفيذيون في Meta باللوم في المقام الأول على تغييرات Apple في نظام التشغيل iOS، والتي جعلت من الصعب استهداف الحملات الإعلانية وقياس أدائها، بسبب تحديات الأعمال الإعلانية.
وقالت مديرة العمليات في Facebook شيريل ساندبرج، أمس، إن Meta قد حسنت قدرتها على قياس أداء الإعلان منذ التغييرات، ولكن في الغالب للعملاء الكبار. تعتمد Meta بشكل كبير على الإعلانات من عدد لا يحصى من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
كما ذكر المدير المالي لشركة Meta Dave Wehner إن التضخم واضطرابات سلسلة التوريد تؤثر سلبا على ميزانيات المعلنين.
يكافح موقع Facebook أيضا من أجل زيادة أعداد المستخدمين، الأمر الذي له آثار مضاعفة على نشاطه الإعلاني لأنه يعني عددا أقل من الأشخاص لعرض الإعلانات لهم حيث كان من بين الأسباب التي قدمها المسؤولون التنفيذيون لركود نمو المستخدمين كانت الخدمات المتنافسة، خاصة بين المستخدمين الأصغر سنًا.
ويتحول مستخدمو Meta أيضا إلى الانخراط بشكل أكبر مع منتجات الفيديو مثل Instagram Reels، والتي يصعب تحقيق الدخل منها أكثر من المنتجات الأخرى.
ومؤخرا حذر زوكربيرج من أن المنافسة من شركة TikTok المنافسة، التي تحظى منتجات الفيديو ذات الشكل القصير بشعبية أكبر من Meta، تؤثر على قدرة الشركة على تحقيق المزيد من الدخل.
ميتا تعول على قطاعات أخرى
وفي ظل تلك التحديات فإن شركة ميتا تسعى الآن لحجز مقعدها في سوق الإلكترونيات الداعمة للواقع المعزز، حيث تقدر عائدات وحدة الواقع المعزز للشركة بنحو 877 مليون دولار خلال الربع الأخير. فمثلا تشكل سماعات Meta Quest الغالبية العظمى من الأجهزة التي يشتريها المستهلكون. فحتى الآن أعطت تقديرات المحللين المستندة إلى تتبع شحنات سماعات الرأس أفضل مؤشر على مبيعات سماعات الرأس.
كما تشير تقديرات إلى شركة ميتا باعت 10 ملايين نظارة رأس Oculus Quest 2 خلال نفس الفترة.