كيف أنقذ إلغاء الدوري المصري مسيرة محمد صلاح؟
إلغاء الدوري المصري موسم 2011-2012 أسهم في إنقاذ مسيرة محمد صلاح نجم ليفربول الحالي مع كرة القدم.. فكيف حدث ذلك؟
أصبح حلم محمد صلاح، نجم ليفربول، بالتتويج بأول لقب له وفريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريمييرليج) مهددا، في ظل التوقف الحالي للمسابقة، بسبب انتشار فيروس كورونا الذي قد ينتهي بإلغاء الموسم، لكنها لن تكون المرة الأولى للنجم المصري مع إلغاء البطولة المحلية التي يلعب بها فريقه.
وشهد صلاح في بداية مسيرته إلغاء موسم 2011-2012 من الدوري المصري، عندما كان يلعب لفريق المقاولون العرب، بسبب ما عرف وقتها بكارثة بورسعيد التي تسببت في سقوط قتلى وجرحى بين الجماهير في ملعب فريق المصري البورسعيدي، بعد مواجهته أمام الأهلي يوم 1 فبراير/شباط 2012، بسبب الشغب.
ويروي حارس المرمى محمد العقباوي، القائد السابق لفريق المقاولون العرب، الذي كان يلعب له صلاح وقتها، كيف أسهم قرار إلغاء هذا الموسم من الدوري المصري في إنقاذ مسيرة هداف الدوري الإنجليزي خلال آخر موسمين، وسبب تحولا جذريا في مسيرته.
كارثة بورسعيد
محمد العقباوي أوضح، في تصريحات خاصة لصحيفة "الصن" البريطانية الأحد، أن "إلغاء الموسم كان القرار الأفضل للمقاولون وصلاح، لأن موهبته كان يمكن أن تواجه خطرا كبيرا لو هبط الفريق للقسم الثاني، حيث كان مهددا بذلك وقتها".
وكان المقاولون يحتل المركز الـ17 حينها في الدوري المحلي برصيد 10 نقاط، بفارق نقطتين عن المتذيل الداخلية، وكان النظام يقضي بهبوط 3 فرق وقتها، وأفلت الفريق من الهبوط في الموسم السابق حينها 2010-2011 بعد قرار استثنائي بإلغاء الهبوط بسبب الظروف السياسية في مصر حينها.
وبعد نحو شهر من أحداث بورسعيد اتخذ الاتحاد المصري لكرة القدم قرارا في 10 مارس/آذار بإلغاء بقية الموسم على خلفية ما حدث، وكان فريق بازل السويسري كان يتابع صلاح بشكل خاص، وبناء عليه تم تنظيم لقاء ودي مع منتخب مصر تحت 23 سنة يوم 16 مارس في ملعب رانكوف ببازل لرؤيته على الطبيعة.
وتألق الدولي المصري في تلك المواجهة مسجلا هدفين قادا الفراعنة للفوز 4-3، ما أدى لتقديم دعوة معايشة لصلاح لمدة أسبوع.
وفي 10 أبريل/نيسان، أعلن بازل أنه سيضم صلاح بعقد لمدة 4 مواسم ونصف، بداية من 15 يونيو/حزيران 2012، يوم عيد ميلاده العشرين بالتمام والكمال.
وكان بازل هو فأل الخير على صلاح، حيث انضم بعدها بشهر لمنتخب مصر الأولمبي في أولمبياد لندن 2012، ونجح في التسجيل 3 مرات في شباك البرازيل ونيوزيلندا وبيلاروسيا، ليقود مصر لربع النهائي حيث خسرت 0-3 من اليابان.
توقف الدوري الإنجليزي
على الجانب الآخر، توقفت مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الحالي 2019-2020 منذ 13 مارس الماضي ولأجل غير مسمى بسبب التخوف من انتشار جائحة كورونا بشكل أكبر مما هي عليه.
ومثل ذلك الأمر الطامة الكبرى لرفاق صلاح، حيث إن ليفربول لم يكن يخلفه عن التتويج باللقب إلا 6 نقاط، لتصدره ترتيب أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي الثاني قبل 9 جولات من نهاية المسابقة.
وعن تأثير إمكانية إلغاء الموسم الحالي للبريمييرليج على صلاح، قال قائد المقاولون السابق: "صلاح سيتأثر نفسيا بشكل كبير حال لم يحصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول في الموسم الحالي".
وواصل العقباوي: "أنا على يقين بأن صلاح سيشعر بما يشبه اللعنة لو ألغي له في مسيرته الكروية موسمان"، مؤكدا أن "صلاح بات مثل ليونيل ميسي في برشلونة، وهو رمز لليفربول وجماهيره حاليا".
وتواجه المسابقة الإنجليزية العديد من السيناريوهات بشأن استكمال الموسم، منها إقامة المباريات المقبلة بداية من شهر يونيو وبدون جماهير، ومنها إلغاء المسابقة تماما لكن دون سيناريو واحد تم الاستقرار عليه.
يذكر أن ليفربول لم يحقق لقب الدوري الإنجليزي منذ 1990 بشكل عام ولم يحققه بنظام البريمييرليج الذي بدأ في موسم 1992-1993 بشكل خاص، ما جعل الموسم الحالي الأكثر أهمية لبطل أوروبا في تاريخه المحلي، وسيجعل الأمر كارثيا لو ألغيت المسابقة دون إعلانه بطلا لها.