"منامات الوهراني ومقاماته".. من عيون النثر العربي
"منامات الوهراني ومقاماته ورسائله" من الكتب التراثية ذات القيمة الكبرى، فقد اعترف القدماء بفضل الوهراني وبراعته وخفّة روحه ورشاقة أسلوبه
قليلةٌ هي النصوص التراثية التي تعبّر بجلاء عن شخصية الكاتب، وتصور في دقة وبلاغة بعض جوانب الحياة الفكرية والاجتماعية في عصور التحول الكبرى في المجتمع العربي عامة وتاريخ مصر الإسلامية خاصة.
عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وضمن سلسلة التراث الحضاري، صدر كتاب "منامات الوهراني ومقاماته ورسائله"، للشيخ ركن الدين محمد بن محمد بن محرز الوهراني، المتوفى عام 575 هـ، بتحقيق د. إبراهيم شعلان، محمد غنش، ومراجعة المرحوم د.عبد العزيز الأهواني.
كتاب الوهراني من الكتب التراثية ذات القيمة المضاعفة، فقد اعترف القدماء بفضل الوهراني وبراعته وخفّة روحه ورشاقة أسلوبه، وخاصة في المنام الكبير الذي أثني عليه المؤلف التراثي القديم ابن خلكان ثناء كبيرا. ولقد أجمع الدارسون أن منامات الوهراني ومقاماته وأسلوبه يضيف إلى مدونة النثر العربي ثروة ضخمة، ويفتح للدارسين آفاقا بعيدة، ويقدم للقراء مادة شائقة وممتعة لا تقل عما اشتهر من كتب ونصوص عيون النثر العربي.
وهذه المجموعة من النصوص بين دفتي كتاب "منامات الوهراني ورسائله ومقاماته" تمتاز في تاريخ النثر الفني في الأدب العربي بميزات ترفعها إلى مقام عالٍ، ولا نكاد نجد في النثر العربي القديم نصوصا فيها ما في كتابات الوهراني من حيوية وذكاء ولمحات تعبر عن شخصية الكاتب وتصور في دقة وبلاغة بعض جوانب الحياة الفكرية والاجتماعية في عصر من عصور التحول في مصر الإسلامية، وهو عصر الانتقال من الدولة الفاطمية في مصر إلى الدولة الأيوبية.