ليلة ساخنة.."ألغام" أوكرانيا تحاصر الأمم المتحدة
ليلة لا تحسد عليها الأمم المتحدة، عاشتها الدورة الـ77 لجمعيتها العامة، تحت حصار ألغام الحرب الروسية الأوكرانية.
سخونة الأجواء هذه فرضها توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق الأربعاء، بتطبيق تعبئة عسكرية جزئية وتكثيف الدعم للجيش.
تصريح صادر لبوتين جاء بعد ساعات من إعلان 4 مناطق موالية لموسكو في أوكرانيا عن استفتاءات خلال الفترة من 23-27 سبتمبر/أيلول الجاري بهدف الانضمام إلى روسيا، والتي أثارت غضبا وانتقادات غربية واسعة.
اتهامات لروسيا
الخطوة الروسية ألقت بظلالها على كلمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 عبر خاصية الفيديو.
وتعهد الرئيس الأوكراني بألا تسمح بلاده لروسيا بالانتصار عليها، مطالبا في الوقت نفسه بعقاب موسكو نتيجة حربها على كييف.
زيلينسكي أشار إلى أن كييف لم تتسبب في الحرب مع موسكو، مضيفا: "أوكرانيا وأوروبا والعالم يريدون السلام ونعلم الطرف الوحيد الذي يريد الحرب".
ولفت إلى أن روسيا تخشى المفاوضات مع بلاده ولا ترغب في تنفيذ التزاماتها الدولية.
ومضى في حديثه: "الوقت قد حان لحسم الحرب مع روسيا ونحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى لتحرير أراضينا".
وتابع: "روسيا تجاهلت نداءاتنا المتكررة بالحفاظ على الأمن في محيط محطة زابوريجيا النووية".
الرئيس الأوكراني قال كذلك: "سنقدم كميات إضافية من الحبوب للدول الفقيرة التي تحتاجها"، واصفا روسيا بأنها "دولة راعية للإرهاب".
ونوه إلى أن الأمن العالمي لا يمكن أن يعود حتى يتم تحقيق السلام الإقليمي، قائلا: "روسيا ستضطر لوقف حربها علينا".
دعم بريطاني
في الوقت نفسه، أكد متحدث باسم الحكومة البريطانية، الأربعاء، أن رئيسة الوزراء ليز تراس ناقشت مكاسب أوكرانيا في استرداد أراض من روسيا في الآونة الأخيرة خلال اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف المتحدث في أعقاب الاجتماع الثنائي الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "قالت رئيسة الوزراء إن الرسالة واضحة: كييف تستطيع الفوز وستفوز، ويجب على المجتمع الدولي دعم السيادة الأوكرانية".
وذكر البيان أن تراس هنأت أردوغان على دوره في تأمين صادرات الحبوب الحيوية عبر البحر الأسود.
تحذيرات ألمانية
اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصعيده الأخير في الحرب الأوكرانية بشن هجوم وحشي على الأمم المتحدة والسلام العالمي.
وعلى هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت بيربوك في نيويورك إن بوتين لا يخوض حربه بالدبابات والطاقة والمواد الغذائية فقط بل إن "بوتين يخوض حربه الآن بأسلوب التخويف أيضا".
وأضافت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أن حكومة بلادها "لا تسترشد بالخوف بل إننا نسترشد بالمسؤولية" حيال نظام السلام في أوروبا وحيال الناس في أوكرانيا.
كان بوتين أعلن في خطاب موجه للأمة في وقت سابق من اليوم التعبئة الجزئية للجيش، مضيفا أنه سيتم استخدام كل الوسائل للدفاع لحماية روسيا.
وذكرت قناة "آر تي" الروسية أن وزارة الدفاع أوصت باستدعاء 300 ألف فرد من جنود الاحتياط للخدمة الفعلية، حيث هناك مواجهة ممتدة ضد أوكرانيا.
كما أعلنت مناطق أوكرانية خاضعة لروسيا اعتزامها دعوة سكانها للتصويت على الانضمام إلى الاتحاد الفيدرالي الروسي وثمة تخوفات من أن تقوم موسكو بضم هذه المناطق كما حدث مع شبه جزيرة القرم عام 2014.
ورأت بيربوك أن بوتين "داس بالأقدام ميثاق الأمم المتحدة وتحديدا في أسبوع الجمعية العامة للمنظمة"، مؤكدة أن الرئيس الروسي لا يهاجم بإعلانه أوكرانيا وحسب، بل يهاجم السلام العالمي أيضا.
وأضافت: "ولهذا السبب سنواصل دعم الناس في أوكرانيا وسنعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي على إنقاذ الأرواح البشرية في أوكرانيا"، لكنها لم تدل بتصريحات ملموسة تتعلق بتقديم مساعدات أو عقوبات جديدة.
ودعت بيربوك الأمم المتحدة إلى عدم السماح بأن يستغل بوتين الجمعية العامة المتحدة لصالح حربه، مؤكدة أن تأثيرات الحرب اتضحت في شكل أزمات عالمية كما لو كانت تحت عدسة مكبرة، وقالت إن الأمم المتحدة مكان للحلول "أكبر من مجلس الأمن الدولي المختل وظيفيا".
وستشارك بيربوك في جلسة لمجلس الأمن الدولي عن الوضع في أوكرانيا، الخميس، وستنعقد الجلسة بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز