أبرز المرشحين في انتخابات الرئاسة المكسيكية.. بينهم امرأتان
يتوجه المكسيكيون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد في انتخابات تاريخية هي الأولى، التي يتوقع أن يختاروا خلالها أول رئيسة للبلاد.
ورغم تركز السباق الرئاسي الأمريكي بين رجلين -جو بايدن ودونالد ترامب- تضع انتخابات المكسيك مهندسة يهودية في مواجهة سيدة أعمال من السكان الأصليين تعمل في مجال التكنولوجيا وعضو في الكونغرس من جيل الألفية، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ويستعد نحو مليون ناخب الأحد في المكسيك لاختيار أول رئيسة في تاريخ أكبر دولة ناطقة بالإسبانية في العالم، وحيث تُسجّل الأمم المتحدة ما بين تسع وعشر حالات قتل لنساء يوميا.
المرشحة الأولى هي كلوديا شينباوم (61 عاما)، وهي عمدة سابقة لمدينة مكسيكو سيتي، وتتقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي على منافسها سوتشيتل غالفيز.
وتعد شينباوم بمواصلة برامج الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، مؤسس حزب مورينا وأيقونة اليسار منذ فترة طويلة.
كلوديا شينباوم
حصلت شينباوم على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، التي تشكل ساحة تدريب تقليدية للقادة المكسيكيين، وأجرت أبحاث الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في بيركلي لعدة سنوات في التسعينيات.
وقد نشرت العشرات من المقالات الأكاديمية حول الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة، وأسهمت في تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي فازت بجائزة نوبل للسلام في عام 2007.
وفي حال انتخابها، ستكون شينباوم أول رئيس يهودي لدولة المكسيك ذات الأغلبية الكاثوليكية.
في عام 2004، هزت فضيحة عائلة شينباوم عندما ظهر مقطع فيديو يظهر زوجها، الذي كان مسؤولاً في مكسيكو سيتي آنذاك، وهو يتلقى حقيبة أموال من رجل أعمال مرتبط بالفساد. واتهم الزوج بانتهاك قانون الانتخابات، لكن تمت تبرئته فيما بعد. وانفصل الزوجان في النهاية.
في عام 2015، أصبحت شينباوم حاكمة لمدينة تلالبان، في جنوب مكسيكو سيتي. وبعد ثلاث سنوات، ومع فوز لوبيز أوبرادور بالرئاسة تم انتخابها عمدة للعاصمة. وهي معروفة بأنها قادرة على حل المشكلات بدقة، وهي شديدة الولاء للرئيس.
وقد وعدت شينباوم باتباع سياسات لوبيز أوبرادور المتمثلة في زيادة المساعدات للمكسيكيين الفقراء وتعزيز دور الحكومة في قطاع الطاقة. لكنها تريد إعادة توجيه البلاد نحو الطاقة المتجددة، والاعتماد بشكل أكبر على الشرطة والحرس الوطني -بدلا من الجيش- للحد من العنف والجريمة.
سوتشيتل غالفيز
تمثل غالفيز، 61 عاما، ائتلافا من أحزاب المعارضة من يمين الوسط ويسار الوسط. وهي مديرة تنفيذية في مجال الأعمال، وتخوض الانتخابات على قائمة حزب العمل الوطني المحافظ.
نشأت غالفيز في بلدة ريفية في ولاية هيدالغو بوسط البلاد، وهي ابنة لأب من سكان أوتومي الأصليين وأم مختلطة الأعراق. وجعلت من قصة حياتها ركنا رئيسيا لحملتها. عندما كانت فتاة كانت غالفيز تبيع أكواب الجيلي والتاماليس في الشارع لدعم أسرتها. وتقول إن والدها، مدرس، كان يشرب الخمر بكثرة ويسيء معاملة والدتها التي تعيش في المنزل.
في سن السادسة عشرة انتقلت غالفيز إلى أحد أحياء الطبقة العاملة بمفردها إلى مكسيكو سيتي، ووجدت عملاً كمشغلة هاتف، وسرعان ما تم قبولها في جامعة المكسيك، ودرست هندسة الكمبيوتر.
أسست جالفيز شركتين للتكنولوجيا تساهمان في تصميم وصيانة المباني "الذكية" الموفرة للطاقة.
وفي عام 2000، عينها الرئيس المنتخب حديثا فيسنتي فوكس، من حزب العمل الوطني، لرئاسة لجنة اتحادية تشرف على شؤون السكان الأصليين. تم انتخابها في النهاية حاكمة لمنطقة ميغيل هيدالغو في مكسيكو سيتي، وفي عام 2018 أصبحت عضوًا في مجلس الشيوخ المكسيكي.
وتقوم حملتها على معالجة الجريمة، وتعزيز مؤسسات المراقبة الحكومية التي تم إنشاؤها خلال التحول الديمقراطي، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وجذب المزيد من الشركات لتقريب إنتاجها من السوق الأمريكية.
خورخي ألفاريز ماينز
ماينز، 38 عاما، مرشح محتمل ويمثل حزبا صغيرا ولكنه آخذ في الانتشار يسمى "حركة المواطنين". وقد ركز النائب الفيدرالي حملته على أصوات الشباب، ويصور نفسه باعتباره المرشح الوحيد القادر على تغيير "السياسة المكسيكية القديمة".
نشأ ماينز في ولاية زاكاتيكاس الشمالية وحصل على شهادة في العلاقات الدولية من الجامعة اليسوعية، معهد التكنولوجيا والدراسات العليا للغرب. وفي عمر 25 عاما أصبح نائبا للولاية عن الحزب الثوري المؤسسي الحاكم، وبعد ثلاث سنوات استقال من الحزب الثوري المؤسسي وانضم إلى حزب حركة المواطنين الوسطي.
وقد قفز إلى السباق الرئاسي في يناير/كانون الثاني بعد انسحاب المرشح الرئاسي الأكثر شعبية في الحزب، صامويل جارسيا، حاكم ولاية نويفو ليون الشمالية.
تحديات كبيرة
ستكون مكافحة عنف الكارتيلات والعصابات التحدي الأول للرئيسة المستقبلية، وفقا لمايكل شيفتر الباحث في مركز "ديالوغو إنترأميريكانو" للبحوث ومقره في واشنطن.
في المجموع، قُتل نحو 450 ألف شخص في المكسيك منذ عام 2006 عندما أرسل الرئيس السابق فيليبي كالديرون الجيش لمحاربة العصابات.
وسيكون على الرئيس أو الرئيسة المنتخبة أيضا تعزيز دولة الرفاهية الاجتماعية في سياق ميزانية آخذة في التدهور، إذ تشير التوقعات إلى عجز بنسبة 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، وهو الأكبر منذ عقود.
وسيتعين عليها كذلك إدارة العلاقة الثنائية الحساسة والمعقدة مع الولايات المتحدة، خصوصا فيما يتعلّق بقضايا شائكة مثل تهريب المخدرات والهجرة عبر الحدود.
ويفترض أن يعاود البلدان التفاوض في عام 2026 بشأن معاهدة التجارة الحرة التي توحدهما مع كندا.