بالملاعب المستدامة.. ميلان يرسم مستقبل كرة القدم في "إكسبو 2020 دبي"
سجل نادي ميلان الإيطالي مشاركة متميزة في معرض إكسبو 2020 دبي، بعدما بات الحدث الدولي أحد الشركاء البارزين للنادي خلال الفترة الأخيرة.
وكان نادي ميلان أعلن في سبتمبر/ أيلول الماضي عقد شراكة مع "إكسبو 2020 دبي"، أصبح بموجبها الحدث الدولي شريكا رسميا للفريق الإيطالي.
واستقبلت شركة طيران الإمارات، الشريك الأول والناقل الرسمي لإكسبو 2020 دبي، وفد ميلان في جناحها بالمعرض، والذي ترأسه إيفان جازيديس، الرئيس التنفيذي للنادي الذي ترعاه "طيران الإمارات" أيضا.
وضم الوفد عدداً من كبار المديرين التنفيذيين في النادي، واستمتع أعضاؤه خلال الزيارة بالفعاليات المختلفة والمتنوعة لـ"إكسبو 2020 دبي"، حيث أعرب إيفان جازيديس عن سعادته بزيارة جناح طيران الإمارات في المعرض.
وقال الرئيس التنفيذي لميلان: "يجسد الجناح الرائع روح هذه العلامة التجارية، التي تعني التميز والابتكار ورسم اتجاهات جديدة، وما تواجدنا هنا في دبي مع طيران الإمارات بعد 15 عاماً من شراكتنا سوى شاهد على العلاقة الإيجابية والمثمرة بين العلامتين التجاريتين، والتي تطورت وازدادت قوة على مر السنين".
وشارك جازيديس خلال جولته في إكسبو في حلقة نقاشية حول مستقبل كرة القدم ودورها في المجتمع، وأهمية جيل جديد من الملاعب، وأبرز منظور النادي حول كيفية تأثير البنية التحتية المستدامة إيجابياً على اللعبة وكذلك على المجتمعات المحلية.
واستند النقاش على دراسات حالة، والغوص في سبب كون الاستاد الجديد في مدينة ميلانو يعد رصيداً حاسماً لمستقبل ميلان، أحد أكثر الأندية نجاحاً في إيطاليا وأوروبا وعلى الساحة الدولية، والفائز بلقب دوري أبطال اوروبا 7 مرات، وبالدوري الإيطالي 18 مرة.
وكانت مسيرة طيران الإمارات مع ميلان بدأت منذ عام 2007، ووصلت إلى مرتبة الراعي الأول، حيث ظهر شعارها على قميص الفريق لأول مرة في موسم 2010-2011، وسوف تستمر تلك الرعاية حتى موسم 2022-2023.
الملاعب المستدامة ومستقبل كرة القدم
تحت عنوان "مستقبل كرة القدم ودورها الاجتماعي وأهمية إنشاء جيل جديد من الملاعب المستدامة: كاتدرائية جديدة في مدينة ميلان"، شارك النادي الإيطالي تجربته مع إحدى الأفكار الرائدة والتي سيكون لها دور كبير في تطور اللعبة خلال السنوات المقبلة.
وتحدث في الجلسة إيفان جازيديس، وكريستوفر لي المدير الإداري لشركة "بوبیولوس" التي تتولى تصميم الملعب الجديد لنادي ميلان، وأحمد الخطيب الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري في إكسبو 2020 دبي.
وتحدث جازيديس عن ملعب ميلان الجديد قائلا: "مرت 3 أعوام منذ بدء العملية، وسيكون الملعب مستداما بحق، ليس فقط من حيث مراعاته البيئة، وكونه أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من الملعب القديم، واعتماده على أحدث التقنيات، بل أيضا من حيث توفيره أساسا للنادي يبني عليه مستقبله".
وأضاف: "سيحتضن ملعب النادي الجديد جماهيره، وسيتحول لبيئة شاملة وآمنة ومضيافة، وإلى أساس للاستدامة المالية أيضا، بحسب ما نراه في أرجاء عالم كرة القدم، ولكل الأسباب المذكورة يُعد هذا الموضوع جوهريا بالفعل، وكلمة مستدام مهمة للغاية".
وواصل: "تفقدنا الكثير من ملاعب كرة القدم، وعرفنا كيف يبدو الملعب عالمي المستوى، لذا فإن الملعب الذي نقوم ببنائه سيكون الملعب الأفضل، والأجمل، والأشمل، والأحدث بين ملاعب أندية العالم".
