كيف تحافظ على علاقة صحية مع مراهقك؟ نصائح لتجنب الأخطاء التربوية
يشهد الآباء تغييرات كبيرة عندما يدخل أطفالهم مرحلة المراهقة أو مرحلة "التوينز"، ويقع بعض الآباء في بعض الأخطاء أثناء تربية أبنائهم في هذه المرحلة الحساسة.
لذا من الضروري تحديد الجهود التي تستحق العناء وتلك التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مما يساعد على تجنب الأخطاء التي قد تؤثر سلبًا على العلاقة الأسرية، وذلك من خلال معرفة متى يجب التدخل ومتى يجب منح الطفل مساحة للحرية، يمكن الحفاظ على توازن صحي بين الإرشاد والمرونة، مما يعزز من تواصل الأسرة ويوفر بيئة داعمة للأبناء.
أخطاء يرتكبها الآباء مع المراهقين وطرق تجنبها
من أبرز الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الآباء مع المراهقين وفقًا لموقع WebMD، ما يلي:
1. توقع الأسوأ
يرتكب العديد من الآباء خطأ شائعًا عندما يتوقعون أن المراهقين سيخوضون في سلوكيات خطرة مثل تعاطي المخدرات أو التسكع مع أصدقاء غير مناسبين.
ويوضح الدكتور ريتشارد ليرنر، مدير معهد البحوث التطبيقية في تنمية الشباب بجامعة توفتس، أن هذه التوقعات السلبية قد تؤدي إلى علاقة مضطربة مع المراهقين، حيث يمكن أن تصبح نبوءة تحقق نفسها.
فقد أظهرت دراسة من جامعة ويك فورست أن المراهقين الذين توقع آباؤهم منهم سلوكيات متهورة قد أبدوا تصرفات مشابهة في المستقبل. لذلك، ينصح ليرنر الآباء بالتركيز على اهتمامات الطفل، حتى وإن لم يفهموها، لتعزيز التواصل الصحي والمثمر.
2. الإفراط في قراءة كتب التربية
بعض الآباء يلجأون إلى الكتب التربوية بحثًا عن نصائح حول كيفية التعامل مع المراهقين. ورغم أن الكتب يمكن أن تكون مفيدة، فإن استخدامها بشكل مفرط قد يؤدي إلى إرباك الآباء وزيادة قلقهم.
وفقًا لما ذكره روبرت إيفانز، مؤلف كتاب «العائلة أولًا: كيف تتعامل المدارس مع أزمة تربية الأطفال»، تصبح الكتب مشكلة عندما تحل محل الفطرة الأبوية، وينصح إيفانز بأن يستخدم الآباء الكتب كمصدر للتوجيه، مع الاستماع إلى حدسهم الخاص وتحديد ما يتناسب مع احتياجاتهم وظروف عائلاتهم.
3. التركيز على التفاصيل الصغيرة
قد يشعر الآباء بالانزعاج من اختيارات أبنائهم في الملابس، تسريحات الشعر، أو حتى أدائهم لأدوار صغيرة في المسرحيات، ولكن من المهم أن ينظر الآباء إلى الصورة الأكبر.
إذا كانت هذه الاختيارات لا تعرض حياة الطفل للخطر، يجب أن يُسمح لهم باتخاذ قرارات مناسبة لأعمارهم، مع التعلم من عواقب اختياراتهم، إذ أن حماية الطفل من الفشل قد تحرمه من الفرص القيمة للتعلم والنمو.
4. تجاهل الأمور الكبيرة
إذا كنت تشك في أن طفلك قد بدأ في استخدام التبغ أو الكحول أو أي نوع من المخدرات، يجب أن تتدخل بشكل فوري. تعتبر فترة المراهقة، بين 13 و18 عامًا، مرحلة حاسمة لتدخل الآباء في حياة أبنائهم.
ووفقًا للدكتورة أميليا أريا، مديرة مركز الصحة وتطوير الشباب في جامعة ماريلاند، فإن الآباء الذين يعتبرون شرب الكحول بين المراهقين أمرًا عابرًا قد يتجاهلون المخاطر المتزايدة التي أصبحت أكثر وضوحًا الآن مقارنةً بما كان عليه الوضع في شبابهم، ومن المهم أن يراقب الآباء التغييرات غير المفسرة في سلوك الطفل، مظهره، ونجاحه الأكاديمي.
5. الإفراط والتفريط في الانضباط
يواجه بعض الآباء صعوبة في تحقيق التوازن عندما يتعلق الأمر بالانضباط. البعض يفرض قواعد صارمة جدًا على أبنائهم، بينما يتجنب آخرون تطبيق أي نوع من العقوبات خوفًا من التأثير على علاقتهم مع أطفالهم.
ومن الضروري تحقيق توازن بين منح الطفل مساحة من الحرية وبين وضع حدود واضحة، الانضباط المفرط قد يحرم الطفل من فرصة تعلم مهارات القيادة وحل المشكلات بشكل فعال، بينما التفريط في الانضباط يمكن أن يؤدي إلى غياب الإرشاد والتوجيه الذي يحتاجه المراهقون لتطوير سلوكياتهم بشكل سليم.