"مسك للإعلام" يطالب بتعظيم الاستفادة من آليات الإعلام الجديدة
منتدى مسك للإعلام يدعو المؤسسات الإعلامية العربية إلى الاستثمار في البيانات الضخمة وإيجاد حلول تواكب الاحتياجات التنموية للمجتمعات.
أكد منتدى مسك للإعلام ضرورة تعظيم الاستفادة من تقنيات التعلم العميق وتعلم الآلة، اللذين يعدان أحد فروع الذكاء الاصطناعي، من أجل تطوير صناعة الإعلام في المنطقة العربية.
ودعا المؤسسات الإعلامية إلى الاستثمار في البيانات الضخمة، وتكييف ذلك في إيجاد حلول إعلامية تواكب الاحتياجات التنموية للمجتمعات العربية.
وخلال المنتدى، الذي ينظمه مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية"، في القاهرة، السبت، قالت عهود العرفج، مديرة مشروع منتدى مسك للإعلام، في الكلمة الافتتاحية للمنتدى، إن الذكاء الاصطناعي وجد طريقه إلى صناعة الإعلام خلال السنوات القليلة الماضية.
وأشارت إلى أنه منذ دخول الذكاء الاصطناعي للإعلام تضاعف عدد الحلول التي تساعد على تحسين إنتاج المحتوى، وبات يؤثر في مختلف مراحل صناعة الإعلام.
وفي الجلسة الأولى التي عقدت تحت عنوان "الإعلام أداة لإدارة العالم"، تحدث كل من أسامة نقلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية، والسفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وأسامة هيكل، وزير الإعلام المصري الأسبق ورئيس لجنة الإعلام والآثار والثقافة بمجلس النواب المصري.
وقال السفير السعودي أسامة نقلي: "الإعلام الدبلوماسي أو الرسمي يجب أن يكون موجوداً في الأحداث المهمة بقوة، لا أن يأتي بعد تجاوزها، لأنه في هذا الحالة سيأتي بعد أن شكلت الأطروحات الإعلامية الأخرى وجدان الرأي العام".
وأضاف: "حتى لو كانت حجة الإعلام الرسمي قوية لن يستطيع التأثير بشكل كبير لأن حضوره جاء بعد الحدث، وأصبح هناك تحدٍ لاختراق قناعات شكلتها مسارات إعلامية أخرى وفق أيديولوجيتها".
وعن تأثير الجيل الجديد ونجاجه في إيصال الأفكار والأخبار بطريقة تؤثر في المجتمع بشكل أفضل مقارنة بالأجيال السابقة، قال نقلي: "لا يوجد جيل نشأ من فراغ، كل الأجيال تتلمذ على يد بعضها وكلنا نستفيد من خبرات السابقين ونطور من أدواتنا بما ينسجم مع التطور الحالي، والأجيال الجديدة تحاول أن تتطور حتى تستطيع الوصول للرأي العام بنفس أدواته".
وفيما يخص وزارات الإعلام الرسمية في الدول العربية، وأهمية دورها، قال: "أرى أن الإعلام عبارة عن فكر ورؤية أكثر من كونه جهازاً إدارياً، ولو كانت الفكرة غير قابلة للتطور فإن الفكر التقليدي سيستمر، ومن ثم فالأساس هو تطوير الفكرة الإعلامية، وإذا عرفت وزارات الإعلام التعامل مع الواقع الجديد واستوعبت التطوير فلا أرى ضرراً من وجودها، ولدينا مثال واقعي على ذلك أننا في السعودية بدأنا نتعامل مع الإعلام كفكر ورؤية، وهناك تطور في وزارة الإعلام وباتت تتحرك بحرية وفاعلية مع الأحداث، وهذا ما يتماشى مع المستجدات الدولية".
بدوره، تحدث السفير حسام زكي عن تطور الإعلام ومواكبة التغيرات في المنصات الاجتماعية، قائلاً إن الآليات تتطور وهناك تواصل الاجتماعي أصبح متطوراً أكثر، وهنا فإن "الذهنية" تصنع الفارق، لأن مرسل الرسالة الإعلامية سينجح في إيصال رسالته إذا كان يمتلك الذهنية الصحيحة في التعامل مع الواقع دون أن يغامر بتحليلات وأفكار لا يعرف مصادرها، لأنه بدون مصداقية فلن تكون متابعته ذات تأثير، مهما امتلك من أدوات مختلفة.
من جانبه، قال أسامة هيكل إن المناخ الإعلامي تغير كثيراً الـ20 عاماً الماضية، ولم يعد الأمر مجرد "مرسل ومستقبل" كما كان من قبل، بل أصبح تفاعلياً، وبات الإعلام الرسمي والخاص يعتمد على التأثير في المقام الأول ثم سرعة التوصيل بالمرتبة الثانية.
