مليون طفل جديد خلال 275 يوما.. الكثافة السكانية في مصر "سلاح ذو حدين"
تخطت مصر خلال الأيام القليلة 100 مليون نسمة، وبلغ إجمالي عدد السكان في مصر نحو 102 مليون نسمة داخلياً فضلا، عن نحو 8 ملايين بالخارج.
وأعلنت الساعة السكانية، الموجودة أعلى مبنى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بحي مدينة نصر، شرقي القاهرة، منذ أيام، وصول عدد سكان مصر بالداخل إلى 102 مليون و250 ألفا و421 نسمة، بزيادة قدرها ربع مليون نسمة خلال آخر 50 يوما.
وتحتل العاصمة المصرية القاهرة، التمركز الأكبر لعدد السكان في مصر، وهي المحافظة الوحيدة التي يزيد عدد السكان فيها على 10 ملايين نسمة، يعقبها محافظة الجيزة، التي يبلغ عدد السكان فيها 9 ملايين نسمة، بينما جاءت محافظة جنوب سيناء في ذيل المحافظات ذات الكثافة السكانية بنحو 111723 ألف نسمة.
تحذير رئاسي
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أكد في أكثر من مناسبة، أن الزيادة السكانية تشكل خطراً على مصر، وقال في حديثه: "قضية الزيادة السكانية من أهم القضايا التي تواجهها الدولة"، مضيفًا: "طول ما فيه نمو سكاني بالطريقة دي لن تشعروا بتحسن في أحوالنا".
وتساءل الرئيس المصري: "هل سنستمر بالنمو السكاني وبهذه الطريقة؟"، محذرا من أن هذا الأمر "في منتهى الخطورة"، مشيرا إلى أن تعداد السكان زاد خلال عامي 2010 و2011 وحتى الآن نحو 20 مليون نسمة".
الحكومة تتحرك
وفي سبيل الحد من الكثافة السكانية وتحذير المواطنين من تبعاتها، تفكر الدولة المصرية في دخول المؤسسات التعليمية على خط المواجهة من خلال خطة طويلة الأمد عبر المناهج التعليمة لتكوين أجيال واعية لخطورة الموقف، بعدما أثبتت التجارب أن هناك صعوبات بالغة في إقناع الآباء والأمهات والأجداد بحتمية الاكتفاء بعدد محدود من الأبناء والتخلي عن فكرة “العزوة” والتعامل مع كثرة الإنجاب باعتباره بابا للرزق والمكسب المادي.
وتستهدف الحكومة المصرية من وراء الخطوة أن يتم إدراج منهج تعليمي يختص بتثقيف المراهقين والشباب حول الإنجاب، وتعريفهم بأن السعادة ليست بكثرة الأبناء، بل الاكتفاء بطفلين فقط أحد أهم أركان الحياة الأسرية المستقرة، بحيث يكون لدى الأب والأم القدرات والإمكانيات لتربية أولادهما وتعليمهما وتلبية احتياجاتهما بعيدا عن العوز وقلة الحيلة.
عيوب كثيرة ومزايا قليلة
الخبير الاقتصادي علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، بمصر، قال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن "معدلات النمو السكاني في مصر تسير بسرعة رهيبة وتحتاج بالتبعية إلى زيادة المعدل الاقتصاد، في المقابل بـ3 أمثال هذا النمو، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه، ما ينتج مشكلات اقتصادية مباشرة على السكان".
وأشار الإدريسي إلى أن الدولة تتحرك عن كثب في إطار تقديم الخدمات لمواطنيها، في الوقت الذي تواجه فيه ما يشبه الانفجار السكاني، الأمر الذي يمتد تأثيره على جودة الخدمات الرئيسية للمواطن، مثل التعليم والصحة والكهرباء، لأن الزيادة السكانية تمثل ضغطاً هائلاً على الموازنة العامة للدولة.
أما المزايا التي يمكن أن تعود على الدولة جراء الزيادة السكانية، يعتقد الإدريسي أن انتشار ثقافة العمل يعقبها إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة تساعد بشكل كبير ومباشر على النمو الاقتصادي، أسوة بما حدث في الصين، بما يحد من تأثير الزيادة السكانية على الاقتصاد.
توزيع المواطنين
ويرى الخبير الاقتصادي أن المفارقة الملحوظة أن ارتفاع الكثافة السكانية يكون عادة في المحافظات الأكثر فقراً في مصر، وهذا يرجع في أغلب الأحيان لموروثات دينية وثقافية وغياب الوعي بشكل كبير، فضلاً عن أن بعض الآباء يعتبرون أن كثرة الأولاد ستفيده في زيادة دخل الأسرة من خلال الدفع بهم إلى سوق العمل مبكراً.
يؤثر على تمكين المرأة
أما الدكتورة آمال زكي، مستشارة برنامج وعي بوزارة التضامن الاجتماعي بمصر، أكدت لـ"العين الإخبارية"، أن استمرار الزيادة السكانية له آثار وخيمة على المجتمع والاقتصاد المصري، وهو مرتبط ارتباطا لا يقبل التجزئة بانخفاض أو ارتفاع جودة الصحة والتعليم والخدمات الأساسية، فكلما زاد المعدل السكاني قلت المميزات.
وشددت على أن وزارة التضامن الاجتماعي تسعى من خلال برامجها إلى تمكين المرأة، وتقدم لها الإرشادات للتباعد ولتقليل الإنجاب، لا سيما وأن زيادة الإنجاب يقلل بالتبعية فرصها في التمكين في سوق العمل لانشغالها بتربية أطفالها.
الدكتور عمرو حسين، مقرر المجلس القومي للسكان السابق، أكد في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الزيادة السكانية تشكل خطراً داهماً على مصر، والرئيس عبدالفتاح السيسي يخطو خطوات إيجابية من خلال نشر التوعية لمنع استمرار تلك الزيادة المستمرة في عدد السكان.
وأشار إلى أن متوسط الزيادة السكانية في الفتر من 3 أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٠ إلى 5 يونيو/حزيران 2021، الموعد الذي أعلن فيه أن عدد سكان مصر بلغ نحو 102 مليون نسمة، هو مليون نسمة بالتمام والكمال خلال 275 يوماً فقط، أي أقل من السنة، بما يعني أن الزيادة السكانية اليومية بلغت 3636 مولود في اليوم، وفي الساعة 152وبمعدل ٢,٥ مولود في الدقيقة، والثواني المستغرقة لزيادة فرد هي 24 ثانية فقط.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA=
جزيرة ام اند امز