«ألغام الحروب».. جهود دولية لاجتثاث الموت من شوارع ليبيا

لا يكاد يمر يوم في ليبيا دون العثور على جسم مشبوه أو ذخائر غير منفجرة خلفتها سنوات الحرب والانقسام، في «إرث» يهدد حياة المدنيين.
وفي واقعة حديثة، تلقّت الغرفة الرئيسية بجهاز المباحث الجنائية في مدينة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس بلاغًا بوجود جسم مشبوه داخل أحد المصائف.
وعلى الفور، تدخّل فريق تفكيك المتفجرات، وأجرى مسحًا دقيقًا للموقع، وأسفرت العملية عن اكتشاف لغم مضاد للأفراد من نوع «بي آر بي إم 35».
وجرى تفكيك اللغم ونقله إلى المخازن المخصصة تمهيدًا لإتلافه.
جهود دولية
تحوّلت قضية الألغام ومخلفات الحروب إلى أولوية قصوى في ليبيا، وسط جهود متزايدة من البعثة الأممية للدعم بالبلاد، بالتعاون مع الحكومة الإيطالية وشركاء دوليين.
وعُقد أول اجتماع لمجموعة دعم مكافحة الألغام في العاصمة طرابلس، وركّز على تعزيز حماية المدنيين، وسد فجوات التمويل، وتنسيق الدعم الدولي.
ونقل بيان نشرته البعثة الأممية على موقعها الرسمي، واطلعت عليه «العين الإخبارية»، تأكيد الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، أن "مكافحة الألغام في ليبيا لا تقتصر على الإزالة فحسب، بل تشمل أيضًا الحماية والكرامة والأمل".
وشددت تيتيه على أن ليبيا "بحاجة إلى الاستقرار، لا إلى المزيد من الخسائر والخوف".
خطر دائم
ورغم الهدوء النسبي في بعض المناطق، تظل مخلفات الحروب تشكّل خطرا دائما، ووفق بيانات أممية، تم تسجيل أكثر من 420 إصابة مؤكدة بسبب هذه المخلفات منذ عام 2020، في حين يُرجّح أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير، بسبب ضعف التوثيق.
كما تشير التقديرات إلى أن أكثر من 438 مليون متر مربع من الأراضي الليبية لا تزال تشكل مناطق خطيرة، وتحتاج إلى نزع الألغام ومخلفات الحرب منها، رغم أن هذا الإجراء شمل نحو 248 مليون متر مربع منذ 2011.
التوعية أداة مقاومة
لم تقتصر الجهود على الإزالة فقط، بل شملت أيضًا حملات توعية واسعة، حيث نُظِّمت أكثر من 13,600 جلسة توعية بين عامي 2023 ومنتصف 2025.
واستفاد من تلك الحملات أكثر من 104 آلاف شخص، بينهم آلاف النساء والفتيات، في محاولة لتحصين المجتمع من خطر هذه الذخائر القاتلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز