اقتصاد
للبيع بأقل سعر.. سهم موديرنا يبحث عن "مشترين"
هبط سهم شركة موديرنا "العاملة بقطاع الرعاية الصحية" لأدنى مستوى له في 8 أشهر عند 160 دولارًا، متكبدا خسائر تقدر بنحو 20% خلال أسبوع.
وتضرر سهم الشركة من عمليات البيع الكثيفة في السوق هذا الأسبوع، لليوم السادس على التوالي، وسط أبحاث متزايدة تشير إلى أن الجرعة المعززة من لقاح موديرنا المضاد لكوفيد-19، كانت أقل فعالية ضد متحور أوميكرون سريع الانتشار، علما أنها كانت فعالة للغاية ضد السلالات السابقة.
ويتساءل الخبراء عما إذا كانت مبيعات لقاح كوفيد-19 وحدها ستساعد في تبرير التقييم الهائل للشركة، ما فاقم التدهور الذي قضى على أكثر من 60% من قيمة أحد أكبر الأسهم في العام الماضي وحوله إلى أحد أسوأ الأسهم أداءً لهذا العام، بحسب فوربس.
وتراجع سهم موديرنا بنسبة 67% عن أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق بلغ 484 دولارًا في 9 أغسطس/ آب، ما أدى إلى القضاء على حوالي 133 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، والتي تبلغ الآن حوالي 65 مليار دولار، ما يعنى أنها فقدت نحو 68 مليار دولار من قيمتها السوقية.
- كورونا حول العالم.. 337 ألف إصابة جديدة بالهند ورقم قياسي لوفيات المكسيك
- توقعات صادمة من وزير الصحة الألماني بشأن إصابات كورونا
رغم أن سهم موديرنا ارتفع بنسبة 143% ليحقق ثالث أفضل مكاسب لمؤشر S&P 500 في عام 2021، فقد انخفض بنسبة 35% هذا العام - أسوأ من نتفليكس، الذي انخفض بنسبة 32% بعد انخفاض حاد بنسبة 20%، الجمعة، بعد تقرير أرباح مخيب للآمال.
على سبيل المقارنة، ارتفعت أسهم Devon Energy وMarathon Oil، أفضل وثاني أفضل الأسهم أداءً في العام الماضي في S&P، بنسبة 7% و11% هذا العام، على التوالي.
على سبيل المقارنة، ارتفعت أسهم Devon Energy وMarathon Oil، أفضل وثاني أفضل الأسهم أداءً في العام الماضي في S&P، بنسبة 7% و11% هذا العام، على التوالي.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلنت الشركة عن مبيعات وأرباح للربع الثالث فشلت في تلبية توقعات المحللين، مع انخفاض الإيرادات عن 5 مليارات دولار، رغم متوسط توقعات المحللين التي بلغت 6.2 مليار دولار. بالإضافة إلى توقعات المبيعات المنخفضة، فإن القيود على سلسلة التوريد وتطوير علاجات كوفيد-19 المضادة للفيروسات قد أثرت أيضًا على معنويات المستثمرين وأطلقت عمليات بيع لأسهم الشركة.
ومن المتوقع أن تعلن شركة موديرنا عن أرباحها للربع الرابع بنهاية فبراير/شباط.
أرض الواقع
وتراجع سعر سهم موديرنا كثيرًا لدرجة أن المحلل في بنك أوف أمريكا، جيف ميتشام، أخبر المستثمرين، أمس الجمعة، أن تقييمها الآن "عاد إلى أرض الواقع" بعد الارتفاع السريع خلال الجائحة.
قال ميتشام إنه يركز الآن على خطوط إنتاج الشركة لمرحلة ما بعد كوفيد (تعمل موديرنا أيضًا على تطوير لقاح ضد الإنفلونزا)، مشيرًا إلى ميزانية الشركة الهائلة البالغة 17 مليار دولار نقدًا كمصدر للفرص "الاستراتيجية".
الرئيس التنفيذي
تبلغ ثروة الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا، ستيفان بانسيل، الذي انضم إلى الشركة في عام 2011، نحو 5.3 مليار دولار وفقًا لفوربس. يمتلك الفرنسي الأصلي حوالي 8% من أسهم شركة موديرنا، وكانت ثروته في وقت من الأوقات أكثر من 12 مليار دولار.
تأسست موديرنا عام 2010، ومقرها كامبريدج بولاية ماساتشوستس، وأمضت نحو عقد من الزمن في تطوير تقنية لقاحات الحمض النووي الريبوزي الرسول، والتي تخبر الجسم بإنتاج جزء من العامل الممرض لتحفيز الاستجابة المناعية - على عكس اللقاحات التقليدية التي تستخدم بدلاً من ذلك قطعة من العامل الممرض . بمجرد ظهور الجائحة، ضاعفت الشركة جهودها وقدمت طلبًا للحصول على إذن استخدام طارئ للقاح كوفيد-19 في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
وقد أثبتت اللقاحات أنها نعمة كبيرة للشركات التي تعمل على تطويرها، لكن سهم شركة موديرنا كافح في الأشهر الأخيرة حيث يتساءل النقاد بشكل متزايد عما إذا كانت مبيعات لقاحات كوفيد-19 وحدها ستثبت جدواها كمصدر إيرادات في السنوات القادمة.
تزايد أعداد الإصابات
ويأتي تراجع أسهم موديرنا في ظل تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا، وسجلت الهند أكثر من 1,8 مليون إصابة خلال الأيام السبعة الماضية، بزيادة قدرها 74% مقارنة بالأسبوع السابق، وفقًا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وازداد انتشار الوباء في آسيا (+ 57%) وفي أميركا اللاتينية/البحر الكاريبي (+36%) والشرق الأوسط (+ 32%)، وفقًا للتطورات الأسبوعية المأخوذة من قاعدة بيانات وكالة فرانس برس.
تسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,57 مليون شخص في العالم منذ أن ظهر في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة حتى أمس الجمعة.
وسجّلت الولايات المتحدة أعلى عدد للوفيات جرّاء الفيروس بلغ 860,248 حالات تلتها البرازيل (622,205) والهند (488,396) وروسيا (324,752)، فيما تقدّر منظمة الصحة العالمية أن العدد الإجمالي للوفيات قد يكون أعلى بمرّتين إلى ثلاث، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات المرتبطة بالوباء.