0-10.. لاودروب يحسم الكلاسيكو لبرشلونة وريال مدريد
كيف صنع الدنماركي مايكل لاودروب مجدا شخصيا بمشاركته في مباراتي كلاسيكو بقميصي برشلونة وريال مدريد؟
يعد الدنماركي مايكل لاودروب أحد اللاعبين القلائل عبر التاريخ الذين ارتدوا قميصي الغريمين الأزليين في كرة القدم الإسبانية، برشلونة وريال مدريد.
ويملك لاودروب سابقة تاريخية خاصة به، إذ إنه الوحيد الذي فاز في الكلاسيكو مع برشلونة بنتيجة 5-0، قبل أن يكرر الانتصار نفسه بقميص الفريق الملكي.
فريق الأحلام
بداية لاعب الوسط الدنماركي التاريخي مع كرة القدم الإسبانية بدأت في عام 1989، حين انضم للعملاق الكتالوني قادما من يوفنتوس الإيطالي، ليقضي ضمن صفوف "البلوجرانا" 5 مواسم متتالية جعلت منه أحد أساطير النادي.
مثّل لاودروب ضلعا أساسيا في هيكل الفريق الأسطوري للبارسا في أوائل التسعينيات تحت قيادة أيقونة النادي يوهان كرويف، الجيل الذي توج بأول لقب دوري أبطال أوروبا في تاريخ برشلونة عام 1992، فضلا عن العديد من النجاحات الأخرى.
في عام 1993 تعاقد برشلونة مع البرازيلي روماريو، ليصبح كرويف في وضع حرج بعد أن بات مضطرا لإشراك 3 لاعبين فقط من بين 4 لاعبين أجانب في قائمة الفريق وفقا للوائح الاتحاد الإسباني لكرة القدم في ذلك التوقيت.
الرباعي الأجنبي في ذلك التوقيت شمل بخلاف لاودروب وروماريو، الهولندي رونالد كومان أسطورة الدفاع في البارسا والهداف التاريخي للمدافعين بالنادي، بالإضافة إلى لاعب الوسط البلغاري خريستو ستويتشكوف، أحد أفضل لاعبي الفريق عبر التاريخ.
خماسية تاريخية
وخلال كلاسيكو الدوري الإسباني في النصف الثاني من موسم 1993-1994، اختار كرويف الإبقاء على لاودروب كبديل في المباراة التي انتهى شوطها الأول بتقدم برشلونة بهدفين لكومان ورماريو.
ومع انطلاقة الشوط الثاني، دفع كرويف بلاوردوب على حساب ستويشكوف، ليضيف برشلونة 3 أهداف أخرى عن طريق روماريو ولاودروب وإيفان إجليسياس ليخرج الفريق بانتصار تاريخي بخماسية دون رد.
بعد المباراة، تغنت الصحافة الإسبانية بفوز برشلونة الكبير، وقال لاودروب في تصريحات صحفية وقتها: "النتيجة مذهلة، أتذكر كل شيء في المباراة، كان وقتا رائعا، واصلنا التسجيل وكان من الصعب التوقف عن ذلك، كل شيء كان رائعا".
قرار الرحيل وبكاء جوارديولا
على الرغم من أن لاودروب كان أحد اللاعبين المفضلين لدى جماهير البارسا، إلا أن رحلته مع النادي كانت على وشك الانتهاء بعد هذا الكلاسيكو، إذ كان عقده على وشك النفاد، فضلا عن توتر علاقته مع كرويف.
وكان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1994 الذي خسره برشلونة أمام ميلان برباعية دون رد في أثينا باليونان وغاب عنه لاودروب بسبب قواعد إشراك اللاعبين الأجانب، بمثابة إعلان انتهاء فريق الأحلام للبلوجرانا ورحيل الدنماركي.
في ذلك التوقيت، فكر لاودروب في خطوته التالية، وكان لديه عدة عروض من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه في النهاية قرر الاستقرار في إسبانيا لتعوده على أسلوب اللعب هناك ليقرر الانضمام لريال مدريد الذي رأى في هذه الصفقة ضربة قوية لغريمه.
وقالت العديد من التقارير الصحفية الإسباني، إن بيب جوارديولا لاعب برشلونة آنذاك والذي أصبح مدربا أسطوريا للفريق لاحقا، كان غاضبا للغاية وقت رحيل لاودروب إلى درجة تصل إلى البكاء، وقال البعض إن بيب توسل إلى زميله في الفريق للبقاء في ملعب كامب نو، لكن لاودروب حسم قراره بالفعل.
اختيار الريال
ويقول لاودروب عن قراره بالرحيل "بعد الهزيمة أمام ميلان عرفت أن برشلونة سيستمر في المعاناة خلال الموسم التالي، وشعرت أن الفريق الذي منحني الكثير من السعدة يقترب من نهايته".
وعن اختياره الريال، صرح: "كان بإمكاني أن أذهب إلى بلد آخر، وكان لدي عدة عروض، لكنني كنت في الثلاثين من عمري، والكل كان يعرفني في إسبانيا، في تلك اللحظة شعرت أن اقتراح ريال مدريد هو الأفضل بالنسبة لي، ولهذا السبب قبلت".
ويبدو أن لاودروب كان محقا تماما في رؤيته، إذ كافح برشلونة بالفعل في موسم 1994-1995، وهو الموسم الذي شهد ازدهار ريال مدريد.
خماسية جديدة
بعد عام واحد من خماسية برشلونة للريال على ملعب كامب نو، كان على الفريق الكتالوني أن يسافر لملعب "سانتياجو برنابيو" لمواجهة زميلهم السابق للمرة الأولى منذ انضمامه للفريق الملكي لكن هذه المرة كان أساسيا مع "الميرنجي".
يقول لاودروب عن هذه المباراة: "في غرفة تبديل الملابس في مدريد، كان لاعبو الريال حريصين للغاية على الانتقام من برشلونة، كان هناك أجواء خاصة بالفعل".
جاء الهدف الأول للريال في المباراة بعد 5 دقائق فقط، إذ قاد لاودروب هجمة منظمة قبل أن يمرر لراؤول الذي بدوره مرر للمهاجم التشيلي الشهير إيفان زامورانو الذي افتتح التسجيل ليحتفل بصخب، في الوقت الذي فضل فيه لاودروب الهدوء احتراما لفريقه السابق.
قدم لاودروب واحدة من أفضل مبارياته، وهو ما ظهر في أحد مقاطع الفيديو على موقع "يوتيوب" الذي ظهر خلاله جوارديولا ساخطا بسبب عدم قدرته على قطع الكرة من زميله السابق بدون أن يرتكب خطأ ضده.
هدوء لاودروب لم يستمر كثيرا، حيث بعد صناعته الهدف الثالث الذي سجله زامورانو أيضاً، استمر في الركض قبل أن يقفز للأعلى وكأنه يقول إنه أثبت صحة وجهة نظره، التي أثبتها أيضاً الشوط الثاني من المباراة والذي شهد هدفين آخرين للريال لتنتهي المباراة بخماسة دون رد.
يحكي لاودروب عن فوزه بالكلاسيكو مع الريال، قائلاً إنه بعد دخوله إلى غرفة الملابس عقب المباراة، وجد أنخيل كابا، مساعد مدرب ريال مدريد في ذلك الوقت ينتظره، وحينما قدم إليه ابتسم وقال له "لقد فزت 10-0".