إكسبو 2020 مصدر إلهام ميلان
وأوضح جازيديس أن معرض "إكسبو 2020 دبي" كان "مصدر إلهام لميلان من نواحٍ عدة، فالحدث رؤية رائعة وتفاؤلية لما يمكننا تحقيقه معا، ويعجبني ذلك لما ينطوي عليه من إلهام، وفي رأيي من الأهمية بمكان أن نضع موضوع الاستدامة الذي نشهده هنا في إكسبو 2020 دبي في المقدمة".
وأضاف: "عالمنا يواجه الكثير من المشكلات، وأرى أن إكسبو يحمل رسالة عظيمة تؤكد أن الأفراد من مختلف الثقافات والخلفيات يستطيعون العمل معا نحو غاية مشتركة، وأرى الأمر ذاته في كرة القدم، حيث يتميز الفريق بقدر كبير من التنوع والخلفيات، لكنه يقدم مثالا رائعا للأفراد الذين يعملون معا لتحقيق هدف واحد مشترك، وإكسبو 2020 دبي تجسيد عالمي مثالي لذلك".
أما كريستوفر لي، المدير الإداري لشركة "بوبیولوس" القائمة على تصميم الملعب الجديد لميلان، فتطرق إلى أهمية الاستدامة في الملاعب المستقبلية لكرة القدم، مستشهدا بالملعب الجديد للنادي الذي يحمل اسم "الكاتدرائية"؛ والذي سيكون بديلا لملعب سان سيرو التاريخي ويقع إلى جواره.
وأكد أن الاستدامة تمثل عنصرا جوهريا في تصميم الملعب، مؤكدا أن "الدرس الأهم الذي تعلمناه على مدار العامين الماضيين هو أن الاستدامة وكيفية التعامل مع بيئتنا يمثلان أهمية بالغة، وبالتالي فإننا لا نتعامل معه على أنه مجرد ملعب لكرة القدم، بل نراعي العديد من الخيارات الرائعة بداخله".
وأوضح أن تلك الخيارات تشمل التهوية الطبيعية، وتوليد الطاقة الكهروضوئية، واحتواء جميع القطع التي يُتوقع استخدامها في إنشاء الملعب على أقل نسبة ممكنة من البصمة الكربونية، بالإضافة لمحيط الملعب الذي يضم رقعة خضراء على مساحة أكبر، مما يجعله بمثابة متنزه رياضي كبير وخال من الكربون.
وأكد أن الرياضه بوجه عام، وكرة القدم بوجه خاص، ظاهرة عالمية، موضحا: "هي الشيء الذي يربطنا ببعضنا البعض، سواء كنا في دبي أو ديربان، لأن جمهور الكرة حاضر في كل مكان، وهذه هي الفكرة التي تربط بين الشعوب".
وواصل: "أكثر ما أحبه في كرة القدم أنها تمنحني شعورا بأنني جزء من مجتمع عالمي؛ وما أحبه في ملاعبها تحديدا هو تلك المشاعر التي تنتابني عندما أكون جزءا من حشود ضخمة يجتمعون على هدف واحد هو الاستمتاع بهذه اللحظات، وبالتالي فإن كرة القدم تمثل فرصة حقيقية لتوثيق الأواصر بين الشعوب، وهذا أمر لا يتكرر في حياتنا كثيرا.
وأشار كريستوفر إلى أن العامل المهم في الملاعب يتمثل في استخدام مواد بناء خفيفة الوزن، لأن الأمر يتعلق بنسب الكربون التي تحتوي عليها البنية الأساسية للمباني، بحيث لا تتأثر هذه المباني لمدة 40 عاما من الناحية التشغيليلة، وبالتالي فإن التطور الأبرز يكمن في كيفية إنشاء مبان أخف وزنا وأصغر حجما من ذي قبل باستخدام أقل مقدار من مواد البناء.
وأكد أن "هناك أمورا تمثل أهمية بالغة بالنسبة لنا في جميع الأوقات، مثل كيفية الحد من استهلاك الطاقة واستهلاك المياه وكيفية إنتاج الطاقة في الملعب، من حيث الاستدامة، لكن الأمر كله يتعلق في الواقع بتشييد الملعب من حيث الحد من مخلفات البناء وتقليل النفايات في المبنى نفسه".