في أجواء أسرية.. كبار السن في تونس يحتفلون بعيد الأضحى
يحتفل كبار السن في تونس المقيمون بمؤسسات الرعاية بعيد الأضحى في أجواء جميلة تذكرهم بالأجواء العائلية الدافئة المليئة بالمحبة والوئام.
وفي جو أسري وعائلي حرص العمال والإداريون بدار المسنين بـ"قمرت" ضواحي العاصمة التونسية، على مؤانسة المسنين المقيمين ومشاركتهم الأجواء الخاصة بعيد الأضحى.
ورغم الحرمان من الأجواء العائلية، احتفل نزلاء هذه المؤسسة بعيد الأضحى، وأحيوا مختلف طقوس هذه المناسبة الدينية، بدءا بنحر الأضحية وتبادل التهاني.
وتحت سقف واحد في مركز "قمرت"يجتمع مسنون من أعمار مختلفة، منهم من تركوا بيوتهم وحياتهم بسبب قلة الحيلة ومعاملة أبنائهم السيئة لهم، وآخرون بلا مأوى فكان بيتهم هو هذا المركز.
نزلاء هذا المركز أصبحوا عائلة واحدة يتشاركون نفس المكان ويتقاسمون نفس الهموم لكنهم وجدوا في هذه المؤسسة الملاذ الذي ينسيهم وحشة الحياة والوحدة وأوجاع سنين.
ففي هذا المركز تستمع لحكايات زمن فات وتشتم لروائح بيوت الأجداد وعبق الماضي.
تزويد مراكز المسنين بالأضاحي
وقد شاركت وزيرة الأسرة التونسية آمال بلحاج موسى فرحة هؤلاء المسنين بالعيد. حيث أدت زيارة تفقّد لمؤسسة رعاية المسنين بقمرت التي يبلغ عدد المقيمين بها 66 مسنّا (43 رجال/23 نساء).
وقد زودت السلطات التونسية جميع مراكز رعاية المسنين بالأضاحي، ويبلغ عدد هذه المؤسسات 12 مركزًا، منتشرة خاصة في محافظات منوبة ومنزل بورقيبة وتونس وقرمبالية وباجة شمالي البلاد.
وإلى جانب توفير المسكن والمأكل والملبس والرعاية الصحية، تحرص مراكز رعاية المسنّين في تونس على توفير خدمات للمسنّين تحفظ لهم كرامة العيش وتشعرهم بإنسانيتهم.
ودعت وزير الأسرة في كلمة لها إلى تحسين خدمات النظافة والتمريض والترفيع في الموارد البشرية المشرفة في الحصص الليليّة، كما دعت إلى تنظيم برنامج خاص لربط الصلة بذويهم وأقاربهم بصفة دوريّة ضمانا لتوازنهم الصحيّ والنفسيّ.
كما عاينت الوزيرة سير العمل والفضاءات المشتركة وغرف الإقامة بالمؤسستين مسدية تعليماتها بضرورة العمل على تحسين جودة خدمات النظافة والتمريض والالتزام بتأمين شروط الصحة والسلامة ودعم الموارد البشريّة المشرفة في الحصص الليليّة والحرص على توفير كلّ مقومات الإقامة المريحة والآمنة مع الأخذ بعين الاعتبار للاحتياجات الخصوصيّة لبعض المسنّات والمسنين.
وأوصت السيّدة آمال بلحاج موسى بالتواصل مع أسر كبار السنّ وحثّهم على زيارتهم، مسدية تعليماتها بتنظيم برنامج خاص يؤمنه أخصائيون اجتماعيون لربط صلة المسنين المكفولين بدور الرعاية بذويهم وأقاربهم بصفة دوريّة ضمانا لتوازنهم الصحيّ والنفسيّ.
يذكر أنّ الدراسة التي شرعت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في إنجازها حول "واقع مؤسسات رعاية كبار السن العمومية والخاصة في تونس وخصائص المقيمين بها"، وكشفت أنّ 58% من المقيمين بمؤسسات الرعاية يعانون من انعدام التواصل والزيارات مع الأسر والأقارب أو ندرتها، حيث يقوم أقاربهم بزيارتهم بمعدّل مرتين في السنة.
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز