للعام الرابع.. ألغام الحوثي تحصد المدنيين بتعز اليمنية
مركز طبي في تعز استقبل ما يقارب 468 حالة من مبتوري الأطراف، منذ إعادة افتتاحه في يونيو2016
في لمح البصر فقد "عمار" قدميه وإحدى يديه وأعطبت عينيه، كما امتلأ وجهه ومناطق واسعة من جسمه بآثار شظايا لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في تعز جنوبي غرب اليمن.
عمار المنحدر من منطقة "جبل حبشي" غرب تعز واحد من مئات الضحايا الذين لا يزالون يتساقطون بشكل دائم جراء الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة تعز خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وقامت المليشيا بتفخيخ الأراضي الزراعية في قرية عمار، وفي كل مرة يذهب إلى المدينة للعلاج يحتاج إلى عدة أشخاص لحمله بسبب إغلاق الطرق من قبل الانقلابيين، الذين يشنون حرباً وحصاراً على قرى المنطقة، حيث يضطر السكان للسير عبر طرق وعرة للوصول إلى مركز المحافظة.
واستقبل مركز الأطراف في مدينة تعز ما يقارب 468 حالة من مبتوري الأطراف، منذ إعادة افتتاحه في يونيو/حزيران 2016، بعد أن ظل مغلقا لمدة عام جراء الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على المدينة، وفقاً لمدير المركز الدكتور منصور الوازعي.
وأضاف الوازعي لـ"العين الإخبارية" أن 57 من الحالات التي استقبلها المركز من النساء والأطفال، وجلهم من ضحايا الألغام الأرضية الحوثية.
وأشار إلى أن المركز الذي تأسس عام 1999 من قبل الجمعية الدولية للمعاقين أجرى ما يزيد عن 15 ألف جلسة علاج طبيعي وتأهيل حركي لضحايا الألغام بعد استئناف العمل قبل 4 أعوام.
ولا تزال الألغام التي زرعتها المليشيا الانقلابية تشكل تهديدا خطيرا لحياة المدنيين في تعز، حيث ما تزال هذه الألغام مزروعة في جميع مناطق التماس ومناطق المواجهات، ما يزيد من احتمالية زيادة المصابين بها في الأيام المقبلة.
وقال نائب مدير مركز الأطراف الدكتور يحيى الصالحي إنه "حتى اليوم يسقط ضحايا كُثر بسبب الألغام، وفي الآونة الأخيرة استقبلنا في المركز قرابة 200 جريح بترت أطرافهم، والعدد قابل للزيادة، لأن الألغام لا تزال موجودة في مناطق كثيرة".
واستعرض الصالحي لـ"العين الإخبارية" أبرز التحديات التي تواجه ضحايا الألغام في تعز، بينها عدم الاهتمام بالحالات التي تحتاج إلى تركيب أطراف صناعية تناسب أنشطتها وأعمارها، وأيضاً عدم وجود تأهيل نفسي.
وأضاف أن الحصار الذي تمارسه المليشيا الحوثية على أهالي تعز وضواحيها يعيق حركة تنقل المصابين ويؤخر وصولهم إلى المركز، وهو التحدي الأكبر أمام الضحايا.
ولفت إلى أن هناك صعوبات وجود ميزانية للمركز تعيق عمله بشكل ثابت وتمنع استمراراه في تأدية واجبه.
وتابع الصالحي أيضاً نحن في حاجة إلى مواد خام لإنتاج الأطراف الصناعية الحديثة والمتطورة التي تواكب العصر وتطور الأطراف الصناعية في العالم.
وتقول إحصائيات حقوقية إن عدد ضحايا الألغام الحوثية في اليمن منذ الانقلاب أكثر من 15 ألف قتيل ومعاق بشكل دائم.
وحسب تقارير فقد زرعت المليشيا الحوثية أكثر من مليون لغم في نسبة هي الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.
وتلجأ المليشيا الحوثية المدعومة من إيران إلى تلغيم الطرقات والأراضي الزراعية بألغام مموهة على شكل صخور وأشجار بهدف الإيقاع بأكبر عدد من الضحايا الأبرياء.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA= جزيرة ام اند امز