وأضاف: "المهنية والمصداقية ترتبط باتخاذ التوقيت والطريقة السليمة في التعامل مع الجمهور وبالسرعة اللازمة، لأننا أصبحنا بصدد (إعلام الأزمة) نتيجة ما نشاهده أمامنا حالياً، وفي هذا الوقت تكون وسائل الإعلام بحاجة إلى المعلومة السريعة، والمهتمون والمتلقون لديهم شغف لأي معلومة، ومن هنا فإن التأخير في توصيل المعلومة يخلق بدائل قد تكون سيئة".
وقال: "الإعلام التقليدي بشكله القديم لم يعدر قادراً على إيصال رسائله بحرفية ومهنية، فمع تطور وسائل الاتصال وانهيار الاتحاد السوفيتي كان يجب أن يطور الإعلام التقليدي من نفسه، ونحن نتحدث هنا عن دور الصحفي مستقبلاً، فأمامنا 3 أنماط: صحافة المواطن، وصحافة الآلية، وفيها باتت السرعة تُقاس بالثواني وبالتالي أصبحت صياغة الأخبار تتم آلياً، وأصبح دور الصحفي في التحليل أو التقارير الاستقصائية، أما النوع الثالث فهو (صحافة الدردشة) وفيها تستطيع أن تتعامل مع روبوت يتميز عن الصحفي التقليدي بامتلاكه قصة كاملة وصياغة دقيقة.
وواصل: "لم يعد هناك فصل بين الصحافة المكتوبة والتلفزيونية، والبطل بات صالة الأخبار التي تصاغ داخلها القصة، ونحن لم نتجاوز مرحلة الصحافة الورقية رغم إغلاق أكثر من 50 جريدة في الولايات المتحدة، واتجه الأغلب إلى الصحافة الإلكترونية، أما في الهند فهي مثال فريد على صمود الصحافة الورقية، ويجب أن ندرس ما يتناسب مع مجتمعنا العربي".
ولفت هيكل إلى أن هناك أصواتاً في المجتمعات الغربية تتحدث عن أن تقليص دور الصحفي سيضر بالعملية الديمقراطية، لأن وجوده ضرورة للبحث عن الحقيقة، وغيابه يتسبب في عدم وجود وجهات نظر.
وعن دور وزارات الإعلام العربية، قال وزير الإعلام المصري الأسبق: "ربط وزارة الإعلام بمناخ الحرية ربط خاطئ، والمنع أصبح مستحيلاً، لأن المد الإخباري يأتي بشكل طبيعي، ومن مصلحة الحكومات العربية أن تقدم المعلومات بشكل دقيق وسريع".
وأضاف: "مع تطور المجتمعات الإعلامية وحجم المعلومات الكبير، يجب أن نسأل عن وظيفة وزارة الإعلام الرسمي، فلا يمكن اتخاذ قرار سياسي بدون دراسة إعلامية مصاحبة له، لأن الطرق مختلفة والجمهور المخاطب يجب دراسة التعامل معه، وهذا الكيان سواءً كان وزارة أو جهازاً أو هيئة مهمته وضع سياسة إعلامية للدولة".
وقالت إيدي لش، الصحفية ومقدمة برامج برودكاست، إن التأثير الصوتي ومنصات التواصل الاجتماعية أصبحت محور حياتنا اليومية خلال الأعوام الماضية، إضافة إلى أن هذه المنصات استطاعت أن تؤثر على حياتنا، وأصبح العامل البشري أيضاً يؤثر فيها وفي انتشارها، بل التأثير أيضاً في قوة انتشارها.
وذكرت الصحفية الأمريكية أن "البرود كاست" أو التدوين الصوتي اجتذب عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم، لافتة إلى أنه وفق آخر إحصائيات استخدام التدوين الصوتي للأمم المتحدة، فإن نحو 30% من سكان الدول العربية يستخدمون هذه التقنية، كما أوضحت الدراسات أن نحو 87% من مستخدمي البرودكاست من الفئات العمرية أقل من 44 عاماً.
وأضافت لش: "البرودكاست يستخدم كأداة إعلامية وترويجية للعديد من السلع بين رواد عالم الإنترنت، وهذا ليس الدور الوحيد للتدوين الصوتي، بل هناك العديد من الأدوار التي أصبح يقدمها التدوين الصوتي لمتابعينه من أهمها متابعة الأخبار اليومية والفاعليات العالمية".
واستكملت: "القصص الإنسانية والقصص الحياتية من أهم ما تقدمه منصات التدوين الصوتي، وأصبح من السهل أن يقدم شخص على تدوين صوتي يعرض من خلاله قصة وينشرها على الإنترنت، لتكون مصدر إلهام لشخص آخر، حتى إن لم يقابل أحدهما الآخر".
وأكدت إيدي لش أن التدوين الصوتي أصبح أداة ذات تأثير قوي على عالمنا وعلى حياتنا، وأصبح الجميع يستطيع اليوم التأثير في عالمنا وفي حياة الآخرين.