كاثرين بيغلو تفجر القلق النووي في فيلمها الجديد «بيت من الديناميت»
في فيلمها الجديد "بيت من الديناميت"، تعود المخرجة الأمريكية الحائزة على الأوسكار كاثرين بيغلو، لتغوص مجدداً في قلب التوترات الجيوسياسية والإنسانية، مقدّمةً هذه المرة كابوساً نووياً أمريكياً لا يترك للمشاهد لحظة راحة.
الفيلم، الذي عرض في مهرجان البندقية السينمائي (لا موسترا) ويطرح على نتفليكس، الجمعة، يصور تصاعد أزمة عالمية خلال 19 دقيقة حاسمة قد تغيّر وجه الكوكب، بحسب محطة "فرانس.إنفو" الفرنسية.
تهديد مجهول... وساعة الحقيقة تدق
وينطلق الفيلم من حدث بسيط ظاهرياً: رصد صاروخ باليستي مجهول المصدر فوق المحيط الهادئ، يبدو للوهلة الأولى كأحد التجارب الكورية الشمالية المعتادة.
لكن مع مرور الدقائق، يتضح أن الصاروخ قد يسقط على مدينة شيكاغو، مهدداً بمقتل نحو 10 ملايين شخص.

وهنا تبدأ خلية الأزمة في البيت الأبيض، بقيادة الرئيس الأمريكي (يؤدي دوره إدريس إلبا) والقائدة العسكرية أوليفيا ووكر (بأداء رائع من ريبيكا فيرغسون)، في سباق محموم لاتخاذ قرارات قد تحدد مصير البشرية بأسرها.
تسع عشرة دقيقة تحت المجهر
وتعيد بيغلو بناء اللحظات التسع عشرة الفاصلة بين اكتشاف التهديد ولحظة السقوط المحتمل من 3 زوايا مختلفة، تتابع من خلالها الهلع والقرارات الحاسمة داخل مراكز القيادة العسكرية والسياسية.
الكاميرا لا تترك الوجوه، ما بين الدهشة، الذعر، الصدمة، والحزن تنعكس في ملامح كل من يظهر على الشاشة.
ومن مستشار الأمن القومي إلى وزير الدفاع وقادة القيادة الاستراتيجية (STRATCOM)، جميعهم يصارعون بين المنطق والذعر، بين الواجب العسكري والرهبة الإنسانية.

القائدة ووكر، التي وجدت نفسها فجأة أعلى رتبة في مركز المراقبة، تحاول كبح دموعها كي لا تُظهر ضعفاً أمام طاقمها، لكنها تدرك كما يدرك الجميع أن العالم على حافة الهاوية.
بيت مليء بالديناميت... مجاز العصر النووي
ووفقاً للمحطة الفرنسية فإن الفيلم ليس مجرد دراما حربية، بل تأمل فلسفي في جنون التسلح النووي.
وفي عالم يمتلك فيه تسعة بلدان، الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، الهند، باكستان، إسرائيل، وكوريا الشمالية، القنبلة النووية، يصبح أي قرار متهوّر شرارة لنهاية الكوكب.
تسارع الزمن... وتجمد القرار
وتنجح بيغلو في تحويل أزمة مدتها أقل من عشرين دقيقة إلى تجربة نفسية تمتد لساعتين من التوتر الخالص.
الإيقاع السينمائي دقيق، والموسيقى الإلكترونية الباردة تذكر بأجواء فيلمها الشهير "Zero Dark Thirty"، لكن هنا، الخطر لا يأتي من الخارج، بل من زر صغير في غرفة محصنة تحت الأرض.