خبراء: المرحلة الثانية من "طوفان الكرامة" الليبية مصيرية
التقدم السريع للجيش الليبي في المرحلة الثانية لعملية "طوفان الكرامة" كشف الأزمة التي تعيشها المليشيات التي تقاتل الجيش
قال خبراء إن المرحلة الثانية من معركة طوفان الكرامة التي أطلقها الجيش الليبي في 4 أبريل/نيسان الماضي "مصيرية ومهمة لتطهير البلاد من جذور الإرهاب والجماعات المتطرفة."
وفيما كشف التقدم السريع لقوات الجيش الليبي الأزمة التي تعيشها المليشيات التي تقاتل ضده، باتت تلك الجماعات منقسمة على نفسها ففي حين تمركزت مجموعة في غربي العاصمة أو شرقها إلى الجنوب بدأت أخرى فعلياً في الانسحاب من مواقعها إلى شرق العاصمة.
وجاءت المرحلة الثانية للعملية العسكرية حاملة تكتيكات جديدة وتطوير للعمليات على أكثر من مستوى حسب خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
تكتيكات
وقال جلال حرشاوي، الباحث في المعهد الهولندي للعلاقات الدولية، إن التنسيق الميداني الحالي بين كل من مليشيا "ثوار طرابلس" وبقية المليشيات الأخرى ضعيف بصورة ملحوظة.
وتابع حرشاوي، الخبير في الشأن الليبي، أن بعض أهم المليشيات الموجودة في العاصمة لا تقاتل حاليا بصورة جدية مثل مليشيا "الردع"، مشيرا إلى أن مليشيات مصراته تعد أبرز القوى الموجودة في صف حكومة السراج؛ حيث تنشر ما بين 6 إلى 8 آلاف مسلح في مناطق شرق ووسط طرابلس.
وأكد أنه "على الرغم من تسلم مليشيات طرابلس 8 طائرات دون طيار من تركيا لكن بات ملحوظا انسحاب عدد من المليشيات من محاور جنوب العاصمة إلي شمالها".
من ناحية أخرى، يرى محمد حسن، الباحث في السياسات الدفاعية، أن تكتيكات مليشيات طرابلس في المرحلة الثانية من هجوم الجيش الوطني الليبي، لم تشهد تغيراً ملحوظاً عن تكتيكات المرحلة الأولي.
ويوضح محمد حسن أن أسلوب قتال تلك المليشيات ينحصر حول تأمين خطوط إمداد رئيسية من مصراته للعاصمة، ولا سيما بعد تمركز الجيش الوطني الليبي في عقدة الوسط مدينة "الجفرة"، وحرمانه للمليشيات من طرق إمداد حيوية قادمة من الجنوب.
ولفت إلى أن هذه المليشيات تعتمد حالياً بصورة رئيسية على الطائرات المسيرة التركية في قصف قوات الجيش ونقاط التمركز، بجانب المطارات التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي وكان آخرها قصف مطار الجفرة منذ أيام.
وتابع حسن أن المليشيات تحاول قصف الأهداف المدنية كلما ضاق الخناق عليها ميدانياً، مشيرا إلى اتخاذها المدنيين كدروع بشرية، وذلك في مناورة لإبطاء تحرك الجيش قدر الإمكان.
وحذر الباحث من قيام المليشيات بتنفيذ عمليات تصفية واغتيال لقيادات الجيش الليبي، واستخدام السيارات المفخخة واتباع أساليب داعش في إدارة الخلايا النائمة والذئاب المنفردة بعد الهزائم الميدانية الكبيرة على الأرض.
التطور الميداني لتكتيك الجيش الليبي
في المرحلة الثانية لعملية طوفان الكرامة، يرى الباحث محمد حسن أن الجيش الليبي قام بتغيير تكتيكاته التي كانت تعتمد على الدفع بالقوة المدرعة في محاور القتال.
وأضاف: "استخدم الجيش بدلا من ذلك قوات المشاة المعززة بالصواريخ المضادة للدبابات، وبدء التقدم على كافة المحاور دون الاكتفاء بالمحاور الجنوبية للعاصمة كما كان يحدث في المرحلة الأولى للعمليات".
وتابع أن وحدات الجيش الوطني بدت أكثر تنوعاً في التسليح بما يراعي تنوع مسارح المواجهة الصحراوية، واعتماده أكثر في تنفيذ العمليات النوعية داخل العاصمة.
وأوضح حسن أن تركيز هجوم الجيش الليبي على محور وادي الربيع جنوب شرق العاصمة لأنه المحور الأكثر سخونة في المعركة حتى الآن".
ولفت إلى أن الجيش الليبي يريد السيطرة على هذا المحور للتقدم بسهولة نحو العاصمة ودون خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
لكنه استدرك: "أن المعضلة الأهم في هذه المعركة هي سقف الدعم التركي والقطري الذي يصل إلى ساحل طرابلس عن طريق البحر".
مليشيات غربي العاصمة
تنقسم خريطة المليشيات الموجودة في المنطقة الغربية لطرابلس، حسب مجمل البيانات التي أصدرتها قيادة الجيش الليبي خلال الشهور الماضية إلى ثلاثة أقسام، أولها: مدينة الزاوية والمناطق الواقعة غربها، مناطق شرق الزاوية، والضواحي الغربية للعاصمة.
