مسؤول عسكري يمني في جبهة القتال يعدّد لـ"العين الإخبارية" انتصارات شبوة
فتحت معركة بيحان في شبوة بقيادة "عمالقة" الجنوب، أبواب الجحيم على مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن.
وأحرزت قوات العمالقة مكاسب مذهلة في اليوم الـ6 على التوالي من انطلاق عملية "إعصار الجنوب" لتحرير محافظة شبوة، وصلت إلى مشارف مدينة العليا تمهيدا لاقتحام ثاني أهم معاقل الحوثي بشبوة وذلك بعد تحرير مديرية عسيلان في أول أيام العملية العسكرية.
"العين الإخبارية" حاورت رئيس عمليات محور عتق في شبوة، العقيد أحمد جار الله امطحين العولقي، للوقوف على المشهد العسكري في شبوة وانعكاسات المعركة.
عمق استراتيجي
وأكد العقيد امطحين أن بيحان بمديرياتها الثلاث (بيحان، عين، عسيلان) تعتبر عمقا استراتيجيا لمليشيات الحوثي في حربها على مأرب.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات الحوثي تتحرك بشكل طبيعي وتعزز جبهات مأرب من طريق "عقبة القنذع - بيحان - حريب"، وبالتالي فإن تحرير بيحان يعد قاصمة الظهر بالنسبة لمعركة الحوثي الكبرى على مأرب.
وأضاف أنه "بفضل الله ثم بفضل قوات العمالقة والتحالف العربي توقفت الهجمات الحوثية على مأرب المستمرة منذ ما يقارب العام في تصعيدها الأخير".
وقال العقيد امطحين إن "جبهات بيحان بقيادة العمالقة أسقطت صنم الحوثي في قلوب مناصريه وجعلت منه قزمًا إن صح القول، فالفضل يعود للعمالقة والتحالف في تخفيف الضغط عن جبهات مأرب".
أدوار محورية
وتحدث العقيد أحمد جار الله امطحين، وهو أيضا رئيس أركان اللواء الأول حماية منشآت نفطية بمحافظة شبوة، عن أدوار محورية للتحالف العربي والسلطة المحلية.
وأكد امطحين لـ"العين الإخبارية" أن دور التحالف العربي في تحريك المياه الراكدة للتحرير كان محوريا وفعالا، وساهم بشكل كبير جدا للغاية من خلال إسناده لنا بقوات العمالقة وكذلك ضربات الطيران الحربي المستمرة دون انقطاع والدعم اللوجستي اللامحدود للجبهات.
وأشار إلى دور السلطة المحلية الفعال، من خلال المتابعة المستمرة لمحافظ المحافظة الشيخ عوض محمد بن الوزير العولقي الذي يولي جل اهتمامه لمعركة التحرير ويتابع ويشرف بنفسه باهتمام كبير.
ولفت إلى أن الحراك الشعبي الذي قاده المحافظ بن الوزير مؤخرا ضد فساد وخيانة سلطة الإخوان، كان له وقعه وأسهم بشكل كبير وفاعل في استلهام أهمية التحرير، وبالتالي فهو جزء من معركتنا الوطنية مع الحوثي.
سقوط بيحان
ووفقا لرأي العقيد امطحين فإن سقوط بيحان بيد الحوثيين كان نتيجة ما سماه "ضغوطا سياسية" في إشارة إلى تسليمها من قبل سلطة الإخوان دون قتال حينها في سبتمبر/أيلول الماضي.
وحول أسباب السقوط تحدث العقيد عن وقوع "أخطاء كبيرة في السلك العسكري، انتشرت بشكل كبير في عموم الجيش والأمن وهو عدم الاكتراث بحملة الشهادات من الأكاديميين العسكريين وخريجي الكليات". في إشارة إلى ممارسة الإقصاء من قبل قيادات الإخوان.
وأشار إلى أنه تم "استبدال الكوادر العسكرية بآخرين لا يمتلكون الخبرة في التعامل مع مسرح العمليات والمناطق القتالية وكيفية انتشار القوات في مختلف المسارح العسكرية".
تحديات أمنية.. اتفاق الرياض
وقال العقيد امطحين لـ"العين الإخبارية" إن أكبر تحدٍ أمام السلطة الجديدة هو الملف الأمني والعسكري في المحافظة ويقع تحرير بيحان وتأمينها في سلم الأولويات.
وأشار إلى أن "استتباب الأمن في المحافظة من أصعب الملفات خصوصًا بعد تطبيق اتفاق الرياض في المحافظة وكيفية تعايش بعض الوحدات العسكرية مع بعضها البعض وضبط تصرف كل وحدة بحيث يصبح تصرفا مسؤولا وتحت توجيهات السلطة المحلية".
لافتًا إلى أن قوات "دفاع شبوة" التي انتشرت في مدينة عتق بمركز محافظة شبوة، قوة منظمة تدربت بشكل جيد في معسكرات التحالف، وقال "ونأمل أن تكون رافدًا ومعينًا في تحرير بيحان وصمام أمان لأمن المحافظة".
توقع العقيد في الجيش اليمني أن تسود حالة التعايش وتضافر الجهود مع باقي الوحدات الأخرى وأن يكون هناك انسجام وتنسيق أمني يعود لمصلحة المحافظة، وأن يتم تجاوز الماضي البغيض والابتعاد عن الفرقة وكل ما يعكر تطبيق "اتفاق الرياض".
السجون السرية
وتزايد الحديث مؤخرا عن السجون السرية في الأجهزة الأمنية والعسكرية التي أنشأتها سلطة الإخوان، وسط مطالبات حقوقية بفتح تحقيق دولي في هذا الملف.
وشدد العقيد امطحين على أهمية التوجيه الذي أصدره محافظ شبوة عوض بن الوزير، بإطلاق المسجونين وإحالة كل من يقبع في تلك السجون للبحث والنيابة، وألا تبقى أي سجون سرية في الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وقال "نأمل أن يكون عودة قوات دفاع شبوة رسالة حسنة لإعادة النسيج الاجتماعي واللحمة بين أبناء المحافظة بعدما تمزق المجتمع في الماضي".