بعد ارتفاع سعره 50% في 4 أشهر.. هل فاتت فرصة الاستثمار في البلاديوم؟
البلاديوم أصبح منافسا حقيقيا للذهب بعد أن قفز سعره 600% منذ الأزمة المالية العالمية.. فهل سيواصل الارتفاع؟
في الـ19 من ديسمبر/كانون الأول الجاري قفز سعر البلاديوم إلى 1277 دولارا للأوقية، موسعاً الفارق بينه وبين الذهب، الذي سجل 1253.5 دولار للأوقية، ليصبح المعدن الذي يستخدم بشكل أساسي في صناعة أجهزة خفض التلوث في السيارات والشاحنات منافساً حقيقياً للذهب لأول مرة منذ أكثر من عقد، فهل فاتت فرصة الاستثمار في البلاديوم أم أنه سيشهد ارتفاعات أخرى؟
تقرير لوكالة "بلومبرج" الأمريكية أكد أن أوان شراء البلاديوم ربما لم يفت بعد، وعلى الرغم من أن المعدن قطع بالفعل شوطاً طويلاً في الصعود بعد أن زاد سعره بأكثر من 600% مقارنة بالمستويات المنخفضة التي سجلها في أعقاب الأزمة المالية العالمية، إلا أنه من المتوقع أن يستمر نقص المعروض من المعدن ومن ثم ارتفاع سعره.
ولكن.. ما هو البلاديوم؟ ولماذا يقفز سعره؟
البلاديوم هو مادة فضية براقة، وأحد معادن مجموعة البلاتين الستة (الروثينيوم والروديوم والأوزميوم والإيريديوم والبلاتين)، ويستخدم نحو 80% من إنتاج البلاديوم في أنظمة عوادم السيارات، حيث يساعد على تحويل الملوثات السامة الناتجة عن احتراق الوقود في محركات السيارات إلى ثاني أكسيد الكربون وأبخرة الماء الأقل ضررا.
كذلك يستخدم البلاديوم في الإلكترونيات وفي مجال طب الأسنان وفي صناعة المجوهرات.
وتعتبر روسيا وجنوب أفريقيا هما الدولتان الأكثر إنتاجاً للبلاديوم في العالم، وغالباً ما يتم استخراج المعدن كمنتج ثانوي من عمليات تركز على معادن أخرى مثل البلاتين أو النيكل.
ويرتفع سعر البلاديوم لأن المعروض منه لا يتجاوب مع الطلب المتزايد عليه، حيث تزداد استخدامات المعدن في ظل تشديد الحكومات، خاصة في الصين، للوائح الخاصة بمكافحة التلوث الناتج عن السيارات، مما يجبر شركات صناعة السيارات على زيادة كمية البلاديوم التي يستخدمونها.
وفي أوروبا، يتراجع إقبال المستهلكين على السيارات التي تستخدم وقود الديزل، وهي سيارات تستخدم في صناعة أنظمة عوادمها معدن البلاتين في معظم الحالات، في حين يتجه المستهلكون إلى السيارات التي تعمل بالبنزين التي تستخدم البلاديوم.
من جهة أخرى، فإن وضع البلاديوم كمنتج ثانوي "جانبي" يجري إنتاجه أثناء تعدين البلاتين أو النيكل، يؤخر من إنتاج المعدن ليصبح لاحقاً على زيادات الأسعار وليس سابقاً لها، ومن المتوقع أن تقل كمية البلاديوم المنتجة عن الطلب للسنة السابعة على التوالي في عام 2018، وساعد ذلك في دفع الأسعار إلى مستويات قياسية متتالية.
هل للمضاربين دور في ارتفاع سعر البلاديوم؟
جزئياً نعم، فقد زادت صناديق التحوط من رهاناتها على أن أسعار المعدن سترتفع، ومع ذلك يتم تداول البلاديوم للتسليم الفوري بسعر أكبر من التسليم في عقود آجلة، مما يشير إلى أن الشركات تتدافع للحصول على المعدن.
هناك أيضاً أقاويل حول عمليات تخزين للمعدن تقوم بها الصين، أكبر مشتر للبلاديوم في قطاع السيارات.
هل هناك سوابق تاريخية لارتفاع هائل مماثل في أسعار البلاديوم؟
نعم.. وليس فقط البلاديوم، المعادن الثمينة التي تستخدمها شركات صناعة السيارات بكميات صغيرة لها تاريخ من ارتفاع الأسعار عندما يتجاوز الطلب العرض.
في العقد التالي لعام 1998 ارتفع البلاتين بأكثر من 500%، لأن النقص جذب انتباه المشترين المضاربين.
كما ارتفع الروديوم أكثر من 4000% خلال فترة مماثلة، قبل أن تجد شركات صناعة السيارات طرقاً لتقليل استهلاكها من المعدن.
وقفز البلاديوم نفسه 9 أضعاف سعره من أدنى مستوياته في عام 1996 إلى مستوى الذروة في عام 2001، حيث كان المستخدمون قلقين من أن تتباطأ مبيعات روسيا من المعدن.
هل تهدد السيارات الكهربائية المسيرة الصاعدة للبلاديوم؟
السيارات الكهربائية لا تستخدم الوقود، وهي بالتالي لا تتضمن أجهزة لتقليل التلوث، وباختصار هي لا تستخدم البلاديوم، ومع ذلك يعتقد معظم المحللين أن استحواذ السيارات الكهربائية على غالبية الاستخدام حول العالم سيستغرق سنوات عديدة، وفي غضون هذه الفترة سيبقى استخدام البلاديوم في السيارات الهجينة (التي تستخدم الوقود والكهرباء كمصدر للطاقة) مصدراً متزايداً للطلب على المعدن.
البلاديوم لن ينخفض على المدى القريب
صحيح أن ارتفاع سعر البلاديوم بالنسبة إلى البلاتين قد يدفع بعض شركات تصنيع السيارات إلى العمل على استبدال المعادن، ومع ذلك من غير المحتمل أن يحدث تحول كبير في أي وقت قريب، وفقاً لتقرير بلومبرج.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA= جزيرة ام اند امز