بعد اكتشاف الألغام.. الفئران تنتشل العالقين تحت الأنقاض
يعمل فريق من منظمة "APOPO" البلجيكية في تنزانيا على تدريب الفئران للمساعدة في عمليات الإنقاذ بعد وقوع الزلازل وتحطم المباني.
ويشير القائمون على هذا المشروع إلى أن الفئران لديها حاسة شم مماثلة للكلاب، وهي قابلة للتدريب. لكن هذه الحيوانات تتميز بأنها أصغر مقارنة بالكلاب، ما يساعدها على الدخول إلى أماكن ضيقة تحت الركام للوصول إلى البشر العالقين وتحديد أماكنهم.
ويتدرج التدريب على مراحل متعددة: فأولا يجب تدريب الجرذ على العودة إلى نقطة الانطلاق، ثم يدرب على حمل كرة مطاطية داخل حقيبة الظهر الخاصة به. وتصدر هذه الكرة أصواتا تساعد رجال الإنقاذ في الميدان. وفي المرحلة الأخيرة، يبدأ المدربون بتوجيه الجرذان صوب الأشخاص المستهدفين.
والهدف النهائي من هذا التدريب هو أن يذهب الجرذ إلى الضحية، ويضع الكرة إلى جانبه، ثم يعود أدراجه إلى حيث انطلق عندما تبدأ الكرة بإصدار صوت الإنذار، وبهذه الطريقة يمكن لرجال الإنقاذ أن يحددوا أماكن الأشخاص العالقين تحت الركام.
يذكر أن منظمة "APOPO" عملت سابقا على تدريب الجرذان لاكتشاف الألغام، ما ساعد بتطهير جزء كبير من أراضي تنزانيا. ولم يكن تفكيك الألغام هو المهمة الوحيدة التي تبرع فيها الجرذان المدربة، بل المنظمة وظفتها أيضا في مجال الكشف عن مرض السل.
وفي أحد مختبرات جامعة سوكوين في تنزانيا، يجول الجرذان سوكوين وفيولت من أنبوب اختبار إلى آخر لتشخيص مرض السل الذي يودي بحياة مليون و500 ألف شخص سنويا. وهذان الجرذان أتما مرحلة التمرين، وبدأ العمل الفعلي.
وعلى مدى يوم كامل، يشتم الجرذان عينات مأخوذة من المرضى يرسلها 29 مستشفى في المنطقة، لتشخيص الإصابة بالمرض لحالات ربما تكون أفلتت من التشخيص المخبري العادي.
ويبدو أن استخدام الجرذان في مهمات دقيقة كهذه غير منطقي في نظر الكثيرين، ولا يحظى تشخيص السل بواسطتها بإقرار منظمة الصحة العالمية. لكن المنظمة البلجيكية تؤكد أن الجرذان أثبتت كفاءتها في العثور على الألغام بسرعة تفوق بكثير الطرق العادية، وفي تشخيص الإصابة بمرض السل بدقة أكبر من المختبرات.
وتملك منظمة "أبوبو" 222 جرذا كبيرا، منها 108 تشارك فعلا في نزع الألغام في أنجولا وموزمبيق وكمبوديا، و42 منها تعمل في تشخيص مرض السل في تنزانيا وموزمبيق.
ويقول مسؤولو المنظمة "يستطيع الكلب أن يتعلم القيام بمهمات متعددة ومعقدة، أما الجرذ فيمكنه القيام بمهمة متكررة". وكلما كان الجرذ أصغر، كان من الأسهل نقله وإطعامه وتوفير مكان لوضعه فيه.
وفي ماروغورو في تنزانيا، تخضع الجرذان لتدريبات تمتد على تسعة أشهر لتتعرف على المادة المتفجرة "تي إن تي"، وكذلك يتطلب الأمر الوقت نفسه للتدريب على التعرف على مرض السل. وحين يشير الجرذ إلى العينة المصابة وينبش الأرض تحتها، يقرع المدرّب جرسا صغيرا إيذانا بمكافأته بجرعة طعام من الموز والزبدة والبندق.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDMuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز