إكسبو أوساكا.. إيطاليا تكشف عن «شعلة مستدامة» لدورة الألعاب الشتوية

في حدثين متزامنين، في مركز "تريانالي دي ميلانو" بإيطاليا، وجناح إيطاليا معرض "إكسبو 2025" في أوساكا باليابان، كشفت روما عن مشاعل دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية "ميلانو كورتينا 2026".
وقد أُطلق على هذه المشاعل اسم "Essential" أو "الجوهرية"، تعبيراً عن تصميمها البسيط الذي يجمع بين الابتكار، والاستدامة، وروعة الحرفية الإيطالية.
وتولت شركة "إيني"، الشريك الرسمي لمؤسسة ميلانو كورتينا 2026، تطوير هذه المشاعل بالتعاون مع شركة "فيرساليس"، الداعم الرسمي للألعاب، بينما أشرف مكتب التصميم المعماري "CRA – كارلو راتّي أسوشياتي" على تصميمها، وتولت مجموعة "كافانيا" مسؤولية الهندسة والإنتاج. وحرص المصممون على إبراز شعلة النار كعنصر محوري، في تصميم يتسم بالبساطة ويوازن بين التكنولوجيا والتجديد والمسؤولية البيئية.
وتتوفر المشاعل في نسختين: واحدة للألعاب الأولمبية، والأخرى للألعاب البارالمبية. وتتشارك النسختان الشكل ذاته والتأثير اللوني اللامع الناتج عن تقنية "الترسيب الفيزيائي للبخار (PVD)"، لكن تختلفان في اللون؛ حيث تأتي الشعلة الأولمبية بدرجات الأزرق والأخضر تحت اسم "ظلال السماء"، في إشارة إلى طبيعة إيطاليا المتغيرة، ورمزاً للأمل والتحول، فيما تأتي شعلة الألعاب البارالمبية بلون برونزي يُعرف بـ"جبال الضوء"، تجسيداً لقوة وشجاعة الرياضيين البارالمبيين.
وتعد شعلة "Essential" أكثر من مجرد أداة احتفالية، فهي أيقونة تمثل روح الألعاب، وتُجسد التلاحم والإصرار الذي يتمتع به الرياضيون من مختلف أنحاء العالم. كما تروي قصة هوية ثقافية وقيم إنسانية مشتركة. وبحملها للشعلة – رمز السلام والتضامن العالمي – تُصبح أداة توحيد تربط الناس من خلفيات مختلفة في رحلة استثنائية واحدة.
شعلة مستدامة
وستُعرض المشاعل طوال فترة معرض "إكسبو 2025" في الجناح الإيطالي في أوساكا، كما سيتم عرضها في "تريانالي دي ميلانو" بدءاً من مايو/أيار 2025 وحتى نهاية الألعاب الأولمبية والبارالمبية. وبعد انتهاء الفعاليات، ستنضم شعلة "Essential" الأولمبية إلى مجموعة الشعلات الدائمة في متحف الألعاب الأولمبية في مدينة لوزان السويسرية، لتترك إرثاً ملموساً من الابتكار والاستدامة للأجيال القادمة.
وتعد الاستدامة محوراً رئيسياً في تصميم الشعلة. حيث صُنعت بالكامل في إيطاليا، ويبلغ وزنها حوالي 1060 غراماً (دون احتساب خزان الوقود)، وتعتمد بشكل كبير على مواد معاد تدويرها، بما في ذلك سبائك الألمنيوم والنحاس. وقد صممت بنظام قابل لإعادة التعبئة والاستخدام حتى 10 مرات، مما يحد من كمية المشاعل اللازمة خلال جولات حمل الشعلة.
أما مصدر طاقة الشعلة فقد خضع لنفس مستوى العناية. حيث تستخدم الشعلة غاز "البايو-غاز النفطي المسال" Bio-LPG، وهو وقود حيوي يتم إنتاجه في مصفاة "إيني لايف" الحيوية في مدينة "جيلا" بجزيرة صقلية. ويتم الحصول على هذا الوقود من مواد خام متجددة، مثل زيوت الطهي المستعملة، والدهون الحيوانية، ومخلفات الزراعة. كما تحتوي قبضة الشعلة على جزء مصنوع من مادة XL EXTRALIGHT®، وهي مادة بوليمرية خفيفة الوزن تحتوي على 60٪ من "البايو-نفتا"، وهي مادة مشتقة من مصادر متجددة.
ومن أبرز الابتكارات في الشعلة تصميمها المفتوح، الذي يُظهر المكونات التكنولوجية الداخلية للشعلة للمرة الأولى، مما يسمح لحاملي الشعلة والجمهور برؤية كيفية توليد اللهب، وكأنهم يشاركون في لحظة ولادة الضوء.
وتُجسد ألوان المشاعل الرابط العميق بين الإنسان والطبيعة، وبين الرياضة والمستقبل. إنها تُمثل مستقبلاً تتقدم فيه التقاليد والاستدامة والابتكار معاً، وتضيء الطريق نحو عالم أكثر شمولاً واتصالاً وأملاً.
aXA6IDE4LjIyMi41OC4yNDAg جزيرة ام اند امز