لماذا تخلت «مايكروسوفت» عن مراقبة «أوبن إيه آي»؟
تخلت مايكروسوفت عن مقعدها كمراقب في مجلس إدارة «أوبن إيه آي»، بينما تدرس هيئات أوروبية وأمريكية ما إذا كانت شراكة الطرفين تنتقص من قانون المنافسة.
يأتي القرار في وقت يتزايد فيه تدقيق منظمين لمكافحة الاحتكار العالميين على سيطرة شركات التكنولوجيا الكبرى على الذكاء الاصطناعي.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أرسلت مايكروسوفت خطاباً إلى «أوبن إيه آي»، تعلن فيه انسحابها من المجلس، بعد استثمارها 13 مليار دولار في الشركة.
وكانت مايكروسوفت قد حصلت على مقعد مراقب بدون حق تصويت في مجلس إدارة «أوبن إيه آي» في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد أن استعاد الرئيس التنفيذي سام ألتمان إدارة الشركة التي تدير برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي (تشات جي بي تي).
هذا المقعد يسمح لمايكروسوفت بحضور اجتماعات مجلس الإدارة والوصول إلى معلومات سرية دون حقوق التصويت على القرارات مثل انتخاب المديرين أو اختيارهم.
أثار مقعد المراقب واستثمار مايكروسوفت لأكثر من عشرة مليارات دولار في الشركة قلقاً بين جهات الرقابة المعنية بمكافحة الاحتكار في أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة بشأن مدى السيطرة التي تمارسها مايكروسوفت على «أوبن إيه آي».
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن أبل، التي كان من المتوقع أن تتولى دوراً مشابهاً، لن تنضم أيضاً إلى مجلس الإدارة.
وأعلن المنظمون الأوروبيون الشهر الماضي نيتهم إجراء مسح يشمل منافسي مايكروسوفت بشأن الاستخدام الحصري لـ«أوبن إيه آي» لتقنيتها.
وعزت مايكروسوفت سبب تخليها عن مقعد المراقب إلى إقامة «أوبن إيه آي» لشراكات جديدة وما شهدته من ابتكار ونمو في قاعدة العملاء منذ عودة ألتمان.
وقالت الشركة في رسالة إلى «أوبن إيه آي» بتاريخ 9 يوليو/تموز: "على مدى الأشهر الثمانية الماضية، شهدنا تقدماً كبيراً يحققه مجلس الإدارة المشكل حديثاً وواثقون من توجه الشركة. وبالنظر إلى كل هذا، لم نعد نعتقد أن دورنا المحدود كمراقب له ضرورة".
ويعكس ذلك الضغوط المتزايدة على إحدى الشركات الأكثر قيمة في العالم، التي تأمل في الاستفادة من خدمات الذكاء الاصطناعي لـ«أوبن إيه آي» في منصات بينغ، إيدج، ويندوز الخاصة بها.