وتشير مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" إلى أن داخل مدينة الزاوية يوجد تشكيل يتكون من مجموعة مليشيات منها "غرفة الثوار" التي يتزعمها المدعو "شعبان هدية، ومليشيا "النصر" التي يتزعمها "وليد خماج" و"محمد كشلاف “، فضلاً عن مليشيا "الفار" التي يتزعمها المدعو "محمد بجرون"، و"السلوقي" التي يتزعمها المدعو "عماد السلوقي"، و"البيدجا" التي يتزعمها المدعو "عبدالرحمن ميلاد".
ويضاف إليها أيضاً مليشيا "العمو" التي يتزعمها المدعو "أحمد عمر الدباشي"، وهو مهرب مطلوب دولياً كان سابقاً في مدينة صبراتة.
وتلتزم هذه المليشيات بمواقعها داخل مدينة الزاوية ما عدا مليشيا "النصر" التي انخرطت في معارك المحاور الجنوبية للعاصمة.
وتضيف المصادر أنه في المناطق الواقعة غربي مدينة الزاوية إلى الحدود مع تونس، فتنشط مليشيات "الزنتان" الموالية لقائد ما يسمى المنطقة الغربية العسكرية التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس أسامة الجويلي، ويعاونه في إدارة عمليات هذه المليشيات عماد الطرابلسي.
وتساند هذه المليشيات مجموعات أخرى من الأمازيغ ومن مليشيا تدعى "أحرار الزنتان" تأتمر بإمرة المدعو "عبدالرؤوف الحاري".
أما القسم الثاني من مليشيات غرب العاصمة، وفقا للمصادر العسكرية الليبية، هو مليشيات شرقي الزاوية حيث تنشط بالمنطقة مليشيات منطقة جنزور، مثل "القوة المتحركة "و"فرسان جنزور"، التي تسيطر على معظم المصالح العامة والأمنية بجانب منطقة سيدي عبدالجليل، في حين تسيطر القوة المتحركة ومعها بعض من الفصائل المنتمية إلى قبائل جنزور والأمازيغ على المناطق الواقعة غربي جنزور، وهي تنضوي جميعها تحت قيادة المدعو "أبوزيد الشواشي".
القسم الثالث من مليشيات المنطقة الغربية هي المتمركزة في مناطق غرب طرابلس مثل أبوسليم والهضبة وأجزاء من طريق مطار طرابلس، وتسيطر على هذا النطاق مليشيا بوسليم التي يقودها المدعو عبدالغني الككلي "غنيوة"، وهي تقاتل حالياً في محور المطار ضد الجيش الوطني الليبي.
مليشيات وسط وشرق العاصمة
من أهم مليشيات هذا النطاق هي "كتيبة ثوار طرابلس"، والتي يصل تعداد عناصرها إلى 3500 مسلح، وتتخذ من مناطق في تاجوراء وعين زارة مقرات رئيسية لها ويقودها المدعو "هيثم التاجوري"، وقد انخرطت وحدات من هذه المليشيا في معارك محور عين زارة ضد الجيش الوطني الليبي.
أما مليشيا "قوة الردع"، فتتمركز بصورة أساسية في مطار معيتيقة، ويصل تعداد عناصرها إلى نحو 5 آلاف مسلح.
ويقودها المدعو "عبدالرؤوف كارة" وتنخرط في صفوفها وصفوف قياداتها أعداد كبيرة من الإرهابيين، وهي تشارك حالياً بصورة طفيفة في المعارك ضد الجيش الوطني الليبي بمحور خلة الفرجان.
المليشيا الثالثة من حيث الأهمية مليشيا "النواصي"، التي يبلغ تعداد مقاتليها نحو 100 مسلح، وهي تتمركز بشكل أساسي وسط العاصمة.
وهذه المليشيا عبارة عن تحالف من ثلاثة هي "قدورة" و"الزقوزي"، و"أبوذراع" كما تحتفظ هذه المليشيا بتواجد دائم في مصارف طرابلس ومينائها وقاعدة أبوستة البحرية، ومن أبرز قياداتها "المبروك الهادي الزقوزي" و"مصطفى قدور".
تعد منطقة "تاجوراء" وسط العاصمة مركز لعدد من المليشيات، تتقدمها مليشيا "البقرة" المعروفة أيضاً باسمي "رحبة الدروع" و"33 مشاة".
وهي تنشط بشكل أساسي في المعارك الحالية بمنطقة "عرادة"، ومعظمها منتمٍ لتنظيم الإخوان الإرهابي.
كذلك يتواجد في تاجوراء مليشيا باب تاجوراء السلفية التي تتمركز وسط العاصمة، ومليشيا "الضمان" شرقي العاصمة، وهي أكبر فصائل تاجوراء وتضم منتسبين لعائلة "آل دريدر".
يضاف إلى هذه المليشيات، مليشيات أخرى مليشيا "42 حرامي" التي تتمركز في منطقة عين زارة ويقودها المدعو "عبدالحكيم الشيخ"، ومليشيات منطقة المدينة القديمة وسط العاصمة، والتي يقودها المدعو "جمال إندام"، وتتخذ من أحد الفنادق الكبرى مقراً لها.
أما فيما يتعلق بمليشيات المناطق الشرقية الواقعة بين العاصمة ومدينة مصراتة، فعلى رأسها تقع "الصمود" بقيادة المدعو "صلاح بادي"، ومليشيا "الحلبوص"، و"الكتيبة 166"، فضلاً عن "القوة الثالثة" و"القوة المتحركة"، و"كتيبة حطين"، الإضافة إلى "كتيبة اليرموك"، ومليشيا "شاريخان".
وتنخرط كامل مليشيات هذا التحالف في المعارك الحالية ضد الجيش الوطني في محوري وادي الربيع وخلة الفرجان.