بحضور غوتيريش.. ميقاتي يجدد التزام لبنان بسياسة "النأي بالنفس"
جدد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمام أمين عام الأمم المتحدة تأكيد التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس عن أي خلاف بين الدول العربية.
وقال ميقاتي: "لبنان لن يكون في مطلق الأحوال إلا عامل توحيد بين الإخوة العرب، حريصاً على أفضل العلاقات مع كل أصدقائه في العالم".
ميقاتي أشار إلى أن "لبنان تعرض لأسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية منذ تأسيسه، من أزمة النزوح السوري الكثيف، إلى جائحة كورونا، إلى أزمة اقتصادية ومالية ونقدية حادة نتجت عن عقود من ضعف في الإدارة والحوكمة وانفجار مرفأ بيروت".
وأضاف: "أعادت هذه الأزمة خلط الأولويات التنموية للبنان، بحيث أصبح تأمين الأمن الغذائي ومكافحة الفقر ودعم الفئات الضعيفة وتوفير الطبابة (الصحة) والطاقة والمياه والتعليم والنقل في أعلى سلم الأولويات التنموية، كذلك تحقيق الاستقرار النقدي".
وأكد ميقاتي أنّ "لبنان يحتاج إلى مساعدات عاجلة في المجالات المذكورة، مع إيلاء أهمية خاصة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية للجميع بشكل مستدام يتخطى القروض الميسرة، وتطوير بطاقة تموينية، مع التركيز على إيصال المساعدات إلى الفئات الأكثر فقراً، وتلك التي كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى، إضافة الى الشرائح المهمّشة".
ولفت إلى أن "لبنان يتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل، باعتبارها ركناً من أركان الديمقراطية وتحقيقاً لتطلعات الشعب اللبناني"، مؤكداً أنّ "الحكومة عازمة في هذا الصدد على إجراء الانتخابات في موعدها من دون تأخير، وسيصار في مطلع العام المقبل إلى دعوة الهيئات الناخبة للمشاركة في العملية الانتخابية".
ودعا ميقاتي إلى دعم الأمم المتحدة للانتخابات المرتقبة، قائلا: "إننا نتطلع، كما في الدورات الانتخابية السابقة، الى مؤازرة حثيثة من مؤسسات الأمم المتحدة، لتأمين إجراء هذه الانتخابات بنزاهة وشفافية".
بدوره أكد أنطونيو غوتيريش من السراي الحكومي اللبناني، أن "لبنان اليوم يفتح حدوده ليستقبل النازحين السوريين وهذا الكرم اللبناني يعود إلى أعرق الحضارات".
وقال المسؤول الأممي إن "المجتمع اللبناني يمثل نموذجاً بحدّ ذاته وعندما كنت في صغر سني أتذكر كيف كان لبنان يمثل مثالاً للتسامح الديني ولا يسعني القول إلا أن المجتمع اللبناني كان محور العالم وكان البلد الذي يتوجه إليه الأشخاص ليطوروا أعمالهم المزدهرة".
وأردف: "نعلم أنكم اليوم تواجهون وضعاً صعباً ويقع جزء من المسؤولية على اللبنانيين وجزء على الخارج، فيمكننا ذكر الاجتياح الإسرائيلي على سبيل المثال".
وأوضح أن "لبنان يتطلع لمساعدة المجتمع الدولي ما يلقي بمسؤولية كبرى على عاتقه، ويستحق لبنان هذا التضامن بين القوى الدولية".
وتحدث غوتيريش عن ضمانات حصل عليها بأن الانتخابات النيابية ستحصل وفقاً للمواعيد الدستورية، مضيفا: "سمعت التزاماً من رئيس الحكومة بإجراء الإصلاحات الإدارية والمالية اللازمة كما الاتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي بأسرع صورة ممكنة".
واسترسل قائلا: "الأزمة قيدت جهود لبنان بتحقيق التنمية المستدامة، وأريد القول إن مهمتنا هي أساساً مهمة قائمة على التضامن ويمكن التأكيد على أن لبنان في محور سياساتنا إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو على صعيد كافة الوكالات الدولية".
مضيفا: "نطلق خطة مشتركة من السراي الحكومي وهي تعكس الدعم المنوي تقديمه من قبل الأمم المتحدة، ونعلم أنكم تواجهون مرحلة صعبة لكننا نريد للبنان أن يشارك في الحوار الرامي إلى إعادة النظر في العقد الاجتماعي وسنكون في خدمتكم لضمان حصول الدعم الأقصى في هذا المجال لكي تحصل الإصلاحات".
ووصل غوتيريش، إلى لبنان أمس الأحد في زيارةٍ رسمية يلتقي خلالها مسؤولين حكوميين، إضافةً إلى عدد من القادة الدينيين وممثّلين عن المجتمع المدني.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز